خدعة التهدئة
بقلم/ وليد البكس
نشر منذ: 12 سنة و 6 أشهر و 16 يوماً
الأحد 06 مايو 2012 01:32 ص

alboox@gmail.com

لحظة الاعلان عن الاعدام احدثت خضتها،لكنها لو حدثت ونفذ حكم الاعدام،ستحدث هزة ارضية وسماوية.ربما ادركت القاعدة فداحة الأمر.فتخلت عنه.

ومنتصف الاسبوع استطاع التنظيم ان يتجاوز جريمة من هذا النوع المعلن،المشهود.وذهب ليسلم 73 جنديا اسرهم قبل شهرين.يعرف اليمنيين ممن تابعوا الحادثة بألم ومرارة هذا.كما يعرفون ايضا الطريقة التي اسر فيها الجنود!ومن تآمر على الزج بهم في معقل الاسر؟

لن نسترجع الحادثة المشئومة المدبرة التي وقعت مطلع ابريل بكل همجيتها.تناولها لا يزال بمثابة جرح مفتوح و سيبقى.كما ان الحديث عنها ليس ابعد مما يلخصه ما لحق بزملاء هؤلاء الجنود يومها.

كان مشهد قتلهم مروع،وراح ضحيته منهم مايزيد عن 180 جندي.تعرضوا للنحر بالخناجر.وامتلأت بهم ثلاجات الخضروات.عندما باغتتهم عناصر إجرامية فجرا،تواطأ(المخطط)معها في تنفيذ المذبحة قادة امنيين وضباط. وتحدثت بعض شهادات المجندين حينها عن ما لحق يومها برفاقهم من وحشية غير مسبوقة.واليوم تتكرر شهادة حية جديدة على التآمر و القتل ببرود يخلف بالغ الوجع.

و بعد ان تحرر هؤلاء الجنود عليهم ان لا يلتزموا الصمت حيل ما لحق بهم.عليهم ان يباشروا رفع دعاوى قضائية امام المحكمة المتخصصة،يتم فيها الاخذ بشهاداتهم وينصفون عما طالهم و زملائهم من دفعوا حياتهم في مهمتهم الوظيفية في حماية الوطن.حينما جرى التواطؤ ضدهم،حيث يرابطون في معسكراتهم.مقر العمل المقدس.ولقوا حتفهم وفق مشروع خطير،خبيث مدبر.

عليهم الآن مباشرة رفع الدعاوى القضائية القانونية من اجل ان يحصلوا على حقهم الكامل كتعويض لما لحق بهم من ضرر على المستوى النفسي،الجسدي و الاسري.وتلقوا من الاهانات والإذلال.ما لا يتوقعه العقل.

يجب ان تدرس المنظمات الحقوقية حق المحاكمات للمتسببين بكل هذا الاذى لهؤلاء المجندين،وإمكانية تحقيقه؛ لان شيء ما قد حدث لأفراد الجيش المحترمين من قادتهم السابقين قبل العدو. 

لا يمكن لنا ان نقع ضحية خدعة الهدوء الذي خيم علينا اثناء حالة تسليم الأسرى.الامر لم يكن بين دولتين،ولا جيشين،حتى يقام الاحتفال بإطلاق سراحهم او يجري التكريم لهم؛كأنهم محاربين قداماء من احدى الفصائل العائدين من جبهة القتال في رواندا او اوغندا.يجري كل هذا الاستخفاف بهم وبحقوقهم الصحيحة.

قادة الجرائم من الداخل،الذين سلموا المعسكرات لعناصر القاعدة يجب ان يحاسبوا،لم تكن المذبحة التي حدثت لزملاء هؤلاء الجنود،والصدمات التي لحقت بهم عادية،لم تكن هذه الحالة في الحروب بين محتل ومحرر،على الجيوش ان تقع في الخداع والخيانات.كانت اقذر من ذلك بكثير وقعت في معسكرين بتواطؤ من قادة وضباط معروفين بحق جنود يعملون تحت إمرتهم،يجب ان تجري عملية محاسبة هؤلاء قادة الجيش والقادة المعينين بقرارات اسرية عائلية سياسية.ونعرف لماذا اولا رفضوا القرارات الرئاسية بتسليم قيادة المعسكرات؟وعادوا ثانية راضخين لها وسلموها؟لم يحضر سوى مشروع الانتقام بكل تفاصيله الدموي.

من المحظور علي السلطة و المجتمع المدني ووسائل الإعلام والقادة السياسيين الآن أن يقعوا في خدعة الهدوء الذي يُخيم اليوم أيضا علي(الجمهور)اليمنيين المتعب،ليس في الجنوب فحسب،ولكن في عموم الوطن،فهل تحقق لهم هذا الهدوء الي الابد،مما ترتكبه هذه الجماعات المتشددة.

اليمنيين ما زالوا مصدومين مما يحدث ويلحق بهم!فالضحايا ابناءهم وإخوتهم.

لنترك العجز وإحداث البلبلة الكبيرة التي ترافق مشهد تسليم الجنود والإفراج عنهم.لن تنطلي علينا الحكايات الحقيقية جدا وللغاية!عن رفق الجماعة بالجنود.او عودة الجنود الي اسرهم-هذا امرا في غاية الحسن والطمأنينة-لكن يجب ان لا يتحول هذا الي انجازات كبيرة في صف الضحايا.ونبقى نتغنى بالجلادين والمجرمين،كأنهم ملائكة،ونتركهم ينتعشون جراء تحسين الصورة الملطخة بالدم،بالبارود وبالدمار.بعد ارتكاب كل هذه الجرائم و الجلوس اللامتناهي المريح فوق الخراب،تخلفه هذه العناصر ومن يقف وراءها و يدعمها في مديريات ابين و ما جاورها.

اشعر في الوقت الحالي بأنها تقوم بمحاسبة نفسها بهدوء-ربما-عن التخلي عن صيد ثمين.كان في متناولها؛كان يجب التهامه.بعد ان قامت بإحصاء ما يوجد في جيوبهم وانتزعت من صدورهم الأمان.فقط بعد شهرين من كارثة القتل والأسر تحقق طلب الغفران قال امير الجماعة كلمته،اتخذ القرار لا المشورة مثلا.وهو يلقي بأتباع المارقين من ابناء جلدته بعيدا عن المعقل،والمعتقل.

هذه الممارسات التي تقوم بها هذه الجماعات،كانت وما تزال تصرفات إجرامية صبيانية شيطانية،بكل ما تحملها الكلمة من معنى،ومنذ اليوم الاول للمساعي يتم تصديرها للتوضيح للناس؛عن مدى حسن أداء هؤلاء القوة المتطرفة و فرقها الضالة،بدعم من قيادة وجنرالات النظام السابق،وعدم وجود شائبة في سلوكهم الايماني الروحاني،وأنهم قد جلبوا نصرا لا مثيل له للتنظيم.بهذا التسامح.فصدقوهم أو لا.مايزال في جعبة الحاوي "السابق"للجريمة متسع،مايزال يتربص وهو يتخلى عن الجولة الاولى،البقية تأتي تباعا. 

المحامي / كمال حسن عليأخطاء عبده الجندي
المحامي / كمال حسن علي
مشاهدة المزيد