آخر الاخبار

السفارة اليمنية في قطر تدشن صرف البطاقات الإلكترونية الذكية للمقيمين اليمنيين أبناء المهرة ينفذون وقفة احتجاجية للمطالبة بالإفراج الفورى عن السياسي محمد قحطان خلال لقائه مسؤولاً فرنسياً..العليمي :بدون دعم الشرعية لبسط سيطرتها على كافة التراب اليمني ستبقى المليشيات الارهابية مصدر إرهاب للداخل والخارج مواعيد مباريات يوم غداً الثلاثاء 21 - 5 - 2024 والقنوات الناقلة ماذا حدث لأسعار النفط بالأسواق العالمية؟.. إليك المستجدات الأسبوعية حج مبرور.. 6 أساسيات ضرورية في حقيبة الحجاج قبل السفر محافظ تعز “نبيل شمسان” لـ“بران برس”: نرفض أي مفاضات في ملف الأسرى والمختطفين قبل الكشف عن مصير محمد قحطان حوامة الرئيس الإيراني وفضيحتها الكبرى.. خبير عسكري يتحدث عن سيناريوهات الحادثة وطيار يكشف هذا الأمر أمنية تعز توجه تحذيراً جديداً لمليشيات الحوثي شاهد كيف تنافس مقاتلي القسام وسرايا القدس حول من يضع عبوة داخل دبابة صهيونية من مسافة صفر

تحية للأستاذ باسندوة
بقلم/ د. عمر عبدالعزيز
نشر منذ: 12 سنة و 3 أشهر و 27 يوماً
الإثنين 23 يناير-كانون الثاني 2012 12:37 ص

بموافقة البرلمان على قانوني الحصانة والانتخابات الرئاسية التوافقية نكون قد وضعنا الأقدام على طريق الألف ميل، وخلال الأيام القلية القادمة سيستشعر المواطنون طمأنينة طالما افتقدوها، وستتفتح براعم نفوسهم المقرونة بآمال كبيرة قابلة للتحقيق. ولقد أوجز الاستاذ محمد سالم باسندوة هذه الحقائق الدامغة وهو يتحدث إلى أعضاء البرلمان بوصفهم ممثلين للشعب، مسؤولين عن مستقبله، ومطالبين بتفويت الفرصة على أعداء الحياة والنور، ولقد بدا الاستاذ باسندوة كبيراً بحجم العبرات والتواجد المتروْحن بيقين إيماني بالغيب، فدموع الرجل كانت نابعة من اللا مكان واللا زمان، هنالك حيث تقبع المعاني التي يستحيل فهمها بلغة العبارة المباشرة، لأنها دموع المتواجد المتروْحن الذي خاض غمار الحياة، وأدرك معطياتها، وتأهل للسفر في أقاليم بؤسها وصفائها.. تلك الجغرافيا الوجودية التي لا يراها المتطيّرون المندفعون، ولهذا اكتسب الاستاذ شجاعة الرائين النابعة من الحب والعرفان، المُتسلّية بالحب والمُتخلّية عن سقط المتاع، فأدى الرسالة ناجزة، لدرايته الكبيرة بمعطيات الحال، وخيارات المآل، فترجم كل ذلك بقبوله تولي أصعب مهمة في أحلك ظرف، مراهناً على المعاني الكبيرة التي تخرج من تضاعيف اليمن التاريخي الحكيم، متخلياً عن بؤس البائسين، وأراجيف المُرجفين.

تلك الكلمات المشفوعة بدموع الرائي المُبْصر كان لها كبير الأثر في أفئدة الحاضرين، ولقد كانت لفتة معبرة تلك التي صدرت من أقصى الزوايا الحادة لترينا أن في دواخل كل منا شيئاً من حكمة، وكثيراً من الخير .

أتذكر بهذه المناسبة ما كان من أمر حكيم العرب \" زهير ابن أبي سلمى\" الذ ي بلغ الثمانين من عمره حينما كانت أيام العرب الجاهليين مُترعة بالحروب والدماء والدموع، ففاض زهيراً بقوله :

سئمت تكاليف الحياة ومن يعش * ثمانين حولاً لا أبالك يسأم

رأيت المنايا خبط عشواء من تُصب * تُمته ومن تُخطئ يُعمّر فيهرُم

وقال عن سجايا البشر :

ومهما تكن عند إمرئ من خليقة * وإن خالها تُخفى عن الناس تُعلم

وقال محذراً من الحرب :

وما الحرب إلا ماعلمتم وذُقتم * وما هو عنها بالحديث المُرجّم

متى تدخلوها تدخلوها ذميمة * وتضرى إذا ضريتموها وتضرُم

نعم : هذا ما قاله أيضاً حكيم اليمن الثمانيني، الخارج من صروف الدهر اليماني، وتقلبات أيامه المترجرجة.. الموسوم بحكم الأسلاف الكبار، والناظر لما وراء الآكام والهضاب. وهذا ما ِكان من أمر البرلمانيين الذين يكفيهم شرفاً أنهم صوتوا للوحدة الوطنية والحب والتعايش، قبل أن يصوتوا للإنتقال السلمي للسلطة .

تحية للاستاذ الكبير محمد سالم باسندوة، وتحية لأعضاء حكومة الوفاق الوطني القابضين على جمرة الضنى والتعب ،وتحية لأعضاء البرلمان الذين كانوا على مستوى المسؤولية التاريخية، وبشرى لنا جميعا.. عهداً جديداً لن يكون إلا بتواصل الوشائج ، وتعظيم الأفضليات ، وترك موبقات الماضي التي تشاركنا فيها معا .