حين يصير الجنوب مجتمع مسخ وأقلية هجينية فاشية
بقلم/ صلاح السلقدي
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و يوم واحد
الخميس 22 ديسمبر-كانون الأول 2011 04:14 م

كلما أمعن زوجها بضربها وشتمها وإذلالها وهي عاجزة عن ان تنبس ببنت شفه أمام سطوته وعنفه وتسلطه المفرط، تسارع إلى بيت أمها لتصرخ بوجهها لتطفي فورة غضبها وتفرغ شحنة غيضها من زوجها المستبد ،بل قل لتعويض عن شعورها بالمهانة والمذلة من زوجها على حساب أمها المسكينة التي تقف دائما كل مرة وهي تضرب يدٍ بيد والدهشة والاستغراب يتملكانها من هذا التصرف الغريب الذي تبديه نحوها بنتها بين الحين والأخر دون ان تبدي أي سببا لتصرفها هذا .هكذا بالضبط يبدو البعض من أصحاب الأقلام المسخ ومتنطعو الخطب والمقالات المسيئة على المواقع الإليكترونية والصحف الصادرة بصنعاء وهم يفرغون سهام جعبة خيبتهم ورماح كنانة عجزهم في إسقاط نظام علي عبدالله صالح بصدر الجنوب ونحر حركته السلمية المباركة. ففي الآونة الأخيرة وكنوع من صرف الأنظار جنوباً نحو ميدان معركة وهمي آخر، وبعد أن دخلت المبادرة الخليجية حيز التنفيذ وأصبحت معارضة الأمس جزء من منظومة فاسدة قمعية مستبدة لطالما قالت فيها هذه المعارضة واقلامها وكتبتها ما لم يقوله مالك في الخمر كشرت بوجه الجنوبيين وثورته السلمية ونشطائه أقلام(الدراكولا الوحدوية) وهي تصب مُـهل اقلامها على وجوه اصحاب الحق الجنوبي، وطفقت من حينها وعلى مدار أسبوعين كاملين بسيل من المقالات الغريبة والتقارير الصاعقة تنضح جلها إساءات وتـترع كؤوسها بأنواع الشتائم وصنوف التجريح والتشنيع، فضلا عن التلفيقات والتضليليات والأكاذيب التي تجود بها قواميس إساءاتهم ومعاجم بذاءاتهم حتى ان احد الاصوات الشابة بالساحة بصنعاء وعبر قناة سهيل دعا الى وقف القتال بدماج بين الحوثيين والسلفيين ووقف القتال تعز والتوجه صوب الجنوب لإخماد ما أسماه بالأصوات الانفصالية.

- ومن الاقلام المحرضة خذ مثلا وليس للحصر الكويتب المسمى (وسيم شميس) إن لم تخني الذاكرة باسمه لم يجد عنوانا لمقاله غير ان (يستلف) عبارة قالها أحد مرشحي الحزب الجمهوري بالولايات المتحدة في غمرة العملية الانتخابية لحزبه وهو يسيء للشعب الفلسطيني ويتمسح بقلنسوة يهودية، بقوله ان (الشعب الفلسطيني شعب تم اختراعه)، وليسقط هذا العنوان على الجنوب وغيّــر هذا الكويتب المسخ المسمى (وسيم شميس) في العنوان ليعنون مقاله كما يلي:( الجنوب شعب تم اختراعه) أغرق مقاله سيء العنوان والمحتوى ببركة آسنة من عفونة البذاءات وفضلات السباب، نربأ بأنفسنا أن ننزل الى قرارة بركته ومستنقع مصطلحاته الزاكم للأنوف. انظروا الى هذه العبارة التي استهل بها مقاله والتي تقول:(..بعض الأقليات الهجينة والمنصهرة في المجتمع يبدو أنها تحن لبعض التغييرات الدراماتيكية التي تصنع وطن مزعوم من باب كونها قد تحمل فرجاً حتى وإن كان وهمياً ومصنوع من نسج الخيال على غرار وطن أرض الأمل في المسلسل الكرتوني عدنان ولينا ، فضلاً عن سراب أحلام معتوهي التنظير لمصطلح مسخ الهوية الجنوب العربجي..)،وتبلغ الوقاحة عند هذا الكويتب المسخ مداها في آخر مقاله حين يصف الجنوبيين بــ(الفاشيون الجدد) قبل ان يختم مقاله بعبارة:(.. إلا لأنهم أجبن من أن يواجهوا الحقيقة...). ونحن نقول انه حين يصير الجنوب عند هؤلاء مجرد(اقلية هجينية) و(هوية مسخ) و(فاشية جديدة) و(ناس جبناء لا يقوون على المواجهة)،فحينها فقط نستطيع ان نبصق بوجه كل من يرغمنا على التوحد مع مثل هذه العينات من البشر التي تتنفس هواء التعالي واوكسجين الغرور ومسكونه بعقلية هزمناكم... هزمناكم .. ،فحسبنا الله ونعم الوكيل.

