هدف الحوار إيجاد أرضية توافقية للجميع
بقلم/ م/يحيى القحطاني
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و 8 أيام
الجمعة 15 يونيو-حزيران 2012 07:51 م

تم بقرار جمهوري إنشاء لجنة تواصل استعدادا لمؤتمر الحوار الوطني اليمني حول مجمل القضايا والمشاكل التي يواجهها الشعب اليمني منذ فترة طويلة وعلى سبيل المثال محاولة الرئيس السابق الجلوس في كرسي الرئاسة مدى الحياة ومن بعده يتولى ابنه الحكم مثله مثل بقية حكام العرب الميامين،عدا ذلك فإن البلاد سوف تتحول إلى ركام وفي خبر كان وفوضى عارمة عملا بنظرية (أنا ومن بعدي الطوفان) وخلقوا المشاكل الكثيرة للشعوب مثل البطالة والثارات والحروب والأزمات السياسية المتلاحقة وخلقوا أنصار الشريعة والقاعدة ومن الحراك الجنوبي ألانفصالي إلى الحراك الحوثي والمشاكل ألاقتصادية المتعددة وانقسام الجيش وهلم مجر بهدف الجلوس على كرسي السلطة ،فالرئيس السابق علي عبد الله صالح صور حكم اليمن (كالجالس على رؤوس الثعابين) أو الفدائي الذي جهز كفن الموت قبل جلوسه على الكرسي الحكم عام 1978م ،وهذه مقولة غير صحيحة فقد كان القاضي ألعرشي بداء يلبس البدلة ألإفرنجية استعداد للرئاسة لكن كما يقول المثل(تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن)وهكذا فعلوا الزعماء العرب وما يعانيه الشعب العربي من فوضى خلاقة في مصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن ما هوا إلا نتاج لتلك السياسات العمياء من قبل الزعامات والمعارضات الكرتونية والذين أدخلوا البلاد في مشاكل لا أول لها ولا أخر،وكل ذلك من أجل كرسي الحكم انفصاليين الجنوب باسم فك ألارتباط وتحت مبررات واهية والحوثيين تحت مبررات الحق ألإلهي في حكم اليمن بناء على حديث غديرهم،ومن أهداف مؤتمر الحوار مناقشة شكل نظام الحكم في اليمن والتعديلات الدستورية ،ودمج الجيش وهيكلته على أسس وطنية،والتعرف على مختلف وجهات النظر،والبحث والاستقصاء في الرؤى المتنوعة والتصورات المتاحة، إضافة إلى الصدق في البحث عن الحقيقية والتحلي بالخلق الراقي في الحوار وتحري المعلومة الصحيحة والدقيقة عن موضوعات الحوار وتقديم البرهان ، لابد كذلك من أن يكون المحاور قادرا على الاستماع إلى محاوره وفهمه،فقد يكون في ما يطرحه هذا المحاور إضافة قيمة أو قيمة مضافة أو نقد بناء أو توضيح يجلي بعض جوانب الموضوع،ولابد لكل محاور من الانطلاق من قناعة ثابتة بان الكمال لله وحده وان العصمة للرسل فقط في ما يخص الوحي من الله آو في ما يتعلق بما هو تشريع ، وهذا يعني أن هناك فرصة يوفرها الحوار مع الآخرين لاستكمال الفكرة المطروحة وتهذيبها والاقتراب بها من الكمال الذي تسمح به قدرات الإنسان ، وبقدر ما تكون الأفكار مكتملة بقدر ما يكون أساس العمل أقوى وهذا بدوره يجعل صرح البناء امتن وأدوم واقدر على تحقيق مهماته ، ولا يؤتي الاستماع إلى الرأي الآخر آكله إلا إذا كان الفرد المحاور لديه ألاستعداد أن يغير مواقفه على أساس ما استجد لديه من معلومات وإذا كانت هناك مواقف سابقة خاطئة لابد أن تتوفر لديه الشجاعة بان يقر بخطئه ويصر على تصحيحه على ضوء المستجدات وهذه المواقف ستزيده ثقته بنفسه وتقربه من محاوريه وستسهل عليه الاتفاق والتعاون مع الآخرين في المستقبل.

