هيكل والثورة اليمنية
بقلم/ سارة عبدالله حسن
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 17 يوماً
الأحد 30 أكتوبر-تشرين الأول 2011 04:31 م

جدي العزيز هيكل

يؤسفني ان انشغالاتك وكبر سنك...منعاك عن قراءة الثورة اليمنية بتمعن .. راجع أوراقك جيدا و حاول الافتراب منا ...تفقد نظارتك القديمة قبل ان تنظر الى الشارع اليمني .. ثورتنا ثورة عظيمة ثورة شباب خلعوا رداء القبيلة بمفهومها السلبي و وضعوا اسلحتهم جانبا ليوجهوا الظلم بصدور عارية.. واذا اختلطت عليك الأمور فيما يدور الان في صنعاء و شوش تفكيرك ان مجاميع من رجال القبائل الأحرار اضطروا للدفاع عن انفسهم من قوات صالح التي تريد ابادتهم..فعجزت عن استيعاب المشهد كاملا فقف قليلا عند الملايين في تعز واب وعدن والحديدة ..واخبرنا اين هي القبيلة التي تريد ان تتحول الى دولة هناك ؟؟!! لقد أخطأت ذات يوم عندما جاء في احد كتبك ان مأرب هو ميناء في اليمن وتخطأ اليوم عندما تختزل ثورتنا العظيمة بالقول انها قبيلة تريد ان تتحول الى دولة ..

و نشكرك هنا على اعترافك الضمني انه بالفعل لاتوجد دولة في اليمن والا لما ارادت القبيلة التحول الى دولة - بحسب رأيك لايجادها

لا ادري بماذا تفسر خروج الملايين في كل المحافظات ومنهم الالاف من الشباب المثقفين الطامحين بدولة مدنية وقد سقط منهم المئات في سبيل هذا الهدف ...أسقط هؤلاء في مهرجان فني او مباراة كرة قدم ...أو خرجوا يواجهون آلة القمع الوحشية للنظام رغبة في الموت لا حبا في الحرية والحياة الكريمة ...انها ثورتنا ضد المفاهيم والقيم المتخلفة والسليبة التي حاول النظام الفاسد ان يغرقنا فيها الى ما شاء الله ولن يثنينا او يحبطنا اي شئ في الكون يقف في طريقنا ...ولن نقف طويلا امام الاراء التي تحاول الاستهانة بحقنا في المضي في هذا الطريق..

مع احترامنا واعجابنا الشديد بكتاباتك لكن ما قلته عن ثورتنا لم يرتكز على اساس سليم و بدا بعيدا عن الجيوبولتيك والتحليل المتأني في التاريخ السياسي التي لطالما اعتمدت عليهما... نحن اليوم في 2011 ولسنا في 1962 شباب هذا الجيل يستحق منك قراءة جديدة يا جدي العزيز نتمنى بعدها ان تكون منصفا .a