قطاع الإرشاد يدشن برنامج دبلوم البناء الفكري للخطباء والدعاة في حضرموت مكتب المبعوث الأممي يلتقي بمؤتمر مأرب الجامع ويؤكد حرص الأمم المتحدة الاستماع إلى الأطراف الفاعلة مجلس القيادة يجتمع ويناقش عدة ملفات في مقدمتها سعر العملة والتصعيد الحوثي بالجبهات بترومسيلة بحضرموت تعلن نجاح تشغيل وحدة تكرير المازوت بمناسبة اليوم العالمي للجودة...جامعة إقليم سبأ تدشن فعاليات أسبوع الجودة اعتذار رسمي في ايطاليا بسبب القدس من هو ''أبو علي حيدر'' العقل الأمني لحزب الله الذي فشلت اسرائيل في اغتياله؟ رصد طائرات مسيرة ''مجهولة'' تحلق فوق 3 قواعد تستخدمها أميركا في بريطانيا صحيفة أميركية تتوقع أن يوجه ترمب ضربات تستهدف قادة الحوثيين وتُعيد الجماعة إلى قائمة الإرهاب مستجدات حادثة العثور على حاخام يهودي ''مقتولاً'' في الإمارات
"اتاكم اهل اليمن، هم ارق افئدة،والين قلوبا" كما جاء في الحديث الشريف وهذا ما يطرب له الكثير من الناس في بلادنا ويرون انه بذاته مدحا لهم.. لكن اقتطاعه من نص كامل ليس مدحا بل هو تقرير حالة ولو لم يكتمل النص لصار ان اهل اليمن فقط عاطفيين لكن بقية النص تضيف: " الايمان يمان، والحكمة يمانية" وفي رواية والفقه يمان" اذا لم يكن اهل اليمن اهل عاطفة فقط لكنهم اهل عقل وعاطفة.لكننا اليوم نسرح ونمرح بين المزيد من العواطف بلاعقل.. احاديث الناس تشير الى ان العاطفة وهي الوجدان الذاتي للانسان ومشاعره المكونة من حب او كره.. واندفاع باتجاه احدهما بدون تفكير هو ما يجري على ارض الواقع.
قديما ونحن اطفالا كنا نسمع عن اليمن الكبرى " الله اكبر" ما مساحتها اين حدودها؟ كان يقول الاستاذ من هنا" ويشير الى موضع قدمه في المدرسة الواقعة بمخلاف شرعب الى الركن اليماني في الكعبة" كانت خريطة اليمن الكبرى في ذلك التاريخ تضم اقاليم جيزان وعسير ونجران الى خريطة اليمن .. كنا مشدوهين بحجمنا الكبير وعندما استيقضنا على الواقع لا شيء من تلك الاقاليم يمني هي مجرد امنيات عاطفية لم نجد لها دليلا واحدا تاريخيا او سياسيا او اي شيء يذكر.. انه الوهم الذي مورس ضدنا من قبل المثقفين في تلك الايام ،وما زال بعض الناس يظن تلك الاوهام حقائق واقعية اين الدليل لا شيء.
في سنة 1934 وقعت بين اليمن المتوكلية والسعودية اتفاقية حدود مدتها 100 عام على اثر ارسال الامام يحيى ولده احمد مع مجموعة من الجيش الامامي ومدفع جمالي ورثه من الاتراك الى العصيمات بحملة لاجل اعادة توريث النساء ،فكان يرى الامام ذلك خروجا على الشريعة لكن الامير احمد ولي العهد اتجه الى العصيمات وفكر بنزق الشباب الى ان يتجه نحو نجران لاسترداد الاقاليم الثلاثة التي لم تكن في نطاق ممكلة والدة، لكنه سمع من متحمسين امثاله انها يمنية فكانت اتفاقية الطائف حلا للنزاع على الاراضي وكانت قوات السعودين وصلت الى الوازعية في تعز.
انها العواطف التي تحرك الناس لا اكثر فخريطة اليمن اكبر بكثير مما هي عليه الان يحدثك احدهم لكنه يذكرك "بمهر الهرة" حين ياتي موسم التلاقح بين القطط يقول الهر لهرته كما في الاساطير الشعبية : تعالي نفعلها وسامنحك المزيد من الوديان الواسعة الى املاكك فتذهب اليه طامعة وتنتهي العملية وهما لا يملكان فأراً للغداء.
يحدثك الناس عن اقوى رجل في العالم هو اليمني هو اشجع وانبل واعظم انسان على وجه الارض وهو افحل الرجال واليمانون هم الفحول البعول العظام الانسان اليمني هو كارثة العصر لانه فقط حفيد احمد شوربان فقط لاغير!.
