قرارات حاسمة من أردوغان بشأن بعض الفصائل السورية .. لا مكان للمنظمات الإرهابية في سوريا وضرورة استقرار البلاد عم عبدالملك الحوثي يعترف بالوضع الحرج الذي تعيشه قيادات الصف الاول ويحذر من مصير بشار الأسد العالم مدهوشا ... الكشف عن مقبرة جماعية تحوي 100 ألف جثة على الأقل بسوريا دولة عظمى ترسل أسطولاً بحرياً جديداً إلى خليج عدن لحماية سفنها التجارية لوكمان يتربع على عرش الكرة الافريقية أول تحرك عاجل للبنك المركز السوري لكبح انهيار الليرة منظمة الصحة العالمية تعلن للعالم.. الأوضاع شمال قطاع غزة مروعة أردوغان يكشف عن الدولة الوحيدة في العالم التي هزمت داعش على الأرض عاجل إجتماع رفيع المستوى مع سفراء مجموعة بي 3+ 2 وبحضور كافة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي قيمتها 4 ملايين دولار.. ضبط كميات كبيرة من المخدرات كانت في طريقها لمناطق الحوثيين
إن المُشَاهد في هذه الأيام لمجتمعنا العربي والإسلامي يجد الجدل الكبير والدائر حول الدين, فالعلمانيون جعلوا الدين مشكلة, بل ونجحوا في جعله مشكلة!! تعرضت للنقاش والجدال والخصام بين المسلمين, فلابد من وقفة بسيطة عند هذه النقطة لنتأمل ونناقش تساؤلات واقعية.
ما هي القراءة الحقيقة لمفهوم الدين؟
إن الدين هو ما جاء من عند الله وغير الدين أياً كان هو ما جاء من عند البشر فالعلمانيون وأتباعهم من الليبرالييين واليساريين والمنهزمين يضيقون ذرعاً بكلمة الدين فهم جعلوه مشكلة بين المسلمين رغم أنهم جميعاً مؤمنون بقوله تعالى ( إن الدين عند الله الإسلام) فهم يحاولون تخويف الناس من الدين وما سيترتب عليه, وكأن الثورات العربية لم تقم إلا على الدين وعلى أهل الدين ولا مشكلة قائمة إلا الدين!! فلا بد من حربه وحرب من يحملونه!!!فلوا فكروا قليلاً عن ما هي الأسباب التي قامت من أجلها الثورات العربية؟
لوجدوا أن السبب الرئيسي للثورات هم الحكام الطغاة الظلمة الذي مارسوا الظلم والبغي والإفساد والإقصاء للآخرين ونشر الشائعات الكاذبة على المخالفين, ثم لو فكروا لماذا طغى وظلم هؤلاء الحكام, فالجواب: لأنهم بعدوا عن الدين الحقيقي الذي يربطهم بخالقهم ويجعلهم يخافونه فلا يظلمون ولا يسفكون الدماء ولا ينتهكون الحرمات ولا يسرقون الأموال, ولم يبعدوا عنه فحسب بل وحاربوه أشد الحرب وحاربوا أهله بكل ما أوتوا من قوة بل وكان معظم هؤلاء الحكام علمانيون يحكمون بالعلمانية ويؤمنون بها قولاً وعملاً فأكثروا في البلاد الفساد!!
إذا فالسبب الحقيقي في قيام الثورات العربية هي العلمانية وما شابهها وليس الدين كما يصورون.
ثم إذا نظرنا إلى واقع العلمانييين وواقع الإسلاميين لوجدنا أن العلمانيين لا يؤمنون بالديموقراطية واقعاً لكنهم يتشدقون بها ليلاً ونهاراً وكذلك لا يؤمنون بالحرية والتعددية وحرية الاختيار ولا لحكم الأغلبية كما يتشدقون فهم ما إن فاز الإسلاميون إلا ورفضوا نتائج الانتخابات بل وقبل الانتخابات المصرية كانوا يرفضون الانتخابات لأنهم يعلمون أنهم لا شعبية لهم ولا قاعدة معهم.. لكن السؤال؟
ما ذا يريد هؤلاء؟ فالجواب:
هم يريدون سلطة يحكموا بها على الناس ويلعبوا في التشريعات والقوانين وفق أهوائهم وأمزجتهم رضي الناس أم كرهوا, فلا أغلبية ولا تعددية بل هم يتعاملون بلغة الإقصاء لكنهم يلقون كل التُّهم الَّلاصقة بهم في الإسلاميين رغم أن الإسلاميين قبلوهم في الماضي وفي الحاضر وقاسموهم السلطة في تونس وغيرها وأثبتوا صدق نواياهم لكن العلمانيين لا يريدوا أن يجعلوا للإسلاميين أي موضع قدم.