 - المقال المشار اليه آنفا هو فقط عينة من بعض المقالات والتقارير الصحفية والمتلفزة التي أمطرت بها سماء خيبة الثورة الشبابية -التي سنظل نؤيدها مهما ادعى هؤلاء بانتمائهم إليها واساءوا لها ببضاعتهم الفاسدة هذه-وارعدت بها سحائب نكستهم الصعبة للأسف الشديد عبر اقلام تقول انها نصيرة لهذه الثورة وإنها ضميرها المعبر عن تطلعاتها وانها تنشد بها المستقبل والحل الأمثل لكل المشاكل ومنها كما يقولون حلا عادلاً للقضية الجنوبية، ونِـعم الحل ان كانت هذه بشائره!.

- حتى بعض الأقلام التي كنا نضنها بعيدة عن شاطئ بحيرة الإساءة والتجريح انجرت بغباء تسبح باتجاه رياح سفن اقلام الشتم والدوشنة ، مثلما ما فعل الأخ العزيز (تيسير السامعي) هو الآخر بمقاله الاستفزازي المعنون:( إلى دعاة الانفصال.. لستم أوصياء على الجنوب..) لم يقصر هو ايضا بان حط من قدر الجنوب وحراكه السلمي وطفح مقاله بالكثير من لي عنق الحقيقة وتشويهها وإلقاء اللوم على الضحية، وذهب يفسر الماء بالماء ويسرد أموراً لا جدال حولها من قبيل ان يقول ان الجنوبيين قدموا دولة من اجل الوحدة وانهم ضحوا وضحوا وان الثورة الشبابية الان اصبحت قادرة على حل مشاكل الجنوب من الألف الى الياء وان عليهم فقط ان ينسوا كل ما جرى ويشيعوا حراكهم الجنوبي إلى مقبرة خزيمة...وكأن الأخ (السامعي) لم (يسمع) ان الجنوب وحراكه السلمي أضحى رائدا بساحة النضال العربي كسباقاً إلى رفض الاستبداد والهيمنة والاستعمار ولم ينتظر الى ان يقوم من بالقبرو بعد صمت طويل ليعرفه بحقه ويمن عليه بفتات الثورة، ولم يسمع (السامعي)ما قاله شركاء الحرب على الجنوب عام 94م فرقاء اليوم من اعترافات فاضحة ارتكبوها ونشروا غسيل ما عصروه في السنين الخوالي من نهب وهيمنة بحق الجنوب ،تعطي هذا الجنوب الحق ان يتلمس طريقه حتى بالاستقلال، إن كان وحدة تصادر ماضيه وتشوهه وتسلب حاضره وتنهب مستقبله فسحقا لكم ولوحدتكم ان كنا بنظركم مجرد اقلية هجينية بارضها أو هنود حمر بوطنهم وذهب السامعي يبشرنا بسقوط النظام عبر مبادرة الخليج وتغافل ان هذه المبادرة تناصف فيها السلطة والمعارضة الحكم وبالتالي كيف سياتي الحل للقضية الجنوبية كما بشر به السامعي والغريم هو شريكه بالحكم ويتناصف معه الكراسي، ثم قولوا لنا كيف ستحقون الحق وانتم لم تبطلوا الباطل بعد ؟- ثم يتحدث هؤلاء الكتاب بالشأن الجنوبي وكأن الوضع لديهم في صنعاء عال العال ولم يبق لهم إلا الزحف جنوباً بعد ان تجولوا بردهات القصر الجمهوري واسقطوا بقايا النظام .وللتذكير نقول لهؤلاء الوحدويين انهم حتى اللحظة لا زالوا يعيشون وسط عاصمتهم المشطورة إلى :(صنعاء الشمالية وصنعاء الجنوبية) بعد ان فصلها هؤلاء الوحدويين سلطة ومعارضة إلى شطرين شمالي وجنوبي في سبيل (كرسي الحكم ومغَـلّ الزلط)ومستعدون ان يقسموا المقسّم ويفصلوا المفصول إلى عدة أجزاء وإلى قطع متناثرة وأشلاء متطايرة ان اقتضت الحاجة، ويتناسوا عمدا في لحظة الفيد والانقضاض على الغنائم والكراسي انهم يفلقون رؤوسنا ويصمون مسامعنا بخطبهم ومقالتهم الوحدوية جدا جدا فالأولى بهؤلاء أن يوحدوا مدينتهم المشطرة ( صنعاء)قبل ان يسمعون مواعظهم الوحدوية وشتائمهم العفنة.