كل العظماء في الارض هم من اصل يمني وكل القادة الذين فتنا بهم اصلهم من اليمن هكذا يحدثونك في المجالس والدواووين اليمانية فجمال عبد الناصر محرر القدس والذي رمى اسرائيل في البحر هو يمني الاصل والدليل انه صعيدي والصعايدة يمنيين .. معمر القذافي الثائر من الصحراء الى الصحراء تتبعه الملايين ثورة ثورة هو ايضا اصله يمانيا بلا خلاف .. اليمن اصل العظماء ومنبعهم الاصلي.. كل الجنون براس القذافي يجد له صدى في اليمن لان الناس عاطفيين وكذا خطابات ناصر مازل الناس يحتفظون بها في اليمن وينتظرونه ان يوفي ما وعد بعد موته بعشرات السنيين انها العاطفة الفارغة تجد لها مكانا في اليمن.
لا يشبهنا اليوم على وجه الارض الا الافغان والكرد وهي شعوب متطرفة في حبها وكرهها ونحن على دربهم ماضون. خرج العمال اليمنيين من الخليج سنة 90 لانهم احرارا وثوارا، كانوا مثل قيادتهم في تلك المرحلة مندفعين بعد تاييد رئيسهم لصدام حسين فكانت النتائج العاطفية كارثية ايضا لم يجر لا للكويت ولا للعراق مثملا جرى في اليمن ازمة طاحنة مازالت اثارها الى اليوم.
لشدة العاطفة تجدنا مستعديين للجهاد وتحرير اي مكان في العالم من افغانستان والعراق وفلسطين ولبنان.. الا تحرير اليمن من العاطفة الفارغة او المساهمة في معركة البناء فهي محل خلاف بيننا !.
وما شعار الحوثة الموت لامريكا الموت لاسرائيل الا امعانا في العاطفة الفارغة التي تحارب اسرائيل في عاهم وكشر وصعدة .. سيحررون فلسطين من صعدة كما فعل من سبقوهم من حاربوا لاعادة تحقيق الوحدة من شرعب .. انها العواطف تهب من هنا وهناك.
في ثورتنا السلمية شهدنا تضامنا وراء تضامنا مع شخصيات مظلومة ظلمتها الثورة ودفهتها الى السائلة .. هي شخصيات تحب الظهور فكرت "بالأنا بدلا عن نحن" ارادت من الثورة ان تاتمر بامرها وناضلت لاجل "الانا" فانتهت وانتهى بريقها في الايام الاولى للثورة.. والسبب هي عواطفها نحو نفسها المظلومة.. عواطف تتقاتل لاجل الظهور .. ومن صمد منها كانت نهايتها ان تقف في صف من خرجت ضده ومعه ضد الثورة والثوار برمتهم.
سرقوا ثورتكم شعار قاله المخلوع فردده العاطفيين كثيرا ومازالوا مصدقين ان الثورة في اليمن هي ثورة شباب اما الشعب فلا وجود له، انه التلاعب بعواطفهم من قبل المخلوع وابواقه وشخصيات دفهتها الثورة ..وكله يزيد من العاطفة وحدها ولا يصنع حلا.
الحسم الثوري هيج المشاعر فكان البعض ومازال متاثرا بهذا الشعار يرى ان الثورة لا تنتهي بسياسة .. فبماذا تنتهي بحرب داحس والغبراء ام بمعركة حطين ؟ بعيال من تريدوا ان تحسموها ؟ ليس لديهم اجوبة.. تقدمي انت يا خاله انت بدون ..
"حوثي يعزك ولا اصلاحي يذلك" انا مع الحوثيين كرها في الاصلاح المسألة عاطفية لا عقائدية اعادة انتاج فكر الامامة بالوثيقة الحوثية ارضت عاطفيين كثر نكاية فيك يا اصلاح.. وتستمر العاطفة بلا عقل انه الاتجاه خلف الهواجس العاطفية لاغير.
التفكير بعاطفة تجعل بعض الشباب يريدون من الرئيس هادي ان يتخذ لهم قرارت جريئة تتناسب مع العقوبات التي يتمنونها للنظام البائد وازلامه ،مع انهم لم يكونوا يوما مع الرئيس هادي ولم ينتخبوه لكنهم يحبذون لو اشعل الحرائق كي يرضيهم هذه هي الحقيقة.. منهم من اراد منه ان يمنع المخلوع من حضور الاعراس وهكذا .
العاطفة هي من تحرك المشاريع الصغيرة في شمال الشمال او بعض قرى الجنوب فهي من تصور صعدة ممكلة لله لا قبلها ولا بعدها مع انهم حين سيطروا عليها ذهلوا ولم يجدوا ماذا يصنعون.. فاتوا بفارس مناع عله يخرجهم من طيشهم وحماسهم اللامعقول، وفي بعض المناطق في الجنوب عادوا للاستماع الى صوت علي سالم الذي دمر ما بقى من اليمن الديمقراطية الشعبية في 86 وانساق وراء عواطفه واعلن الانفصال في 94 انه صوت العاطفة ودولة الجنوب التي ليس لها مكان في تاريخنا الحديث والمعاصر صحيح كنا دولتان الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية فاين الجنوب كتسمية واقعية انها العاطفة توزع اوهامها هنا وهناك.
هل نحن بحاجة الى العقل والعاطفة ودمجهما معا لبناء بلدنا ام سنظل نحرث في اراضي الهرة الفسيحية على غير هدى؟