فهم إقصائيون ودكتاتوريون لكنهم يتهمون غيرهم بما في أنفسهم.
والسؤال الآخر:
لماذا الدين محل رعب للعلمانيين؟
فالعلمانيون دائماً يتهمون الإسلاميين بأنهم يستخدمون الدين.. فالسؤال؟
ما هي المشكلة في ذلك؟
فأنتم أيها العلمانيون تستخدمون العلمانية والليبرالية واليساريون يستخدمون اليسارية..... ولكل إنسان أن يقنع الآخر بما هو مقتنع به, فلماذا يشكل الدين في نظركم رعب وخوف, ثم لماذا لا تستخدمون الدين أنتم في دعاياتكم وإقناعكم للآخرين ما دمتم تعرفون قوة الدين الخارقة في نفوس البشر, فالدين يأمر بالعدل ويحارب الظلم ويأمر بالإحسان إلى الآخرين والدين يحارب سرقة الأموال ويأمر بالعطف على الفقراء والمساكين فلماذا لم تستخدموه وأنتم مسلمون!
فحربكم على الدين لا معنى له وإنما تغطون بفشلكم وكره الناس لكم بهذه الإدعاءات والشائعات ... والسؤال الأخير..
لماذا يؤثر الدين في نفوس الناس فمن تكلم باسم الدين أو قرن كلامه بالدين وجد قبولاً عند الناس سريعاً فلماذا هذا التأثير العجيب وهو لا يملك القوة المادية الظاهرة بل المعنوية... فالجواب؟
1) إن الخطاب الديني يبرهن للعالم الفطرة التي فطر الله الناس عليها (إن الدين عند الله الإسلام) ( فطرة الله التي فطر الناس عليها).
2) إن الدين كامن في قلب كل مسلم فما إن تذكره به أسرع ما يرجع إليه.
3) إن الدين حورب وشُوِّه حتى صادم الفطرة فضاق الناس فما إن تذكرهم به حتى يرجعوا إليه مشتاقين فرحين.
4) إن الدين الإسلامي لا يصادم المحبوبات لدى الإنسان من العدل والأخلاق والآداب فيأمر بها بل ولا يصادم المكروهات لدى الإنسان من الظلم والطغيان والإجرام والنهب والسلب والإقصاء والسخرية فينهى عنها.
5) إن الدين يربط الإنسان بواحد متفق على ألوهيته وربوبيته وحاكميته ولا اعتراض عليه ظاهراً وغير الدين يربط الإنسان بالبشر المختلف في قوانينهم وشرائعهم والمتصادمة مع بعضها البعض.
6) إن الإنسان مكون من روح وجسد فلا بد لهما من غذاء ولا غذاء للروح غير الدين فإن ترك ضاق الإنسان وعمي في هذه الحياة.
7) حب الناس للدين يجعلهم يحبون أهل الدين ومن يدعوا إليه ويكرهون أهل الأهواء ومن يدعوا إليها.
8) أثبتت التجارب أن أهل الدين هم أصحاب أمانة وعدل وإنصاف فخوفهم من الله يجعلهم يعدلون وينصفون المخلوقين.
9) لقد جرب الناس غير أصحاب الدين عشرات السنين فعاثوا في البلاد الفساد ونهبوا وسلبوا وقتلوا وشردوا وعملوا مالا يتصور عمله أحد من الناس لبعدهم عن الدين فقرر الناس الرجوع لأهل الدين الذين على الأقل إن لم ينفعوا لم يضروا.
ولا نعني بالدين ما هو مفهوم لدى الغرب ( المفهوم الكنسي) من عصمة البشر وبيع العقول للسادة والعلماء والبابوات بل كل الناس معرضون للخطأ إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم. وعلماء الإسلام ليسوا وسطاء بين العبد وربه، فضلاً عن أن الدين الإسلامي نفسه ليس به رجال كهنوت، كما أن العلماء أو الحكومة في الإسلام ليسوا أوصياء من الله على خلقه، فمن يدعي أن الحكم الإسلامي ثيوقراطي يكون قد ظلم الحقيقة.
فما على العلمانيين إلا أن يبصروا طريق الحقيقة ولا يبيعوا عقولهم لأهوائهم فليس عيباٍ أن يتراجع الإنسان عن خطئه.