حرب المسيّرات.. التكنولوجيا التي أعادت تشكيل وجه النزاعات العسكرية ملتقى الموظفين النازحين يتجه لمقاضاة الحكومة في حال عدم إستجابتها لمطالبهم ما الدول التي إذا زارها نتنياهو قد يتعرض فيها للإعتقال بعد قرار الجنائية الدولية؟ خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض
من المحزن والمضحك في آن واحد ما يحدث من مسلسل الاعتداءات الإجرامية ضد شبكة الكهرباء في مأرب .. وما يدعوني للضحك هنا ليس تشفيًا في نفسي أولاً ولا تشفيًا في الشعب اليمني ولكن من باب (شر البلية ما يضحك).
انعدام الشعور بالمسؤولية وتدني مستوى الولاء الوطني عند من يخلون بالأمن والاستقرار ويقلقون السكينة العامة هو سبب كل ما نمر به وما عاناه ويعانيه الوطن من الويلات والأزمات التي أضرت بالمصلحة العامة، وأرهقت الوطن، وأثقلت كاهل المواطن، وأعاقت عجلة التنمية والبناء، وأهدرت مليارات الريالات بالرغم من أن الشعب في أمس الحاجة لها. فلقد بلغت خسائر مؤسسة الكهرباء اليمنية جراء الاعتداءات على خطوط نقل الطاقة الكهربائية 33 مليار ريال (215 دولار أميركي) حسبما ذكرت وزارة الكهرباء والطاقة في اليمن مؤخرًا.
فهؤلاء الذين يعبثون بممتلكاتنا ويعيثون بمقدراتنا .. هؤلاء الذين جعلوا من أنفسهم جلادين وزبانية يسومون الشعب بأسوأ طرق التعذيب ويضيِّقون عليه الخناق مرة إثر مرة من خلال قيامهم بالاعتداءات التخريبية على شبكة الكهرباء أو على أنابيب النفط والغاز أو غيرها من العمليات اللا أخلاقية واللا إنسانية هؤلاء يا ترى أي فكر يحملون؟.. وأي مبادئي يتحلون بها ؟ .. وأي عُرف أو تقاليد تربوا عليها .. وأي انتماء يشعرون به ؟
إن من يقومون بهذه الأعمال التي يندى لها الجبين ويقطر من ألمها الفؤاد دمًا، لا يحملون بين ثناياهم ذرة ولاء لوطنهم .. فلقد باعوا ضمائرهم بثمن بخس، وأهدروا إنسانيتهم ووطنيتهم وانتمائهم برنين النقود.
فمن ينتمي لهذا الوطن الغالي ويعد نفسه أنه يمني لا أظنه سيفكر حتى مجرد التفكير الإساءة إلى وطنه .. ولماذا هذه الإساءة للوطن أصلاً .. الأدهى من ذلك عندما تجد أن سبب هذه الإساءة هو لا شيء .. وإنما هي فقط مجرد إغاظة أو (قرصة أُذن) لمسؤول ما أو جهة ما أو حزب ما .. وهذه هي الكارثة بعينها عندما يتم اختزال وطن وشعب في شخص أو حزب أو جهة أو فئة .. ونرى ضعاف النفوس ومشوشي الفكر من يقومون بتلك الأعمال الصبيانية البلهاء نراهم يختزلون كل الشعب من أقصاه إلى أدناه في شخص أو فئة أو جهة أراد من خلال الاعتداء على شبكة الكهرباء أو أنبوب النفط أو الغاز توجيه رسالة إليه أو إليها .. لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فبأي عقول يفكر هؤلاء .. وكأنهم لا يدرك أن المتضرر الأول والأخير من تلك الأعمال الدنيئة هو الوطن، وأن من يدفع ثمن هذه العبثية وهذه التصرفات اللامسؤولة هو الشعب المغلوب على أمره، وليس كما يظن أولئك أو كما يريدوننا أن نظن بأن المقصود من تلك الأعمال هو شخص بذاته أو جهة بعينها أو حزب أو فئة.
لقد أعماهم جهلهم أو تجاهلهم حتى ظنوا بأن كل من حولهم جاهلين مثلهم وإلا ما المسوغ أو ما الذي يجعلهم يسيئون للشعب برمته ويهدرون إمكانياته ويتسببون في إيقاف عجلة تنميته لمجرد أنهم يريدون أن يبعثون برسالة أو تهديد للمسؤول الفلاني أو الجهة الفلانية ..
