عم عبدالملك الحوثي يعترف بالوضع الحرج الذي تعيشه قيادات الصف الاول ويحذر من مصير بشار الأسد العالم مدهوشا ... الكشف عن مقبرة جماعية تحوي 100 ألف جثة على الأقل بسوريا دولة عظمى ترسل أسطولاً بحرياً جديداً إلى خليج عدن لحماية سفنها التجارية لوكمان يتربع على عرش الكرة الافريقية أول تحرك عاجل للبنك المركز السوري لكبح انهيار الليرة منظمة الصحة العالمية تعلن للعالم.. الأوضاع شمال قطاع غزة مروعة أردوغان يكشف عن الدولة الوحيدة في العالم التي هزمت داعش على الأرض عاجل إجتماع رفيع المستوى مع سفراء مجموعة بي 3+ 2 وبحضور كافة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي قيمتها 4 ملايين دولار.. ضبط كميات كبيرة من المخدرات كانت في طريقها لمناطق الحوثيين طهران تايمز تحذر الحوثيين .. أنتم الهدف الثاني بعد بشار الأسد
(سقط نظام صالح.. ولم يبق سوى الحوار على كيفية إخراجه)..
هذا ما قاله الشيخ حميد الأحمر أحد قيادات المعارضة في اليمن بالأمس، فلماذا لا زال هناك من يحرض الشباب على الزحف إلى القصر الجمهوري؟ لماذا الذهاب إلى مبنى التلفزيون؟ لماذا استشهد 12 شهيداً بالأمس في ظل وجود اتفاق رسمي بشهادة أطراف دولية مفاده خروج صالح من قصره بعد شهر تماماً بشكل سلمي وسلس؟
لماذا نصر على أن تكون الدماء وسيلة لحل القضايا في اليمن؟
لدينا هدف واضح هو رحيل الرئيس صالح من سدة الحكم، وسنسعى لتحقيق ذلك بالوسائل السلمية محاولين قدر الاستطاعة تجنيب البسطاء في اليمن آلام عملية التغيير وبعيداً عن إراقة الدماء. ومع هذا، هناك أخوة وأخوات أصحاب نوايا صادقة لا نشكك فيها يعتقدون أن التغيير لن يكون إلا معززاً بالقوة معمداً بالدم، وعلى رأس هؤلاء الأخت الكريمة توكل كرمان..!!
بعد إعلان كُلٍ من السلطة والمعارضة قبول المبادرة الخليجية الأخيرة بيوم، نشر الكاتب الصحفي رياض الأحمدي- وهو أحد شباب الثورة المرابطين في الساحة منذ بداية الاعتصام بصنعاء- في صفحته على موقع الفيس بوك الأتي:
(توكل من أمس تشتي تثبت قيادتها للثورة عاملة زحمة كبيرة من أمس. من أجل الزحف. نوافق على الزحف شرط أن يتقدمنا كل من يدعو إلى الزحف).
عندما قرأت كلام الزميل رياض الأحمدي، أحست بألم شديد على ما يحدث من تحريض وتعبئة قد تفشل مبادرة الخليج المبنية على رحيل صالح، واكتفيت يومها باستنكار ما تقوم به توكل من تحريض قد يؤثر على نجاح المبادرة الخليجية وقلت التالي:
(لن أتحمل أمام الله ذنب التحريض للزحف.. لأني أؤمن بأن اليمن غير مصر.. في مصر كان الجيش فقط هو من يحمي مبارك وبشكل صوري فقط لأن الجيش مستقل، بينما يملك صالح جيش يرتبط بالعائلة.. ولديه أنصار يملكون السلاح وليس المطاوي والخناجر والجمال والأحصنة.. بمعنى أن الاحتكاك في هذه الحالة ينذر بمجزرة.. فلا تحاولوا أن تستنسخوا النسخة المصرية في اليمن في هذه النقطة بالتحديد.. حتى لو كنا نراهن على جبن صالح وأنه لن يتجرأ على المواجهة، لكن ستظل هذه الخطوة عبارة عن مغامرة فيها استهانة لحرمة دم المسلمين اليمنيين.. ويجب أن نتأمل في عواقبها كي نجنب البلاد كارثة تاريخية.
