ورثة علي صالح
بقلم/ محمدالشلفي
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 18 يوماً
الثلاثاء 06 ديسمبر-كانون الأول 2011 11:58 ص
لن يترك علي صالح سوى غليل فاته الوقت في أن يشفيه ، ومجموعة من المنتفعين مدمني الفساد الذين خرج الشعب اليمني من إجل إسقاطهم.

لذا لا تندهشوا، حين تقرأون خبرا مفاده أن ورثة صالح بدأوا بنهب أصول الوزارات التي سوف تذهب للمعارضة فصالح لم يشف غليله بعد وسيظل واقفا حتى يفعل ذلك.

ولا تندهشوا حين تلتقون بأشخاص منفصلين عن الفترة السابقة من تاريخ الشعب اليمني التي قدم فيها التضحيات من أجل أن يعيش في بلد لا يدنسه الفساد ولا أيد الفاسدين ولا يتحكم به أهواء الأشخاص.

سوف يذهب صالح لكنه سيترك نسخا منه، فلم يكن صالح مجرد شخص، وإنما نظام بقيمه السلبية التي زرعها في عقول الناس. فصالح كان يكافئ المفسدين بترقيتهم، لذلك من الطبيعي أن تسمع أن الفاسدين الكبار هم أعضاء حكومة الوفاق الوطني الذين سيختارهم صالح ويكافؤهم كرجال صدقوا ما عاهدوه عليه من الفساد والإجرام.

ينشر أحد المواقع الإلكترونية حديثا حول اجتماع لمدير قناة سبأ أحمد الحاوري وهو يخاطب الموظفين قائلا: لا أحد يستطيع أن يقيلني من منصبي.. لقد بنيت قناة سبأ طوبة طوبة، تتذكرون "طوبة طوبة" هذه الكلمة التي سمعناها كثيرا من صالح.

وفي مثال آخر فقد عجز سكان إحدى الحارات عن إقناع عاقل حارة بالتنازل عن منصبه الذي قضى فيه 10 سنوات وقد اجتمع أصحاب الحي كلهم من أجل إزاحته بعد أن باع حقوقهم ، وقال لن أتنازل. هذه اسطوانه أسمعنا إياها صالح مرارا.

مالذي سنكسبه من صالح سوى تلك القيم التي تعتبر الملك العام ملكا خاصا. والتي تعتبر الشرف والنزاهة والأمانة قيما من يؤمن بها لا يعيش في مجتمعنا. فصالح وورثته يعتبرون الوطن ملكهم الخاص ولا يحق لأحد نزعهم من على كراسيهم حتى لو كانوا فاسدين.

في أيام الثورة الـ 10 أشهر الماضية ظل الفندم علي صبحي القائم بأعمال وزير النقل يتعسف وبتفان لم يحدث من قبل، سيدة خدمت في الهيئة العامة للشئون البحرية منذ 15 سنة، بمعنى أنها واحدة ممن أسسوا الهيئة، ليقول لها بالحرف الواحد "باكسر رأسك"يستمد الفندم علي صبحي رجولته من كون السيدة ليس لها أي سند كالسند الذي يحضى به، وهي تكافح من أجل إعالة إبن وسيدة هدهما المرض. يتكئ صبحي في عنفوانه على ثقة منحت له من قبل الشعب سفريات وسيارات ومكاتب مزينة ومظاهر صرف لها الملايين ويقضي إجازاته أيضا في أفخم المناطق، لقد منحه الشعب ثقة جعلته يمثلنا كيمنيين في المنظمة البحرية الدولية وفي المؤتمرات الخاصة بالقرصنة، يمثلنا حين يلتقي بالوفود الذين يعتقدون أنه رجل شهم بينما هو خصم سيء لسيدة قررت أن تكون ذاتها كما قرر ملايين من الشعب أن يكونوا ذاتهم فقاموا بالثورة.

