مؤتمر أبعاد للباحثين اليمنيين يوصي بإنشاء شبكة للمساهمة في صناعة القرار السياسي

الأحد 13 مايو 2012 الساعة 08 مساءً / مأرب برس - خاص
عدد القراءات 2301
 
 

أوصى المؤتمر الأول للباحثين الأكاديميين والشباب في ختام يومه الأول بإنشاء شبكة للباحثين اليمنيين بهدف مساعدة الحكومة في وضع رؤى استراتيجية واقعية ومساعدتها في صناعة القرار السياسي.

المؤتمر الذي نظمه مركز أبعاد للدراسات والبحوث وافتتحه وزير الاعلام اليمني علي العمراني ناقش اليوم محاور الحوار الوطني والمحددات الدستورية لبناء الدولة الحديثة ومتطلبات هيكلة المؤسستين العسكرية والأمنية والدور الاقليمي والسيادة الوطنية .

وقال وزير الاعلام في كلمته أمام الباحثين اليمنيين؛ " مؤتمر مركز ابعاد يمهد لمؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي نصت عليه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والذي لن يستثني أحد ويجب أن لا يغيب عنه أحد من الأطراف المعنية في هذا الوطن العزيز الذي أثخن بجراح الاستبداد والاستحواذ الفردي والعائلي والجهوي، الأمر الذي نتج عنه دائما التشرذم والتفرق والضعف".

وأضاف" إننا ونحن على بعد أيام من الاحتفال بذكرى الوحدة المجيدة نؤمن ايمانا راسخا بان لا مستقبل لليمن إلا موحدا ونرى أن الوحدة مثلما كنا نقول ونردد دائما هي قدر ومصير شعبنا لكنها الوحدة القائمة على المساواة التامة والمسيجة بالعدالة الكاملة والانصاف الشامل".

 وقال " لا يستطيع أحد أن يدعي أن العدل كان سائدا فيما مضى لكننا نستطيع أن نشير بوضوح تام إلى مظالم شتى مارسها اشخاص وجهات دون وازع من ضمير أو رادع من سلطان. وعانى من الظلم كثيرون وما الحديث اليوم عن القضية الجنوبية إلا نموذجا وعنوانا لمظالم وتهميش عانى منها كثيرون على مستوى الوطن كله وعبر تاريخه الحديث". واستدرك وزير الاعلام قائلا " إننا ونحن نتناول على بساط البحث كل أنواع المظالم والاختلالات ، فردية كانت أو جماعية أو جهوية بكل الوضوح والشفافية والمسئولية الوطنية فإنا نقترب بحول الله من التخلص النهائي من كل أنواع الضيم وانهاء جميع المظالم وبسط العدل وإتاحة الحقوق لكل الأفراد والجهات والطبقات". وقال العمراني " ومع ذلك فإننا ندرك أن طريقنا إلى بلوغ تلك الغايات النبيلة والمطالب المشروعة ليس معبدا ومفروشا بالورود لكنه مع ذلك ليس بمستوى صعوبات وتحديات ومخاطر تغلب عليها آباؤنا من قبل، ولسنا بأقل منهم قدرة وجدارة ووطنية ومسؤلية تاريخية". وأكد أن آبائنا وأجدادنا حققوا نجاحات كبيرة في المائة عام الماضية، مضيفا" غير أن مسيرة اليمنيية الطويلة نحو اللحاق بركب الأمم تتعثر احيانا، لكنها بعد أن تتعثر تستقيم وتمضي قدما وإلى الأمام". وقال وزير الاعلام " قد يبهر اليمنيون كثيرا من الناس بنجاحاتهم، وقد ينبهر اليمنيون أنفسهم بنجاحات حققوها مثلما حصل عام 1990 حيث بلغت النشوة الوطنية منتهاها، حتى أصيب البعض بغرور كبير وصمت الآذان عن النصح وارتكبت الأخطاء الكبيرة وأقصي كثيرون من أبناء الوطن وزاد الجشع وتحطمت القيم وسكت الناس وتحملوا طويلا على أمل أن يأتي الإصلاح يوما لكنه بعد أن نفذ الصبر وتلاشى الأمل كان لزاما أن تأخذ طلائع المجتمع على عاتقها مهمة المواجهة والتغيير وخوض المخاطر، وبهر شبابنا العالم في صموده وتضحياته من أجل التغيير لكي يعيش الشعب كريما وعزيزا وموحدا. ثم كسب اليمنيون احترام العالم نتيجة ما توصلوا إليه من وفاق حول التغير الذي يمضي قدما". وأضاف" نحن على موعد مقربة من مؤتمر الحوار الوطني الشامل فإننا بحاجة ماسة على إقامة مثل هذه الفعاليات التي تسهم في تسليط الضوء على القضايا والمعضلات التي نعاني منها وتقدم بالتالي الرؤى والمقترحات الصائبة لانجاز مهام المرحلة الانتقالية في ضوء الدراسات والبحوث المعمقة وأنا على ثقة أن الباحثين والمتحاورين في هذا المؤتمر سيقدمون عصارة جهودهم بما يعود بالنفع على اليمن الحبيب الذي نحلم أن نراه بخير ومعافى".

