حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء
لماذا سارعت إيران بالوقوف ضد الثورات العربية ، وما الذي يقلقها من تحرر العرب وسقوط الديكتاتوريات الوراثية ؟
الإجابة عن هذا السؤال تقودنا الى إلقاء نظرة على الأوضاع ما قبل الربيع العربي ، فقد كان الفرز المذهبي في المنطقة العربية قد وصل الى ذروته وتوارى الانتماء الوطني الى الهامش ليفسح المجال لتسيد التشظيات المذهبية بين الشيعة الصاعدة أسهمها والسنة المستيقضة من غفوتها ، وكان هذا الانقسام العمودي في بنية المجتمعات العربية تتويجاً لغياب الدولة الوطنية المدنية والديكتاتوريات المزمنة التي عملت على اثارة كل انواع الانقسام والتشظي في المجتمع حتى تتلافى توحده كشعب وارادة جماعية موحدة
ولقد غذت إيران هذا الفرز في السنوات الأخيرة و دفعت باتجاه تفاقمه على شكل مجازر دموية في العراق حيث بدى التناقض السني الشيعي مدمراً ودمويا ومفتتاً للهوية والكيان الوطني
ووجدت إيران في هذا الإنقسام المذهبي المتعصب فرصتها التاريخية للتوسع والسيطرة على المنطقة بواسطة الهلال الشيعي عبر النخب والتكوينات المذهبية السياسية المرتبطة بنفوذ ومصالح إيران
وقد وصل الوضع إلى أن تلعب إيران بجناحين في جنوب لبنان وشمال الشمال في اليمن وتسيطر على منطقة الوسط النارية في العراق الذي أحكمت سيطرتها على خيوط اللعبة الرئيسية في ساحته . أكثر من ذلك إختطفت إيران الإسلام لتتخذه عنوان لصراع المصالح مع أمريكا وعززته باختطاف القضية الفلسطينية ، ولما لا ، ما دام الصراع يتم في منطقة الفراغ العربي بعد أن هبطت الجمهوريات الوراثية بالدور العربي الى قاع المتفرج السلبي على ما يفعله المتصارعون في دياره وفضائاته
وفي ظل هذا التمحور المذهبي وإنبعاث روائحة النتنة التي استجلبت من أدغال التاريخ المظلم تدفقت موجة الربيع العربي لتقلب المشهد وتعيد فرز أطرافه كلها على محورها الجديد : الشعب ، والنطام المستبد
أهم مافي الثورة العربية أنها أعادت الأمل في تشكل المجتمع العربي في كل بلد كشعب مندمج ومتلاحم بعد عقود عجاف أثخنته بالإنقسامات المذهبية والطائفية والمناطقية ، ولعل تطلع الثورات العربية الى إنجاز الدولة الحديثة التي يتساوى أمامها الجميع بكافة أطيافهم وإنتمائاتهم هو العنوان الأبرز لهذه الثورات ، والذي سيحتاج الى فترة أطول من مهمة الإطاحة بالأنظمة لإنجازه
هنا بالضبط توجست إيران من الربيع العربي لأنه فتح باب الأمل في تلاحم الشعوب العربية واندماجها تحت عنوان الحرية والكرامة لكل المواطنين وتجاوز الانتماء المذهبي والطائفي، وبالإحرى سد الباب أمام انتشار التعصب المذهبي والديني الذي لا يزدهر الا في ظل اليأس والديكتاتورية وتفشي روح الانهزام والاحباط ومصادرة الحق المقدس في الحياة والكرامة ،الحق الذي جعلته المانيا المادة الأولى في دستورها
والفرق بين إيران وأمريكا ، والدولتان لهما مصالح ويهمهما كثيراً أمر المنطقة العربية ، أن أمريكا لا تكابر في التمسك بالنظام الديكتاتوري الحليف وتضحي به اذا تبين رفض الشعب لبقائه ، والسمة الثانية هي أن نفوذ أمريكا ومصالحها ليس مقيداً بسيطرة فئة طائفية كالعلويين في سوريا أو التحالف مع تيارات مذهبية ، ولا يشترط نفوذها بقاء أنظمة ذات بنية غير وطنية ، فهذه المصالح العالمية للدولة العظمى لديها من المرونة ما يمكنها من التأقلم مع أي وضع . وهي تمضي الآن في مسار التأقلم مع تطلعات الشعوب العربية ومحاولة إحتواء الثورات نسبياً والتقليل من تأثيرها على النفوذ الأمريكي ، وفي الحالات التي تنعدم فيها إمكانية الإحتواء ، لا تكابر الدولة العظمى بل ترضخ للأمر الواقع وتقبل بصيغة للمصالح المشروعة المتبادلة كما فعلت في تركيا بعد تسلم الاسلاميين زمام القرار خلفاً للمؤسسة العسكرية
خلافاً لذلك يسلك نظام الملالي الجعفري المختطف لإيران ، فالعمائم السوداء لم تنتظر حتى تكتمل الثورة العربية بل سارعت إلى تحريك أجنحتها وامتداداتها خوفاً من إنتظام الأقليات الشيعية في المشروع الوطني المدني الذي لاح أمل تحققه مع تساقط المؤبدين وكراسيهم اللذين استخدموا كل الأوراق لتدمير شعوبهم . ويستميت حكام ايران ونظامها المذهبي في الذود عن قاتل السوريين المسمى حاكمهم ، وتسابق الزمن لافشال المرحلة الانتقالية في اليمن بتحريك الحوثي والعبث بالجنوب وقضيته وكل ما يخدم الهدف يغدو مرحباً به في معادلة المصالح التي لا تعرف العواطف
ترنح النظام العائلي الكارثي فارتعدت فرائص المستفيدين منه وهم كثر ، القاعدة ، الحوثي ، إيران ، لأن بقائه كان يخدم كل هذه الأطراف وسقوطه يغلق الباب أمام كل هذه الاطراف وأجندتها التدميريه
والخلاصة نرددها هنا بحسب المفكر السوري ياسين الحاج صالح ، مع إستبدال أسرة الأسد بأسرة صالح والسوريين باليمنيين فكلنا في الهم جمهوريات عربية وراثية :
" الخلاصة أن لدينا بؤرة عفنة من الوحشية والكراهية والتمزق الوطني هي "النظام" الذي يتكثف تحديداً في الأسرة الأسدية ، وأن فرصنا في تجاوز الانقسام الوطني ومواجهة مشكلات وطنية عمرها من عمر البلد، مرهونة بالتخلص من هذه البؤرة العفنة . التخلص من هذا النظام هو الواجب الوطني الأول للسوريين إن كانوا يتطلعون إلى التكون كشعب ، لقد تسبب النظام الأسدي بكارثة اجتماعية ووطنية وإنسانية في سورية، ما يقضي بأن التخلص منه هو واجب السوريين الوطني والإنساني الأول " .