وفيما كان الشعب مشغولا بالثورة ضد الفساد والفاسدين كان صبحي يعيِّن مخطئا آخر "بركات درويش" المتقاعد من عمله ، والموقوف بقرار سابق من قبل وزير النقل خالد الوزير وبمعرفة صبحي ليخلف الرئيس السابق للهيئة، وفي اعتقاد الفندم صبحي أن الرجل المخطئ هو أكثر من تستطيع أن تتحكم به.

ويأتي بركات ليبدأ بالتضييق على الموظفين في حقوقهم ويقيل آخرين من مناصبهم، ويأتي بآخرين من أهل الثقة من أقاربه وأصدقائه. ثم في أول شهر صرف بركات درويش - الرئيس المؤقت- مبلغ 12 ألف دولار لسنة كاملة لنفسه إيجار شقة وإذا ما تم استبداله الآن وهذا ما نحن واثقين منه فسيكون قد استلم المبلغ مسبقا كما إن الموظفين توجهوا للمحكمة ورفعوا قضايا عليه بسبب تعسفاته.

لقد عملا الكابتن العظيم والفندم المغوار من أجل "كسر رأس السيدة" ورغم أن المحكمة الإدارية بعدن حكمت لها بعد إيقاف راتبها إلا أن الكابتن والفندم رفضا التنفيذ وهددا القاضي ما اضطر المحكمة للحجز على الهيئة وصرف مرتبها.

هذا اللوبي الكبير داخل وزارة النقل يجر معه الفندم الآخر "محمد المجعشي" الشاب الطموح، قضى الرجل حياته في لندن وأمريكا بدورات من ظهر هذه البلد من مالنا.. وقدمه الفندم "علي راصع" رئيس خفر السواحل وأتاح له الفرصة ليبني نفسه. حين عاد من بريطانيا كان منصب مدير المركز الإقليمي لمكافحة القرصنة من نصيبه.

وليت الرجل تذكر كيف أحسن إليه الفندم "علي راصع" وكيف يمكن أن تكون لديه تجربة للتعامل مع الآخرين. لقد كان أول عمل قام به هو التآمر على الموظفين فالسلطة لديهم هي التسلط على الآخرين لا خدمتهم، لقد نسي الفندم الشاب بدايته، فبدأ بالتضييق على الموظفين وطرد منهم 6 وأوقف رواتب البعض ومستحقاتهم ، وحرمهم من العمل في تخصصاتهم من أجل أن يبقى على كرسي ما أشد صغره، لقد حصد الرجل 6 شكاوى من الموظفين العاملين به، لكن اللوبي صبحي وبركات ومن فوقهم كان يدعمه ولم يستمع لهم أحد .

يركب المجعشي سيارة كتب عليها شرطة، وفي أول شهر تسلم الفندم الشاب عهدة بـ 500 ألف ريال من قبل الهيئة العامة للشئون البحرية لكنه لم يخلها حتى الآن. مع ذلك يستطيع أن يمسح على كرشه المتهدل ويقول لك: القانون.

هؤلاء المنتشرون في الوزرات كالمناشير ذهابا وإيابا كان طلبهم بالحرف الواحد لحل مشاكل الموظفين "حل مشكلتك مع مديرك" أو نفذ ما يقولون.

سيظل عاقل الحارة و الحاوري وصبحي وبركات والمجعشي بيننا، كورثة مخلصين لفترة علي عبد الله صالح لقيمه التي زرعها ولعبوديتهم لها.

سيتحدثون عن القانون وهم يتبولون عليه ليل نهار مسستخدمين الوظيفة العامة للإضرار بالآخرين. وسيبقى علينا بعد التخلص من صالح أن نتخلص من ورثته السيئين لقيمه التي آمنوا بها طوال عقود. قيم الخسة والجبن ، قيم التسلط والأنانية.

لم ننته بعد، فأمامنا مشوار طويل ودم الشهداء يخجلنا حين نتحدث عن معاناتنا الصغيرة ، لكنهم علمونا ألا نسكت وألا نتوقف، فالثورة مستمرة على قيم زمن فاسد تحاول أن تنمو من جديد بعدما هددتها الثورة بالزوال.