 ودعا وزير الاعلام علي العمراني في ختام كلمته أمام مؤتمر الباحثين اليمنيين كافة منظمات المجتمع المدني إلى القيام بدورها الإيجابي بما يجمع كل اليمنيين ولا يفرقهم، وقال يجب أن يكونوا عونا لجهود القيادة السياسية برئاسة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بما يصلح حال اليمن وأهلها".

من جهته قال عبد السلام محمد رئيس مركز أبعاد المنظم لفعاليات مؤتمر الباحثين الأكاديميين والشباب " إن هذا المؤتمر هو خطوة في الطريق الصحيح الذي سيضع الباحثين اليمنيين في مكانهم الطبيعي مثلهم مثل بقية الباحثين في دول العالم الذين يسهمون برؤاهم الاستراتيجية في صناعة القرارات السياسية لبلدانهم". وطالب رئيس مركز أبعاد من الوزير العمراني أن يوصل مطالب الباحثين لحكومة الوفاق ، وقال " يجب أن يتوقف التهميش للباحثين اليمنيين واعتبارهم شريحة هامة شريكة في رسم السياسات الاستراتيجية لليمن".

وأكد أن مؤتمر الباحثين اليمنيين الأول يسهم في تحديد تحديات اليمن في الفترة الانتقالية ورسم الأولويات لمواجهة تلك التحديات". من جهته قال المدير التنفيذي لمركز أبعاد ورئيس المؤتمر في تصريح صحفي " إن التغطية الاعلامية للمؤتمر متاحة لجميع وسائل الاعلام وأنه خلال الساعات القادمة ستكون وقائع جلساته على قناة أبعاد على اليوتيوب وفي صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي ( فيس بوك وتويتر)، مؤكدا أن المركز ومن خلال نافذة خاصة على موقع على الانترنت سينشر كل تفاصيل الجلسات وأن أوراق العمل المقدمة في اليوم الأول أصبحت متاحة للجميع من خلا ل هذه النافذة.

هذا وقد شارك في ورقة متطلبات هيكلة المؤسستين العسكرية والأمنية كلا من العميد الركن علي ناجي عبيد رئيس مركز البحوث للدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة والعقيد الدكتور محمد عبد الرزاق الأستاذ في أكاديمية الشرطة والعميد المتقاعد محسن خصروف .

 كما شارك في ورقة الدور الاقليمي والسيادة الوطنية كلا من الدكتور فارس السقاف رئيس مركز دراسات المستقبل والدكتور عبد السلام المهندي أستاذ القانون الدولي ومحمد الغابري الباحث في الاستراتيجيات.

 وشارك في ورقة المحددات الدستورية لبناء الدولة الحديثة كلا من المحاميين محمد ناجي علاو وهائل سلام والباحث زايد جابر.

وكانت ورقة الافتتاح حول متطلبات الحوار الوطني قد شهدت نقاشا واسعا وشارك فيها الباحث عبد الهادي العزعزي والباحث عبد الغني الماوري والباحث سعيد ثابت. ومن المقرر أن يستعرض المؤتمر أوراقاً بحثية حول العالة الانتقالية والجماعات المسلحة ودور الشباب ومستقبل الأحزاب والتحديات الاقتصادية في جلسات يومه الثاني الذي سيشارك فيه نخبة من الباحثين بينهم الدكتور اليمني عمر عبد العزيز القادم من الامارات العربية المتحدة للمشاركة.