ألاَ يعي هؤلاء أنهم يقترفون جرم شنيع في حق وطنهم، ألاّ يعي هؤلاء أنهم يمتهنون إنسانيتهم ويسيئون إلى هذا الوطن الذي أكلوا من خيراته وترعرعوا تحت سمائه ونشأوا فوق ترابه وتفيئوا خمائله، حتى ما أن قوي عودهم، تنكروا له، وأداروا له ظهورهم، وأضمروا له شرًا، وتحينوا الفرص متى ما سنحت لهم طعنوه في مقتل وعاثوا فيه فسادا مستغلين انشغال حراسه الأمناء والغيورين من أبنائه - الذين يعتزون بانتمائهم إليه - في ترتيب وضعهم لمعاودة النهوض مرة أخرى..
ألا يعي هؤلاء أنهم يعقون أمهم اليمن، وأنهم - ويا للأسف - يسيئون للوطن .. نعم إنهم يسيئون لهذا الوطن الذي لم يسيء إلى أحد منَّا.
كفاكم يا من تعبثون بمقدرات الوطن .. كفاكم يا من تعتدون على مصالح الوطن ومنشآته ..
كفاكم يامن تهدرون طاقته بعبثيتكم ومراهقاتكم السياسية والقبلية والطائفية والمذهبية .. كفاكم فقد أثخنتم الجراح .. كفاكم فقد أدميتم القلوب، وانتهكتم الحرمات، وأجرمتم في حق الوطن والشعب.
أما عن المظالم التي يتكلمون عنها الآن وقد أقترفوا هذه الجرائم في حق الوطن والشعب فعن أي مظالم يتحدث هؤلاء الذين يعتدون على مصالحنا ومقدراتنا وممتلكاتنا .. ويزعمون أنهم ظلموا .. وإذا سلمنا جدلاً أنهم ظلموا أو لهم حقوق أو مطالب فهل هذه هي الطريقة المثلى لأخذ حقوقهم هناك طرق أخرى يسلكونها في المطالبة لأخذ حقوقهم ونحن وكل الشعب سنقف الى جانبهم .. أولم يستطعوا أخذ حقوقهم أو مظالمهم إلا بهذه الطرق الإجرامية في حق الوطن والشعب ..
دعونا من هذا الهراء الذي يتفوهون إذ كيف يحق لهم أن يطالبوا بمطالبهم أو بحقوقهم – إذ كان لهم مطالب أو حقوق أصلا- بهذه الطرق التي تضر بالصالح العام وتهدر الأموال والأرواح وكيف جعلوا مطالبهم ومصالحهم تتغلب على المصلحة العامة وعلى حقوق كل الشعب اليمني وكيف يخولا لأنفسهم بأن يهددوا أمنا المجتمعي ويقطعون عنا الكهرباء أو النفط أو أي مصلحة عامة ورغم هذا نراهم يقولون أن لهم مطالب من الدولة أو مظالم فعن أي مطالب يتحدث هؤلاء الذين يحرموننا من مقومات حياتنا .. فإذا كانوا قد اعتدوا على شبكات الكهرباء وأنابيب النفط بمجرد أن لهم أو لأحدهم مظلمة أو مطلب لم يستجاب له .. فماذا يحق لنا أن نفعل بهم نحن إذا ما أردنا أن نقتص منهم بأيدينا دون اللجوء إلى جهات الاختصاص حسب نص الدستور والقانون، كونه اعتداء على مصالحنا وحرماننا من أبسط مقومات الحياة .. فإذا فكرنا بنفس فكرهم وقمنا بأخذ حقنا منهم بأيدينا كما فعلوا هم وأقتصوا لأنفسهم بأيديهم، وممن ين يقتصون لأنفسهم يالسذاجتهم أنهم يقتصون من شبكة الكهرباء أو من أنابيب النفط والغاز.
لسنا في غابة ليأكل القوي منا الضعيف ويسلب حقه ويظلمه ويحتقره. لقد كرمنا الله سبحانه وتعالى وجعلنا بشر وأنعم علينا بنعمة العقل.
يجب أن يعي هؤلاء أن مقدرات الوطن وبنيته التحية ليست كلعبة بيد طفل متى ما أراد أن يغيظ والديه أو يجبرهم على الاستجابة لمطالبه يقوم بتكسير لعبته فيسارعون بتلبية رغبته وإشباع نهمه. وهكذا دأب العابثون طوال العقود الماضية من تاريخ اليمن الحديث. ولكن الآن قد تغير الحال.