،وتبرز عدة أهداف أساسية للحوار الوطني منها إمكانية التعرف على وجهات النظر المتبادلة، مع السماح بسعة الصدر التي تفسح المجال للجميع من دون أي ادعاء باحتكار الحقيقة، وإيجاد ظرف جديد يسمح بإعادة بناء جسور التواصل بين الجميع، وتقوية ما هو قائم ولا يزال، وتعزيز الجسور القوية للمواطنة، وإظهار وتجسيد الإرادة للعمل الجماعي المشترك، سعياً إلى إيجاد توافق وطني، إلى جانب خلق آلية للتواصل الفكري بشأن قضايا الحوار، انطلاقاً من «حسن النية» والانطلاق نحو المستقبل بثقة وتفاؤل ومن موقف قوي وأوضح على أن يكون التحاور بين المشاركين مفتوح وبدون قيود أو خيوط حمراء وخطوط صفراء كما كنا نسمعها سابقا فيجب الانفتاح على وجهات النظر الأخرى من دون قيود، والشفافية الكاملة في الطرح، والرغبة في التوصل إلى قواسم مشتركة بين الجميع، إضافة إلى الاستفادة من تجارب الماضي والتطلع إلى المستقبل لأن الهدف من الحوار الوطني هو التوصل إلى توافق بشأن أوسع جملة من القضايا التي تهم الشعب اليمني من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب ومن أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب،والذي عانى أنواع الاستبداد الدكتاتوري وأدى إلى سلب إرادته والاضطهاد الفكري والثقافي والاقتصادي والسياسي له، هذا الشعب المغلوب على أمرة يطالب بالقضاء على السلطة الفردية والعائلة الحاكمة والحزب الواحد،ليتحقق حلم الشعب اليمني،في أن يروا حاكما أو قائدا يخدمهم من موقعة ومن واقعهم وليس دائما يكون الشعب بخدمة القائد يستجدي منه قرارات العطف والرحمة والوظيفة وحتى مستحقاتهم المعيشة وكأنها منحة من صاحب الجلالة وسيادة الرئيس وليست استحقاقات الأمة ، ناهيك عن دور العلاقات الخارجية التي يتحكم بها لمصلحته الشخصية بعيدا كل البعد عن مصالح الدولة،والشعب مقال لأحول له ولا قوة،ويحكم الشعب بالنار والحديد ،أما المحاكم فحدث ولأحرج فكلها تعمل لخدمة وديمومة السلطة الدكتاتورية وحماية سمعتها ومصالحها،والسلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية بيد شخص واحد يتحكم بمصير الأمة ، يشكل البرلمان ويلغيه يأمر بتشكيل الحكومة الصورية ويلغيها ،لقد مل الشعب اليمني وملت الشعوب العربية من إطاعة القائد الأوحد والقائد الضرورة والقائد الرمز للأمة،وكأن العربيات لم تنجب غير هؤلاء،وقد حان الوقت لإغلاق أبواب الفرقة والتشرذم التي زرعها الحكم ألإمامي الكهنوتي والاستعمار البريطاني وأعوانهما في اليمن وأبناء اليمن طالبوا بالنظام الديمقراطي كحل سياسي ونظام اجتماعي امثل أسوة بدول العالم المتحضر و أسوة بأنظمة دول العالم بانتخاب ممثليهم عبر صناديق الاقتراع ،وقد بينا ذلك في أكثر من مقال ومقابلة وبكل شجاعة وصدق وسنظل نفعل ذلك تبرئة لذمتنا أمام الله سبحانه وتعالى وإخلاصا لأوطاننا وليس طمعا في أي مكسب دنيوي ،لأننا كنا ولازلنا نؤمن إيمانا راسخا بأننا جميعا سلطة ومعارضة ركاب سفينة واحدة إذا غرقت هلكنا جميعا وإذا نجت نجينا جميعا والذي يدفعنا إلى الصراحة في طرح آرائنا هو أننا نرى أن العالم يمر بتحولات سياسية واقتصادية واجتماعية لامثيل لها وهي كالأمواج العاتية إذا لم يتم الاستعداد لها فإنها لن تبقي ولن تذر،والاستعداد لها يحتم على حكومة الوفاق الوطني إجراء إصلاحات جذرية على أكثر من صعيد لتوحيد الجبهة الداخلية لليمنيين حتى يتكون لدينا كيان قابل للتنمية المستدامة وقادر على تحقيق أمنه الفاعل، والله من وراء القصد والسبيل