ما لم فإن خروجنا من الساحات أفضل من بقائنا فيها
بقلم/ السياف عامر
نشر منذ: 12 سنة و 3 أشهر و 6 أيام
الخميس 16 أغسطس-آب 2012 11:17 م

- في الوقت الذي ينشغل شباب الثورة بالخلافات الحاصلة بينهم ... ينتهز بقايا النظام البائد الفرصة لاستعادة دورهم من جديد -

قبل البدأ بسرد الكلام : خذوا وافهموا مني ما استطعتم فأنا لست شاعر ولست كاتب وأديب أجيد صياغة الكلام ولكن شاب ثائر يتألم على الحال الذي وصل إليه شباب الثورة .

الذي لفت انتباهي اليوم وليس بجديد عندما نفتح الصفحات الثورية وعندما نشاهد منشورات الثوار نلاحظ الخلاف الحاصل بينهم ، فكل ثائر من أي مكون كان يريد أن يثبت لنا انه هو الثائر الحقيقي وغيره خونه وممن باعوا دماء الشهداء ... الخ

بينما يضيع الشباب الثوار في تلك المتاهات التي هي من صنع النظام البائد في الحقيقة ،فكل الخلافات بين الشباب لم تأتي من عبث ، فقد فشل النظام البائد أول الثورة بإيقاف شرارتها ،ورضخ هذا النظام الفاشل واستسلم لإرادة الشعب ولكن لم يقعد مكتوف اليدين بل بدأ يزرع الشحناء والبغضاء بين الشباب ، حيث يأس ان ينصاعوا لجبروته باستخدام العنف والقمع فما زاد الشباب إلا إصراراً على المضي في سير الثورة المباركة ، ولكن اليوم اكتشف بقايا النظام الفاسد ان السبيل الوحيد لإفشال الثورة ليس القمع والتعذيب وإنما إفشالها يكون على يد الشباب أنفسهم وبطرق حضارية ، فكيف يصنعوا ؟

بداء ينشر الإشاعات السامة في صفوف الشباب ويوهمهم بالكذب ان ثورتهم مسروقة وان الشباب ضحوا بدمائهم ولم تتحقق أهدافهم وانه لا سبيل لإنجاح الثورة إلا بالاستغناء عن بعض المكونات لأنها سبب في إفشال الثورة وان وان وان... ....

عندما يسمع الشباب هذا الكلام ، وممن يسمعوا هذا الكلام؟؟ يسمعونه من شباب عرفوا في يوم من الأيام بصلابة مواقفهم، يبدأ الشك والخوف يتسلل الى صدورهم ويحسوا بالنقص والتقليل في ما حققته الثورة ويبدأ كل مكون من مكونات الثورة يشك في الأخر ويصفه بالخيانة والفشل وعندها تتبدد تلك القوة وتتفكك أواصر المحبة ونكون فريسة سهلة للأعداء . ....

أما الطرق الحضارية لإفشال الثورة كما يزعمون فهي كالتالي : يعلم معظم الشباب أن هناك مجموعة تدعي أنها من أهالي الأحياء المحتوية لساحة التغيير ويؤدون صلاة الجمعة الآن في شارع الزراعة أمام وزارة الزراعة ويطالبون برفع المخيمات من شوارعهم لأنهم قد ضاقوا منها ,,,, الخ الحقيقة التي تخفى على بعض الناس ان هؤلاء الذين يدعون أنهم من أهالي الأحياء في الحقيقة ليسوا من أهالي الأحياء المحيطة بالاعتصامات وانه يتم جمعهم من المعتصمين الذين كانوا في التحرير والملعب بعد ان يأسوا من جدوى إعتصامهم جاؤوا هنا وبرعاية من يحي محمد صالح يقودون حملة أرحلوا من شوارعنا ... ويضجوا الإعلام أنهم متضررين والشباب في غفلة من هذا الموضوع ... الكلام طويل في هذا الباب وإنما من باب ذكر مثل .

هل يذكر الشباب مجزرة الكرامة( 18 مارس 2011م) لم تحدث إلا بعد ان شاهدنا منشورات ولا فتات باسم أهالي الأحياء المتضررة تحذر الشباب وتطلب منهم الرحيل من شوارعهم واني والله أخشى ان تكون النوايا السيئة والحاقدة لمرتكبي مجزرة الكرامة ان تكرر نفس الجريمة فلا يستبعد من العصابة التي عملة مجزرة الكرامة والسبعين ومحرقة تعز وكنتاكي ومجزرة ملعب الثورة وكلية الشرطة ,,, ان ترتكب مثل هذه الجرائم .

فكونوا ياشباب على حذر ... الأعداء يتربصون بكم .

ياشباب الثورة : يا من خرجتم في يوما من الأيام صفاً واحدا من جميع التوجهات السياسية والمكونات الثورية ولم نسأل بعضنا البعض من أي حزب أنت ولا من اي طائفة أنت ولا من اي مذهب أنت ولا من أي بلاد أنت ... خرجنا صفا واحدا لكي نسقط نظام تجبر وعاث في الأرض فسادا على طول عشرات السنين ... خرجنا لكي نغير نظرة العالم نحونا ونثبت لهم أننا بلد الإيمان والحكمة " بلدة طيبة ورب غفور" صدق الله العظيم ... خرجنا لكي ننقذ هذا البلد الذي كان على وشك السقوط في الهاوية ... خرجنا وضحينا بخيرة شبابنا لكي نرضي ربنا اولاً ولكي ننكر المنكر ونأمر بالمعروف ... خرجنا لكي نسقط الفساد الذي استشرى في كل مكان في هذا البلد ... خرجنا من اجل الفلاح والطالب من اجل الأستاذ والعالم ، من اجل الصغير والكبير من اجل المريض والعسير ، خرجنا لنقول للظالم أنت ظالم .

ياشباب الثورة : لقد عجز النظام البائد في إخماد ثورتكم وهو في قوته فلا تمكنوه منكم وهو في مرحلة ضعف ، نحن لم نعرف يوما من الأيام شيء اسمه اليأس او الاستسلام ، نحن من جعل اليأس ييأس منا ، ونحن من جعل الخوف يهابنا ، ونحن من جعل الظالم يصغر أمام جبروتنا ...

ياشباب الثورة : يامن تجيدون صياغة المقالات والخطب لماذا توجهون غضبكم ولومكم على بعضكم البعض .... ألا تعلمون أنكم تشفون غليل صدور أعدائكم عندما يعرفوا أنكم لم تعودوا يداً واحدة .

عندما خرجنا كنا جميعا نعلم من هو الفاسد والقاتل ومن يجب ان يحاسب وكاد هذا القاتل والمجرم ان يرضخ لإرادتنا لولا التخاذل والخلاف الذي حصل بيننا ، النظام البائد له أقلام وله أصوات تحاول طمس الحقائق وتحسين صورة النظام المشوهة ، وباختلافكم تؤكدون للناس ان النظام البائد كان على حق وأننا استعجلنا وكان الأجدر بنا الانتظار ومساندة النظام حتى يخلصنا مما نحن فيه .. نعم .

أخيرا : جميعنا ثوار من مختلف الإتجاهات والمكونات لا ولن نرضى لأحد أن يقلل وينتقص من دور الأخر في الثورة يجب أن نتكاتف جميعا مثل ما كنا و نعود نرسم أهدافنا التي خرجنا من أجلها وننسى الخلاف الذي بيننا .. وهذا هو السبيل الوحيد لكي ننتصر لشهدائنا مالم فأن خروجنا من الساحات أفضل من بقائنا فيها .