جريمه في ميناء عدن
بقلم/ أحمد سامي شمسان
نشر منذ: 12 سنة و 6 أشهر و 28 يوماً
الخميس 26 إبريل-نيسان 2012 04:27 م

مايحدث في ميناء المنطقة الحرة بعدن شيء غريب يبعث على الحيرة والريبة في آن معا وقبل أن أسترسل في مقالي هذا أود أن أوضح أنني من المتضررين بشدة من تولي هيئة موانى دبي لإدارة ميناء المنطقة الحرة بعدن وهذا الضرر تمثل في دفعي غرامات تأخير خلال السنة الماضية لهذه الشركة تقدر بآلاف الدولارات دون وجه حق ودون أن تعود هذه المبالغ التي دفعتها أنا وغيري بأي نفع أو مردود على الميناء بما من شأنه تطوير إمكانات أو إضافة أي معدات أو ماشابه ذلك بإختصار أنا لا أكن أي إعجاب لهذه الشركه التي تولت إدارة هذا الميناء عبر صفقة مشبوهه يعرفها الجميع وعانينا جميعاً من آثار هذا الفساد عبر زيادة الرسوم وزيادة إيجار الحاويات من كل العالم إلى ميناء عدن نتيجة قيام الشركة المذكورة بتطفيش معظم الشركات الملاحية من العمل في ميناء عدن وحكر الخطوط الملاحية إلى ميناء عدن على عدد محدود من شركات الملاحه مما أدى إلى إرتفاع جنوني في أسعار الشحن إلى ميناء عدن بالذات ((تخيلوا أن إيجار الحاوية في بداية مايو من دول شرق آسيا إلى عدن وصل إلى خمسة آلاف دولار بالتمام والكمال بعد أن كان قبل خمسة أشهر ألف وخمسمائة دولار فقط لا غير )).

أعود وأقول رغم كل ذلك إلا أني لا أفهم معنى أن يعلن عمال الشركة المذكورة إضرابهم عن تفريغ الحاويات بحجة مطالبتهم بزيادة المرتبات فهل توقفهم عن العمل يضر بمصالح الشركة أم بمصالح عموم اليمنيين تجاراً ومستهلكين هل تتخيلون كم الخسائر التي يتحملها التجار وبالذات تجار المواد الغذائية المتأخرة في الميناء هل تعرفون أن مستلزمات طبية هامة مثل مستلزمات الغسيل الكلوي متأخرة كل هذه المدة مع ما يسببه هذا من نقص في فعالية هذه المواد

إن لعبة عض الأصابع بين عمال الميناء والشركة المديرة له تؤثر أشد التأثير على فئة عريضة من أفراد المجتمع اليمني متمثلة في التجار والمستهلكين على حد سواء والطرف الثالث المتضرر هي خزينة الدولة التي تفقد يومياً مئات الملايين كإيرادات جمركية وضريبية من الميناء المذكور وهذه كلها أضرار تحصل على المدى القصير أما على المدى الطويل فإن الضرر الأكبر يعود على ميناء عدن نفسه ومستقبل حركة الشحن له لفترة طويلة قادمة والتي أجزم بإنها سستتأثر سلباً لمدة سنة على الأقل فهل رغبة مئات من العمال في زيادة مرتباتهم تستدعي التسبب بكل هذه الأضرار الفادحة وما يبعث على الريبة هو السكوت المريب من كل الأطراف عن هذا الذي يحدث في الميناء وكأنه لا يعني أحداً من الجهات المسؤولة وغير المسؤولة فهل مايحدث هو تواطؤ على الشركة المديرة أم على الميناء نفسه وأود هنا أن أقول للأخوة المسؤولين في وزارة النقل إما أن تخلصونا من هذه الشركة نهائيا وفورا أو أن تتدخلو لإنهاء الإضراب القائم أما سياسة التطفيش التي تتبعوها حالياً فهي كما قلت ماتدعو للريبة والحيرة في وقت واحد وكان الله في عون هذا الشعب .