- فما ذنب الجنوب وحراكه السلمي ان يكون مثل (أم الزوجة المضروبة من زوجها ان كان العجز والفشل قد استحكما بهؤلاء ؟ وان كان ثمة خيبة أمل وارتكاس مرير قد أصابت هؤلاء القوم في ساحات ثورتهم -والجنوبيون يعلنون وقوفهم مع هذه الثورة مراراً، أو ان أحزابهم قد خذلتهم وقلبت لهم ظهر المجن –فليبحثوا لهم عن متنفس آخر فقد اخطأوا كعادتهم بالحساب؟

- نقول لهؤلاء ان نفاثة صدوركم بهذه المقالات لن تكون من نافذة الجنوب أو من شقوق معاناته، وان امراضكم وبلاياكم المزمنة الذي تثقلكم اليوم لا يمكن ان تضاف الى كاهل الجنوب الذي أنقضه وزر مصائبكم هذه وجور فوضويتكم وهمجية فكركم وعقم تفكيركم المتكلس في أحافير القرون، فانت لا تمثلون الا فضلات الثورة الشبابية المباركة التي تعصف اليوم بوجه حاكم نكرة.

-  ثم لنا ان نسال هؤلاء القوم في مجاهل كتاباتهم البالية هذه : بماذا تردون حين نذكركم بما قاله اللواء علي محسن الأحمر حرفيا:(بان علي عبدالله صالح أستعمر الجنوب منذ عام94م..؟. وبماذا تردون حين نذكركم بما قاله الناطق الإعلام لرئيسكم الذي تسمونه مخلوع علي عبدالله صالح حين قال حرفيا هو الاخر بان اللواء علي محسن الأحمر وأولاد الشيخ الأحمر ومعهم الإخوان المسلمين نهبوا الجنوب واباحوا دماء ابنائه عبر فتاوي التكفير وإن علي عبدالله صالح هو الآخر ما قصر..؟.

-  بالله عليكم يا هؤلاء المتنطعون بشيطنة المقالات وخطب التلفزة ان احد قال لكم انه مستعمركم وناهبا لثرواتكم وارضكم ومحللاً لدمائكم ومبيح لأعراضكم فكيف حينها ستتصرفون؟ وبأي رد ستردن عليه بأقلامكم العسرة جدا جدا هذه؟ فأي كانت أجابتاكم عن تساؤلاتنا هذه فنحن نعرف من واقع معرفتنا بثقافتكم وتفكيركم كيف ستتصرفون إزاء ذلك وكيف ستكون عبارات مقالاتكم، والواحد منكم يقتل أخاه ابن امه وابوه على شبر من الأرض، وعلى رأس بقرة تُـقـتل نصف القبيلة وتهلك كل العشيرة !!، فكيف سيكون الحال ان كان الأمر متعلقا بوطن منهوب ومستقبل اجيال في ضياع وثروات مصادره وبشر مهدور دمها بسيف الإفتاء كما هو حاصل بالجنوب؟، فاعلموا يا هؤلاء ان الدفاع عن الحق (شرف) ندعيه لأنفسنا ونحن نصارع باطلكم، وان الباطل (سرف) تتفاخرون به وانتم تغمطون الناس حقهم وتجالدونهم بسيوف زوركم وتزويركم ، فالحقّ أبلج .. والباطلُ لجلج لمن أراد ان يفهم ويعي؟.

(ولله الحجة البالغة)