اليمن في مهب الريح .. وتدخلات أمريكية سعودية مزدوجة للهيمنة علية
بقلم/ علي السيد
نشر منذ: 13 سنة و شهرين و 12 يوماً
الأحد 11 سبتمبر-أيلول 2011 08:40 م

دأب الشعب اليمني في التحرك السلمي والمطالبة بالتغيير هاتفاً \"الشعب يريد إسقاط النظام \" .. في نفس الوقت واجهت اليمنيين إرهاصات كثيرة وعوائق عديدة مما أدى إلى تأخير هذه الثورة والإطالة في عمرها والذي يوشك أن تدخل في شهرها الثامن ..

لاسيما وان المؤامرات الكبيرة التي تحاك ضد الشعب اليمني وثورته المباركة من قبل أمريكا وكذلك النظام القائم في السعودية أصبح واضح وملموس .. فعندما نلاحظ ونتابع عن كثب للأخبار والأحداث الجارية في اليمن .. نجد أن هناك سعيا حثيثا لفرض الهيمنة على اليمن والسيطرة على مقدراته من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاستكبار العالمي .. وفي نفس الوقت يردف هذا العمل وهذه المؤامرات الغربية دوراً عربياً يتمثل في النظام القائم في السعودية وكذلك الدور العلني لدولة قطر الشقيقة ..

في المقابل تحركت أطراف يمنية مختلفة في الارتماء إلى أحضان الأمريكان لتنفيذ أجندة أمريكية صهيونية في بلادنا اليمنية .. لكي يتسنى لهم بعد ذلك أن يتحركوا في الأفق وفي مجال واسع واثقين من الدعم الأمريكي .. وبالتالي تسنح لهم الفرصة في تأجيج الصراعات وإقحام اليمنيين في أتون حرب أهلية لا نهاية لها .. هنا سؤال يطرح نفسه \"من المستفيد من تأجيج الصراع وإشعال حرب أهلية في اليمن ؟!

من يتحمل المسؤولية في تعريض البلاد للتدخلات الخارجية وجعلها في مهب الريح ؟!

ما هي السيناريوهات المحتملة في حسم الثورة اليمنية ونجاحها ؟؟

كما أن الثورة اليمنية استطاعت أن تضع النظام العميل والظالم على المحك وانه لا مناص له من تنفيذ مطالب الشعب المحقة .. وفي نفس الوقت لولا المعارضة وأطراف أخرى تحركت خلف الكواليس لاستجداء النظام والقعود معه على طاولة الحوار .. وكذلك استهلاك كل أوراق الثورة واستخدامها كظواهر صوتية وإعلامية فقط .. لكي يتسنى لهم بذلك الضغط على النظام وإخضاعه لمطالبهم ..

ومن الملاحظ أيضا أن المعارضة أستهلك كل الأوراق حتى أخر ورقة للثورة المتمثلة في الإعلان عن تشكيل المجلس الوطني ..كما أن أولويات عمل المجلس السعي في توحيد كل القوى الثورية في مختلف الساحات والمناطق اليمنية حسب قولهم .. وبالتالي تحركت المعارضة وأقدمت في الإعلان عن هذا المجلس والذي يحتوي مكونات كبيرة تابعة لجناح الإصلاح تحت مسميات وعناوين مختلفة مما جعل الكثير من قوى وأحزاب وأطراف يمنية مختلفة يتباطئون في المشاركة الفعلية في هذا المجلس ..

كما أن الشعب اليمني خرج لينتفض في وجه الطاغوت والظالمين وفي نفس الوقت أراد الشعب تغيير جذري للنظام العميل والظالم .. حيث يشمل هذا التغيير كل أزلام النظام وأركانه ولا يستثني احد منه .. كما أنه ظل ولا زال يمارس القتل والتسلط بحق أبناء شعبة .. ومن الملحوظ أيضا كيف سارع بعض أركان النظام إلى التأييد للثورة المباركة عندما التمسوا أن هذه الثورة ستجرف بهم وتسقطهم .. وبعد ذلك يمثلون أمام المحكمة لينالوا جزائهم لما اقترفته أياديهم الظالمة والعميلة بحق أبناء شعبهم وجلدتهم إرضاء منهم لدول الاستكبار العالمي ..

