محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات الحكومة اليمنية تتطلع إلى شراكات استثمارية وتنموية مع الصين حضرموت.. وزير الدفاع يشدد على مسئولية المنطقة الثانية في تأمين السواحل ومكافحة التهريب أوتشا باليمن: نحو 10 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية حماس توافق على تشكيل لجنة لإدارة غزة بشرط واحد
هل حان الوقت لنتجاوز ثقافة الشعارات ونقف لحظة تأمل أمام الواقع الجديد الذي يكاد يتشكل في غفلة منا فالهروب من مشاكلنا عبر رواق نظرية المؤامرة لن يقودنا إلا إلى باحة المشاكل ذاتها ..
ذكرتني أحاديث الكثير من الصحفيين في اليومين الماضيين حول سيطرة القاعدة على مدينة “رداع” ..بحديث بعض الصحفيين عن ضلوع المخابرات الأمريكية في أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
دائما هناك قوة خارقة تقف خلف الأحداث الخارقة ..هذا هو جذر نظرية المؤامرة الذي يبدو سطحيا وغير متعمق في تربة الأحداث التي نقف عليها .
كيف يمكن ببساطة تخطي عشرات العوامل الثقافية والسياسية التي أنتجت فكر القاعدة لنقف عند حافة الزمن ونختزل ثقافة تنظيم عالمي استطاع دخول أمريكا وأوروبا لنشكك في حقيقة وجودة في اليمن البلد التي أنجبت أسرة مؤسس التنظيم والكثير من قادته وقواعده في العالم أجمع .
اليمن قاعدة فكرية رئيسية للقاعدة فهي أرض "المدد "في فكر التنظيم استنادا إلى المورث الديني السلفي الذي يتكئ عليه التنظيم والذي تطور عبر مراحل تاريخية من خلال تفاعله مع أحداث جعلته الوحش الذي يبدو عليه اليوم .
لقد ساهم غياب الدولة المادي والمعنوي في كثير من مناطق اليمن في تقديم الدعم غير المباشر لانتشار فكر القاعدة هذا مالا يختلف أحد حوله ولكن محاولة البعض المضي قدما في الربط بين بعض أجهزة الأمن وانتشار القاعدة مؤخرا في مناطق لم يكن أحدا يتصور أن تصل إليها أمر يفتقر للدليل الحقيقي ..ويمكن تفنيده في ظل قراءة متعمقة لثقافة قادة التنظيم الذين لا يؤمنون بالسياسة أصلا.. فضلا عن إيمانهم بالبراغماتية السياسية .
ومن يرصد حلقات الصراع بين أجهزة الاستخبارات المحلية والدولية مع القاعدة في اليمن وسقوط أبرز قادتها تباعا بدء من أبو علي الحارثي وصولا إلى أنور العولقي يدرك أن مابين ذلك الصراع الدموي لايمكن أن تكون هناك همزة وصل حقيقة .. بقدر ماهي محاولات لاقتناص لحظات دامية وتحويلها إلى مكاسب سياسية من جميع الأطراف .
وخصوصا أنه بات من المؤكد أن جميع أوراق وملفات القاعدة في اليمن تحت إبط الاستخبارات الأمريكية وفي مرمى طائراتها بدون طيار ...كما هو حال كل المتهافتين بسذاجة على استخدام هذا الملف في الصراع السياسي في اليمن !
إن الاستمرار في تحويل قضية الإرهاب في اليمن وتنظيم القاعدة إلى ورقة سياسية تستخدمها كل الأطراف المتنازعة لتحقيق مكاسب إضافية والبحث عن تأييد خارجي لن يؤدي فعليا إلى الحد من هذا الخطر بل سيجعله في مأمن كونه وسيلة يحرص الجميع على استمرارها واستثمارها قبل أن تتحول إلى الواقع الذي لايمكن تجاوزه لعقود من الدم والهدم.
أخيرا :من يعلم القليل عن الجغرافيا الثقافية والقبلية في "رداع" وماحولها يدرك أن المدينة لن تتحول إلى "زنجبار" أخرى ...
"الشيخ" طارق الذهب الذي اعتمد في السيطرة على المدينة على نفوذه القبلي وليس الديني والذي "مازال" يفكر بشكل غير جدي في أن يتحول إلى "أمير" لن تسعفه التحالفات والتكتلات القبلية المحيطة به من ذلك .. الأمر يتعلق فقط بالكلفة البشرية والمادية التي هو على استعداد لدفعها قبل "العودة" مجددا إلى نقطة البداية !!
Albydani2003@gmail.com