صالح مسلسل مكسيكي .. وياما في الجراب ياحاوي
بقلم/ الحسن الجلال
نشر منذ: 13 سنة و 6 أشهر و 13 يوماً
السبت 04 يونيو-حزيران 2011 06:36 م

(الحاوي) عند أشقائنا في مصر أشبه بالساحر إن لم يكن هو الساحر نفسه، ويظهر عادة في الموالد والأعياد الشعبية والدينية أيضاً، وكان لدى (الحاوي) في مصر »جراب« وأظن أن »الجراب« معروف ولمن لا يعرفه فهو أشبه بحقيبة من القماش أو الجلد بلون أسود، وهذا الجراب هو سر الحاوي، ومصدر قوته، فمنه يخرج للناس كل ما هو غريب وغير متوقع، أرانب، ثعابين، طيور، ألعاب، وغيرها كثير، والمدهش أن حجم الجراب لا يوحي أبداً بما فيه من عجائب، ويعتقد الأشقاء في مصر أن ما في الجراب لا ينفد أبداً، ومن هنا نفهم معنى المثل الشعبي في مصر »ياما في الجراب يا حاوي«، أما استخدامات المثل فلا تختص بالحاوي فقط، بل أصبح المثل يستخدم للدلالة على مكر الشخص، أو سعة دهائه، فيما يفاجئ به الآخرين في أمور ظنوا أنهم بلغوا معه نهايتها ولم يعد أمامه من سبيل إلاَّ ما هو واضح لهم جميعاً.

*الحديث عن الحاوي وجرابه السحري مصدره هنا أنه الصورة الوحيدة التي تنطبق على سياسات الرئيس صالح في مواجهة الثورة المندلعة ضده، إذ تثبت سياسته أنه حاوي من الدرجة الأولى، يذكرنا بحاوي زمان قبل تقدم فن السحر والخدع البصرية، فالرئيس يخرج للناس والعالم كل يوم شيء جديداً ومفاجئاً من جرابه الخفي، فمرة أخرج الثعابين، ثم القاعدة، ثم البسطاء المغلوبين على قوتهم، أو بجهلهم، ثم البلاطجة، ثم الصوفي، ثم عبده الجندي، ثم الراعي والبركاني...

وعندما باتت هذه الحيل قديمة وتلاشى تأثيرها أخرج لهم دول مجلس التعاون الخليجي، وكما تقول في اليمن »شغلهم قرعة«، وصياغة المبادرات، والسفر من الرياض إلى صنعاء والعكس ذهاباً وإياباً في كل كلمة وفاصلة، ورغم أنهم ورقة من جرابه السحري، إلاَّ أن الورقة أخذت تتمرد عليه، فاستخدم معها أوراق جديدة من »الجراب« الحزب الحاكم، المظاهرات، ومتاهة الإسم والصفة،

ولا أفهم كيف استطاع المفاوضون من مجلس التعاون تحمل ألاعيبه وحيله طيلة شهرين، وأعتقد أن كل مفاوض منهم طالب مجلس التعاون الخليجي بمكافأة ضخمة لا تقل عن رقم بستة أصفار، نظير ما بذوله ويبذلونه في التفاوض مع الرئيس صالح، وهذا حقهم، وقليل على ما لاقوه من إرهاق وحيل كادت أن تذهب بعقولهم، وتجعلهم نزلاء إحدى المصحات العقلية لولا أن الله سلَّم.

وما إن ظن المفاوضون أنه لا مناص أمام صالح سوى التوقيع وأنه قد استنفد كل ما في جرابه وتنفسوا الصعداء حتى أخرج لهم صالح من جرابه مفاجأة جديدة وهو التوقيع العلني في القصر الجمهوري، المحاصر مما أسماهم جماهير الشعب الرافضة للمبادرة تمسكاً بصالح ونظامه، واعتبر توقيع المعارضة على المبادرة الذي تم بحضور الزياني وسفراء دول عربية وأجنبية توقيع في غرف مغلقة، كيف وما هو تعريفه للغرف المغلقة؟!، سؤال لا إجابة عليه في جراب صالح السحري،

أما المحاصرين للقصر الجمهوري واللجنة الدائمة ممن أسماهم جموع الشعب رغم أنهم لا يتجاوزون المئات، إضافة إلى كونهم عناصر أمنية وعسكرية، فهؤلاء مفاجأة أخرى من مفاجآت جراب صالح.وحتى لو وقع صالح فلن تنتهي مفاجآت جرابه الذي يبدو أنه أكبر جراب الحاوي في العالم.

*السؤال الذي يلح عليَّ الآن هو : إذا كان قادة العالم قد وضعوا أصابعهم العشرة في الشق -كما يقال في مصر- إعترافاً بعجزهم عن الصمود أمام حيل صالح التي خبروها في مائة يوم أو أقل، فكيف هو الحال بهذا الشعب الذي عايش هذه الحيل لما يقارب أربع وثلاثين سنة، ومثلت نهج صالح وفكره في حكم هذا الشعب؟!!.

*أما اخر القصص المحزنة فهي قصة محاولة اغتياله ...فلم نعلم حتى اليوم من وراء هذه القصة...وماذا سيكون رد صالح...وأين هو الان...وهل اصيب فعلاً...وما علاقة قطر واولاد الاحمر...وطارق الاحمر....كل هذه التساولات مازالت بدون حقائق واثبتات...ولكننا مازلنا ننتظر بماذا سيخرج لنا جراب صالح...

*اخيراً

لا شك أن قادة العالم ومعهم الشعب اليمني قادرين على إراحة أنفسهم من تلاعب صالح بهم عبر ترك الأمر برمته، سائلين المولى عز وجل أن يفرغ على هذا الشعب صبراً فوق صبره ، ولكن هل يمكن أن يتحمل هذا الشعب مزيداً من الصبر!!١، مؤكد أن ذلك مستحيل، ولكن جراب صالح لا يؤمن بالمستحيل، فليحفظ الله اليمن من حاويها الذي لن يهدأ له بال حتى يضع اليمن كله في جرابه.. »وياما في الجراب يا حاوي!!!