آخر الاخبار

السلطات المحلية بمحافظة مأرب تمهل أصحاب محطات الغاز غير القانونية 72 ساعة للإغلاق الطوعي اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات الثانوية العامة للعام 2023-2024 قناة الحرة الأمريكية تكشف تزويرا وفبركة قامت بها المليشيات الحوثية استهدفت الرئيس بوتن بمقطع فيديو .. حقيقة علاقات موسكو مع صنعاء احذر منها فورا .. أطعمة تجعلك أكبر سنًا وتسرع الشيخوخة رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص لرئيس بوتن الجهود الروسية لاحتواء التداعيات المدمرة على الاوضاع المعيشية والسلم والامن الدوليين السعودية : رئاسة الحرمين الشريفين جاهزة لاستقبال الحجاج الاتحاد الآسيوي يدعم مقترح فلسطيني بإيقاف إسرائيل دوليا صحيفة أمريكية تكشف أغرب حالات التجسس الصينية على أسرار عسكرية أميركية الزنداني : هجمات الحوثيين لا تضر سوى باليمن واليمنيين وأشقائهم العرب نجم الإتحاد السعودي يغادر النادي نهاية هذا الموسم

في ذكرى رحيل والدي..
بقلم/ هناء ذيبان
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و يوم واحد
الإثنين 15 أغسطس-آب 2011 12:40 ص

أبي.. أيها السامق في قلبي رغم الغياب..يا روحا أحببتها وما كفاني فيها العشق..

أبي.. يا نورا وهبني بعض ضوءه وبعضا من بركاته ..

لا أكتب لك الآن لأبني عوالم من البلاغة والبيان, لا استطيع في مقام الحزن عليك أن أفعل ذلك, فذكراك أكبر من الكلمات واللغة , كل اللغات على اتساعها تضيق بكلمة أبي يا أبي..

كل الحزن أقل من وقع فقدك وسطوة رحيلك..

ليس رثاء متأخر ما أكتبه الآن .. ليس تمجيدا أو بحثا عن أمثالك, بل أكتب سعيا وراء التخلص من صيحات حنين لا تسأم من الفقد في دمي كلما خطرت في بالي..

مرت شهور لم أبكيك فيها, الليلة بكيتك ملء عيني وقلبي, وكأنك غادرتني الليلة, فهل تسلل شبح النسيان لأروقة الذاكرة؟ هل عشش في ضفاف الجرح نبضه, وأورقت على غصن الفقد أوراقه؟هل تجرؤ الذاكرة ألا تتذكرك؟

كنت أظن الافتقاد أصعب في بدايته, لأكتشف بأن ألمه وحرقته ووجعه تتصاعد وتتفاقم بمرور الوقت, إنه أشبه بجرح مفتوح مستعصي على الشفاء..

كم أفتقدك يا بعضا مني, في كل زاوية من حياتي ثمة صوتك , في كل ركن من عمري نبضك , وعلى ضفاف سنواتي شذاك, لا زلت لا أصدق كيف لحضورك الباهر أن يحكمه الغياب الأبدي..!

لقد بت أعي يا والدي أن للحزن درجات ومراحل, وحزني عليك سيظل العمر بأكمله, يشرب والأيام في مجري واحد..

حزن مقيم يجاور قلبي , ينبض بنبضه, يتدفق في الشرايين متزامنا مع أنفاسي..

حزني عليك يا أبي لا ينام .. لا يهادن..لا يهدئ ولا يشيخ ..

كل ذكرياتي معك تأسرني وتقيدني بك, تجذبني مداراتك, تستبيحني, تعتقلني مثل لحظة هاربة من زمن الأوجاع..

ذكراك يا أبي تتوغل في رسم شوقي كنهر جارف يغرقني ..

ذكراك مدينة حزن أشد الرحال إليها كل ليلة, أسكنها وأتجول في شوارعها, وأتقصى أثأر خطاك فيها..

أنت يا والدي عوالم من الدفء, لا تعوضه شمس تحترق, لذا ما عدت أطيق كلمات الرثاء, ولم أعد أملك تعازي أقدمها في محراب اللغة, وهشاشة المعني وأنا أقف على ذكراك , فا أنت يا والدي أكبر من النسيان ,وذكراك أقوى من الحياة, ومن سيل اللحظات, وفيض العمر الخاوي من حضورك..

أبي :

سامحني يا ربيب روحي إذا أوجعتك برسالتي هذه, فأنا احتاج عمرا آخر كي أبكيك, وسأظل عمري أبحث عن حزن يليق بك يا أبي ..

يا لهذا الحزن الذي يغرس مخلبه عميقا في قلبي..هو الموت الذي يعرف كيف يختار فتصبح الخسائر لا تحتمل ويحق للقبر أن يهنأ فقد جاءه خير الرجال..

لك من قلبي الدعوات الطاهرة, بأن تحفك رحمة الله الواسعة ,ويسكنك جنانه ,ويجعل الفردوس الأعلى مثواك..آمين..