صفونا بما شئتم.. رعاديد.. جبناء .. متخاذلين.. أذلاء . المهم كما قلت أعلاه أني لن أتحمل ذنب تحريض من حولي على الزحف.. فالزحف يعني أن أذهب لمواجهة نصف قبيلتي في ميدان السبعين لأجبرهم على قبول قناعتي بالقوة.. الزحف يعني..تبرير العنف وزيادة الضحايا.. وسقوط صفة السلمية عن الثورة .. وفتنة وحرب أهلية.
فالله الله الحكمة يا أبناء اليمن.. يكفي قرعا لطبول العنف، جميعنا يعرف بأن نتائج التحريض وخيمة، ولن نستطيع التحكم بتلك الحشود المعتصمة فيما بعد، فالتحريض يجعل من الحكمة جُبنا، ومن التهور شجاعة..) أنتهى.
اكتفيت بما قلته أعلاه في ذلك اليوم، ولكني اليوم بعد سقوط 12 شهيد وأكثر من 200 جريح، عزمت على كتابة هذا المقال مخاطباً الناشطة الحقوقية المعروفة في اليمن وفي الدول الغربية الأخت توكل كرمان، ومناشداً كل من يؤيد أطروحة الزحف والمواجهة بأن يكفوا عن قرع طبول العنف في اليمن ويكفي دماء مادمنا سنحقق هدفنا بدونها..
نعم يا أخت توكل.. أنت ومن امتهن عملية التحريض على مر الأيام الثلاثة الماضية، شركاء لصالح في قتل هؤلاء الشباب الذين استشهدوا بالأمس بجانب مبنى التلفزيون، لأنك وبامكانياتك تسعين إلى الدفع بالمعتصمين إلى الزحف والمواجهة في حين أن هناك خطوات عملية لاخراج صالح من القصر دون أن تراق قطرة دم واحدة..!
أختي الكريمة توكل.. في الشأن اليمني وفي ظل وجود الانقسام الواضح، يرى بعض المراقبين، بأن الحلول الاحادية الجانب والمفروضة بالقوة لن تكون مناسبة للشأن اليمني، ولذا يجب أن يكون الحل توافقياً كي يرضي الجميع ولا يحس طرف بأنه مغلوب.. بغية سلامة مستقبل اليمن من الفوضى التي سيفتعلها الطرف المهزوم في هذه المعركة والذي أرغم على قبول رؤية الآخر كما هي.. فهلا تأملتي؟
وعن مبدأ التوافق.. أذكر بأنك كنت من أكثر الناس تمسكاً بهذا المبدأ رافضةً إقصاء رأي الآخر..!
سأذكر حادثة ربما تتذكرينها، عندما كنا مجتمعين قبل سنتين في ضيافتك بمقر منظمة صحفيات بلا قيود، وقتها كنت أحد الخمسة المجتمعين أمثّل إحدى المنظمات الحقوقية الخمس.. كان اجتماعنا بهدف عمل لائحة تنظيمية للفريق اليمني للشفافية والنزاهة باليمن في بداية تأسيسه.
يومها اختلفنا حول كيفية اعتماد قرارات الفريق.. هل بالأغلبية أم بالتوافق؟ وحين صوت رؤساء وممثلي أربع منظمات على أن يكون اعتماد قرارات الفريق عن طريق الأغلبية، كنت الوحيدة التي تطالبين بأن يكون اعتماد قرارات الفريق عن طريق التوافق رافضة خيار فرض رأي الأغلبية تماماً وكنت تقولين أن الجميع يجب أن يتفق على قرار معين ولا نفرض على أحد قناعتنا. وقتها أجلنا مناقشة هذه النقطة بسبب تصلبك وتشددك في رأيك..
فلماذا يا أختي أجدك اليوم رافضة للحل التوافقي المتمثل بالمبادرة الخليجية وتحاولين تحريض الشباب على الزحف إلى القصر وإلى المنشئات الحكومية مقللة من قدسية وحرمة دماء المسلمين؟
سأختم بقول أحد الزملاء: أن نصبر شهراً، خير من إراقة دم إمرئ مسلم..!
Hamdan_alaly@hotmail.com