لاسيما وان أمريكا ومنذ بداية الثورة في اليمن تتناغم مع الأحداث .. وتحاول بكل جهد على المحافظة على النظام اليمني الذي بنته طيلة ثلاثة وثلاثين عام .. فإذا كان ولابد من التغيير والشعب اليمني يريد ذلك .. إذا يكون هذا التغيير بإرادة أمريكا وعلى الطريقة التي تختارها .. وفي نفس الوقت توحي أمريكا إلى أركان من النظام الانضمام إلى الثورة وليكونوا متزعمين لها كأمثال اللواء علي محسن الأحمر وأبناء الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وغيرهم من الأسرة الحاكمة ومن هنا بدأ الانشقاق وتجلت ملامحه .. وتبدأ بعد ذلك تصفية الحسابات بين الأسرة الحاكمة \"أسرة آل الأحمر\" على حساب الشعب اليمني وثورته المباركة .. هنا على الشعب اليمني أن يعي هذه المؤامرات ولا ينجر في مثل هذه الأعمال ولا ينزلق إلى مستنقع الصراعات وتصفية الحسابات .. فالشعب اليمني خرج إلى الشوارع والساحات ليقول كلمته \"كفى ظلماً وعمالة وارتهان \" ارحلوا أيها الظالمين والعملاء ..

في المقابل لولا التدخلات الخارجية والازدواجية التآمرية من قبل دول الاستكبار العالمي .. لاستطاع الشعب اليمني أن ينتصر ويحسم الثورة في أيامها الأولى .. فجمعة الكرامة في صنعاء وكذلك الصمود الكبير والتضحيات في تعز وبقية المحافظات الأخرى كانت كفيلة بإسقاط نظام الظلم والعمالة والاستبداد ..

كما أن أمريكا تريد أن تكون مسيطرة على الأنظمة العربية وكذلك على الزعماء ومن ثم تطبق نفس السيناريو التي تنتهجه في أي بلد عربي إسلامي في إضرام الفتن في هذه البلدان ومن ثم يبدأ الاحتلال والهيمنة .. وفي نفس الوقت تكرير هذه السيناريوهات في بقية البلدان العربية بعد أن تنجح خططهم الشيطانية ومشروعهم التآمري الاستعماري في هذه البلدان ..ومن ثم يسعون جاهدين لترويض كل الشعوب العربية بأن التغيير مستحيل إلا إذا كنا معكم هكذا يريدها الأمريكيون ..فبعد أن انتصرت الثورة السلمية في تونس ومصر في أيام معدودة لم تستطيع أمريكا أن تعمل شيء إلا الالتفاف على الثورة بعد أن انتصرت .. فكان هذا خطير جدا عليهم فحاول الأمريكان أن يتحركون في البداية في أي بلد عربي إسلامي يريد التغيير لما من شأنه كبح الثورة وتغيير المسار الصحيح لها وتسخيرها لمصلحتهم ووفق أرادتهم وإخراجها من التحرك السلمي الى الصراع المسلح والدفع بالأنظمة العميلة للاصطدام والعنف مع أبناء شعوبهم.. ومن ثم تتسرسخ عند الشعوب العربية انه لا يحصل تغيير في أي بلد عربي أو إسلامي إلا على أيدي الأمريكيين وحلفائهم كما حصل في ليبيا وما سيحصل في اليمن ..

عندما ننظر ونتأمل الموقف الأمريكي السعودي المزدوج في تعاطيهم مع الثورة في اليمن .. فتارة يعلنون أنهم مع التغيير وانه بات واقع محتوم وعلى الرئيس صالح أن يتنحى .. وتارة يقحمون البلاد في أتون حرب أهلية .. وفي نفس الوقت يغذون جميع أطراف الصراع ومن ثم تدخل البلاد في صراعات وفوضى خلاقة .. وبعد ذلك يقدموا أنفسهم كمخلصين للشعب اليمني من كابوس هذه الحرب .. وتصبح بعد ذلك البلاد في مهب الريح وتسنح الفرصة لهم أن يحتلوا بلادنا .. ويسيطروا بعد ذلك على مقدراتنا وينهبوا خيرات البلاد والعباد ..

كما أن ربيع الثورات العربية سيعم إنشاء الله كل البلاد العربية .. وسيسقط الطغاة والعملاء والجبابرة الواحد تلوا الأخر ..فمهما تحرك المتآمرون والعملاء للأمريكان لكبح الثورات والصحوة الإسلامية والمحاولة منهم لا انحراف مسار هذه الثورات .. هنا نقول لهم لن تستطيعوا عمل أي شيء مهما كدتم وتأمرتم فان حكمة الله في أرضة أن لكل طاغية وجبار نهاية وخيمة .. وهذه سنة الله في الأرض ومن عليها \"وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون\" ..

alialsied@gmail.com