آخر الاخبار

الذكاء الاصطناعي "يخدع البشر"... والآتي أعظم! رسميًا.. الهلال يحصد لقب الدوري السعودي للمرة الـ 19 في تاريخه واشنطن بوست تشكف تفاصيل صفقة قدمتها أميركا للعدو الصهيوني لتجنب غزو رفح بعد الفيديو الغامض.. أبو عبيدة يزف خبراً سيشعل الكيان الصهيوني والقسام توجه رسالة لقادة الاحتلال الفريق بن عزيز : المليشيات قامت بتصفية عشرات المعتقلين في سجونها تحت التعذيب تفاصيل أول زيارة حكومية لسفينة روبيمار منذ غرقها في البحر الأحمر من زغط الى زغط ومن بيت الى بيت..صراع الاجنحة الحوثية ينفجر وسلطان السامعي يتحدث عن حرب أهلية في مناطق جماعته :أنا وصلّت رسالتي والأيام بيننا قائد قوات الأمن الخاصة بمارب : مليشيا الحوثي الإرهابية تستخدم النساء والأطفال لزعزعة الأمن وسنقدم الدعم للشرطة النسائية عاجل .. السلطة المحلية بمحافظة مأرب: جميع الطرقات من جانبنا مفتوحة منذ قرابة 3 أشهر ونستغرب تأخر الحوثي كل هذه المدة للتعاطي مع مبادرة فتح الطرقات عاجل: المليشيات الحوثية تقصف مديرية الوداي القريبة من الحقول النفطية بأحد الصواريخ الباليستية

جَنْب الجَدْر..!
بقلم/ معاذ الخميسي
نشر منذ: 11 سنة و 7 أشهر و 10 أيام
السبت 29 سبتمبر-أيلول 2012 06:50 م

.. منذ أن كنا أطفالاً وقيادة مجلس إدارة العائلة توجهنا دوماً وأبداً بأن نتنبَّه جيداً حين نمشي في الشارع.. وتصدر أحياناً فرماناتٍ بمنعنا من الخروج إلى الشارع إذا ماكان هناك تقاطعات قد تتسبَّبُ في غمضة عينٍ بالموت.. وأيامها كانت الفرمانات تصدر خوفاً علينا.. وطبيعيٌّ جداً أنها ليست خوفاً على قيادة مجلس إدارة العائلة.. فخوف رئيس مجلس الإدارة (الوالد) أو نائبه (الوالدة) أو من ينوبهما (الأخ الأكبر) مثلاً مصدره (الحَنَج) وهو الحبُّ والخوف في آنٍ واحدٍ على (فلذة الكبد)..!

كانت تلك التوجيهات.. وما زالت.. تشكِّل حالةً خاصةً من دفء المشاعر وروعة الأحاسيس التي لايستطيع أحدٌ أن يمنحنا أياها مهما بلغ اهتمامه ورعايته.. وهي في كل وقت بمثابة (الجرعة) العاطفية المهمة التي لا يمكن أن نستغني عنها مهما كانت هناك عواطف أخرى تحت خط ما نسميه بالحب الذي نجد من يعبث به وبمعناه وبما يسكنه لا ما يغلفه حتى تأكَّد لنا أن (حب ) الوالدين لفلذة كبديهما لايمكن أن يضاهيه أو يجاريه حب.. مهما كان !!

 ولأني فقدتُ والدي في التاسعة من عمري..لم أجد سوى والدتي.. ومن بعدها أخي الذي يكبرني (عبدالواحد) الذي كان قريباً مني ونعيش سوياً في بيت واحد على خلاف بقية إخواني.. وهما بوصلة حياتي.. والقلب الذي كنتُ أسمعُ دقاته أينما ذهبتُ.. وهما يلاحقانني بالاتصالات.. لا تتأخر.. أين أنت؟.. وأين ذهبت؟.. وفي السنوات الأخيرة انضمت إليهما أم إلياس.. فيما ظل الاهتمام يرافق خطواتي.. وخوفهم يحاصرني خاصة في أيام الأزمة الأخيرة.. عد مبكراً.. يكفي صحيفة.. وما أشدَّه من خوفٍ حين يتصيَّد أخي (عبدالواحد) كتاباتٍ لي تفوح بروائح السياسة وموقف الكلمة، فيأخذ التلفون صاخباً وهو يقول: (رحلك ياولدي ) ومنزعجاً وهويصيح: ( بحجر الله بطِّل سياسة).. ولا ينسى أن يقول لي عبارته الدائمة (خليك جنب الجدر)، بينما هو في الوقت نفسه في الشارع العام، وأمام الملأ لايكسر رأسه رأس في الموقف والكلمة.. مع ذلك لم (أبطِّل) ولن (أُبطِّل) حتى وقد وصلني كمٌّ من رسائل التهديد من تحت الماء على موبايلي في فترات سابقة..!

الآن يبدو أن المطلوب وبعين حمراء أن نمشي (جنب الجدر) وكما يقول إخواننا المصريون (جنب الحيط).. ولا أريد أن يقفز لي أحدهم ويقول: (لا) إمشِ أين ما تريد.. نحن ثُرنا من أجل الحرية ..لأنني سأقول له: (كانت زمان حرية).. يوم أن كنا نقول ما نريد شرط أن لا نسيء ولا نجرح.. وكنا نوجه نقدنا لأكبر كبير.. وصحيح نجد من يزعل..لكن لا نجد مَن (يقيّدُ) ولا مَن (يُكمِّم)..!

أخي وشقيقي (عبدالواحد).. وأنت في حياتك الأبدية بعد أن غادرتنا قدراً وقهراً وكمداً من تعاملات فجة وخاطئة ومقززة لأحد رموز النظام السابق ..لاحظوا أننا الآن وزمان ونحن نتعامل مع ما تقولون عنه (نظام سابق) نقول للأعور أعور في عينه، وأحياناً نجد تفهماً وكثيراً لا نجد، ولم نكن نكتب فقط لنقول الجو بديع والدنيا ربيع.. ولم يهددنا أحد.. أتمنى أن تستوعبوا.. أما أنا فسأقول لأخي، ولو متأخراً بعد أن فقدناه: الآن فقط فهمت.. نعم فهمت معنى قولك (جنب الجدر)!!

سامحوني.. أخذتكم إلى هذه (المجابرة).. فكما يبدو أن (المجابرة) باتت هي المطلوبة.. وإلى جانبها تلميع.. تمجيد.. شكر.. تقدير.. ولا بأس في أن نقول ما نريد بس (جنب الجدر) وافهموها أثابكم الله.. وإن كنتُ لا أزالُ أجدُ صعوبةً حتى اللحظة في (فهمها)!!