خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية
خطرت لي بالأمس فكرة وأنا أقرأ رواية بعنوان صاحب السعادة اللص للكاتب خيري شلبي , لقد استفزني العنوان كثيرا, أدرتُ الرواية في رأسي ونحن نعيش أيام الثورة في الوطن العربي بشكل عام ونعيش الثورة في اليمن بشكل خاص . أن أقوم بعملية مقارنة وإسقاط !! ووجه الشبه بين صاحب السعادة اللص وصاحب السعادة عفاش قريب إلى حد كبير ! ولكي أشرك القارئ الكريم في الفكرة , عليَّ أن أبسط بين يديه مختصرا من الرواية نوعا ما مركزا على أهم مافيها .
بطل الرواية تاجر متنفِّـذ يسمى الحاج النمس ! يملك في قرية من القرى مخزنا للدقيق, ولأن الناس في حاجة ,فهو يعرف كيف يستغل هذه الحاجة جيدا ,ولأن الناس يعانون فراغا في القرية من التعليم ,فهو يعرف كيف يملأ هذا الفراغ بالفراغ ! إن الفلاح طيب إلى حد السذاجة والغفلة ! أعجب الحاج النمس بهذه الوضعية من تصاريف الزمان .
المزارع تدر المحاصيل من سنابل القمح ..البسطاء من الناس لايعرفون شيئا في الحياة ! تنام الضريبة في جيب سرواله الداخلي ( الجيب السحري ) على تعبير الكاتب ! يقوم بمغالطة المسؤولين نهاية كل موسم زراعي مدعيا أن المحاصيل لا تفي بالقدر المطلوب من النصاب ! يقص علينا هذه القصة صبيٌّ ولدته أمه في مخزن القمح ولا زال فيه حتى بلغ الأربعين ! فاتخذه النمس ابنا له فكان مستودع سره ! غير أن هذا الراوي , كان كلما ضاق به الحال من الحاج النمس, كشف عن سر من أسراره في غرزة من الغرز التي تعتبر مزرعة من مزارع الحشيش (هات نفس وخذ نفس )! ولا أدري كيف غفل الكاتب عن هذه الثغرة ! لقد تنكر الحاج النمس لابنه من صلبه من زوجته الأولى , حينما كبر فجاءه زائرا, وتنكر لأخيه رمضان ردحا من الزمان ,حتى جاء موسم الانتخابات ,فحثته عبقريته الوسخة بأن يحسن علاقته بأخيه فذهب إليه معتذرا ,وأقنعه بأن ضميره يعذبه لما بدر منه ,وأنه لا يستطيع أن يكفر عن شيء إلا بأن ينزل مرشحا في الدائرة ! كانت مصاريف الانتخابات كلها من جيب النمس تعويضا عن هجرانه لأخيه ! ينزل رمضان مرشحا تعلق صوره في كل مكان .. مسبحة الحاج لا تكف عن الدوران في يده .. لسانه لا يكف عن الذكر والدعاء ! ثم تكون المفاجأة أن المرشح الفائز هو الحاج النمس ! وتدور الرواية على هذا المنوال ,لم يكن النمس بحاجة إلى المال فيطمع بكرسي ,لكنه كان حريصا على شيء مهم يوافق طبيعته وموهبته ,كان حريصا على الحصانة .. الحصانة الأمنية ! الحصانة التي تخوله أن يتنقل بكل حرية وأريحية في أي مكان دون تفتيش أو مسائلة ,ولأنه تاجر مستغل بالفطرة ,وقد تدرب على تهريب الحشيش حتى برع فيه فهو بحاجة إلى غطاء أمني ! حينها أدركتُ أنا لماذا يحرص المؤتمريون على تزوير نتائج الانتخابات من أجل الفوز ! كنت أظن كما يظن العوام من الناس أنهم إنما يحرصون على الأكثرية والأغلبية من أجل الضغط والتأثير على القرار ! هل يحتاج المجلس إلى قرار ؟!والدستور يخول الرئيس بأن يأكل أي قرار ثم يبصقه في وجوه الناس ؟!! كم نحن مساكين ؟!!
