من أخلاقيات الثائر : (2) التفاؤل سلوك الرجال ومجدهم
بقلم/ أحمد عبدالله جحاف
نشر منذ: 13 سنة و أسبوع
الخميس 17 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 03:17 م

من التفاؤل يولد الأمل .. ومن الأمل يولد العمل .. ومن العمل يولد النجاح

نعم أخي الثائر . . أنه التفاؤل ، ذلك السلوك الذي يصنع به الرجال مجدهم ويرفعون به رؤوسهم .

التفاؤل نور وقت شدة الظلمات ومخرج وقت اشتداد الأزمات وكذلك فالتفاؤل هو المتنفس في وقت الضيق وفيه تُحل المشكلات وتفك المعضلات .

علينا جميعاً أن نتفائل دائماً بأن المستقبل القادم أفضل وخصوصاً بعد ثورة الشباب السلمية ، فعن طريق التفاؤل فاننا نستطيع أن نرى وسط الظلمة نقطة نور ، أما عن طريق التشائم فاننا سوف نرى الضوء ولكن لن نصدق بأنه موجود .

وإني لأدعو الله حتى كأنما *** أرى بجميل الظمن ما الله صانع

وعلينا أن نتذكر ماذا قال رسولنا الكريم {صلى الله عليه واله واصحابه وسلم} عندما لجأ إلى الله سبحانه وتعالى وجاء جبريل {عليه السلام} إلى النبي وقال لو رغب النبي " أن يطبق عليهم الأخشبين " فماذا تمنى النبي ؟ " أن يخرج من بين أصلابهم من يعبد الله " قمــــة التفــــاؤل .

يجب علينا التطلع إلى المستقبل بصورة إيجابية وعدم النظر إلى الماضي أو الحاضر ولا ننسى أن الله معنا .

أخي الثائر . . أن أهم أساس في التفاؤل هو أن تستوثق من حبل الله عز وجل

وقد قال رسولنا الكريم {صلى الله عليه واله واصحابه وسلم} : "تفاؤلوا بالخير تجدوه" فإن أردت الخير فلا بد من أن تسلك هذا الطريق ، وقد قال ايضاً الامام علي بن أبي طالب {كرم الله وجهه} : "تفاءل بالخير تنجح" فالمتشائم لا يجيد التكيف مع الأوضاع الجديده لان موقفه السلبي يعميه عن رؤية الحلول الممكنة .

ان الزمان أخي الثائر يتغير والأحوال تتبدل ودوام الحال من المحال ، يقول الامام علي بن أبي طالب "لا تيأس من الزمان إذا منع ولا تثق به إذا أعطى وكن منه على أعظم الحذر"

ولكن عليك أخي الثائر دراسة الوقائع والأمور بموضوعية وتحليلها بدقة كما قال احدهم " إياك وتجاهل الحقائق الصعبه ، إن الاعتقادات المتفائلة تساعد ولكنها لا تغير الحقائق "

وأختم كلماتي بالهمسة الاخيرة وهي ان العاجز المتفائل خير من المقتدر المتشائم ، فالتفاؤل قد يحول عجز الأول إلى إقتدار ، بينما التشاؤم يحول اقتدار الثاني إلى عجز .