ولأن الحاج النمس تاجر استيراد وتصدير , فهو يحب التصَدّر دائما !فهو رئيس الجمعية الزراعية وهو عضو في مجلس الرئاسة لأحد الأندية الرياضية وهو عضو في مجلس الشعب ! ولا تزال المسبحة في يده تقوم بما يشبه عمل القط ! ذكرني بطل الرواية هذا! بالشيخ طفاح في مسلسل شوتر وزنبقة! الشيخ طفاح , الحاج النمس ! وجهان لعملة واحدة ! التلاعب على الحكومة التلاعب على الناس ! شأن منحرف الفطرة دائما.. شيطان يتخفى يلعب يراوغ يكذب ومسبحته لا تفارق أبدا يده ! علاقته بالمتنفذين في الحكومة تصل من حيث القوة إلى الجد السابع !علاقة متينة سمينة ! فبمجرد أن يأتي مسؤول إلى القرية فلا يدخل في مزاجه , يقوم النمس بطرده ولكن لا عن طريقه , فهذا العمل يعتبر منافيا للأخلاق ! والنمس طبعا ابن أصول ! كنتُ أقرأ الرواية وفي ذهني صورة ثابتة عن العفاش اليمني ! حيث لا يوجد اختلاف كبير ! العفاش الذي لا يختلف عن الحاج النمس , لا يختلف عن الشيخ طفاح ,وإن اختلفت بعض التفاصيل التي لا تذكر قياسا بالمضمون والنتيجة .
ظننتُ أني إن حصلتُ على رواية اللص والكلاب للكاتب نجيب محفوظ, فقد أتمكن من تصور أوسع ,فلما حصلتُ عليها اكتشفتُ أن اللص في رواية نجيب محفوظ وهو سعيد ابن مهران , يلعب دور الضحية ,أربع سنوات في السجن بتهمة ملفقة من أناس خونة ! زوجته تطلب الطلاق بإيحاء من صديق طفولته ثم يتزوجها صديق طفولته ! يخرج من السجن غاضبا يقسم على الانتقام .. يدفعه الحنين لزيارة ابنته فتتنكر ابنته له فهي صغيرة ,ولم تكن قد تمكنت من رسم ملامحه ! تدهورت حياته , كلما نصب كمينا لأحد الذين قاموا بزجه في السجن يكون المقتول شخصا آخر بريء !! وتستمر حياته على هذا الانهزام والانحدار إلى أن تقبض عليه الشرطة ! هذا ملخص رواية اللص والكلاب لنجيب محفوظ , وهي في الحقيقة بعيدة كل البعد عن المضمون الذي أبحث عنه ! فسعيد بن مهران هنا ضحية استغلال ! حفر الطغاة له حفرة فلم يستطع الخروج منها ! ثم لعبت الظروف دورها في زمن يزداد فيه الجشِعُ جشعَا والساذجُ سذاجة ! عفاش في الرواية اليمنية نموذج لا يختلف عن أي لص في الدنيا .. نفس التركيبة الخلقية نفس التركيبة الاجتماعية نفس التفكير فالذي يحركه غريزة لا منطق ! وشهوة لا حكمة ! وصبيانية لا أقل ولا أكثر ! لم يردنا عن فرعون أنه كان لصا .. لقد تفرد حقا بالطغيان !أما عفاش اليمن فقد جمع من الخصال أحطها ,ومن الأخلاق أرذلها ومن السوقية أحقرها, ومن اللصوصية أقذرها ! لقد سقطت مسبحته في بحر من الصراخ ! فلم تجدِ التعاويذ ,ولم يشفع له كهنته في قراءة صحيحة تخرجه من غضبة الشعب ! صار يتمنى أن لو كان فأرا فيستطيع أن ينفذ بجلده !