في تسجيل صوتي خطير، كشف القيادي الحوثي المنشق عبدالرقيب معوضة، عن سلسلة من الفضائح والانحرافات التي قال إنها تُدار بصمت ورضا من قيادات جماعة الحوثي، متهمًا الجماعة بممارسة الفساد،و القمع، والابتزاز الجنسي، وتوظيف شبكات دعارة واغتيالات لإسكات الخصوم والسيطرة على القيادات الداخلية.

وقال القيادي الحوثي المنشق عبدالرقيب معوضة أن حياته أصبحت في خطر ويجب أن يتحرك الى مكان أخر في أسرع وقت ممكن. مشيراً إلى أن هناك أيادي خارج اليمن تساعد المليشيات من النيل ممن يقول كلمة حق.

وجاء حديث معوضة بعد كشفه عن معلومات صادمة حول قيام قيادات حوثية بتجارة الجنس وإدارة شبكات دعارة في صنعاء ومناطق سيطرتها شمال اليمن ونشره معلومات تنشر لاول مرة عن هذه القضايا الغير أخلاقية في اليمن

معوضة أكد أن خروجه عن صمته لم يكن بدافع صحوة ضمير أو انتصار لحقوق الشعب، بل نتيجة حيف تعرض له شخصيًا من قيادات الجماعة، بعد أن مُنع من بيع أرضه الواقعة بجوار مصنع صنعاء للمياه، ومن السفر إلى الخارج. هذا المنع دفعه لكشف ما وصفه بـ"الوجه القذر" للجماعة.

وكشف معوضة عن خلافه العميق مع محمد العماد، مالك قناة الهوية، متهمًا إياه بمحاولة توظيفه منذ عام 2016 للهجوم على قيادات حوثية ومشرفين أمنيين في مناطق حساسة. 

وقال إن العماد كان يزوده بنصوص مكتوبة مسبقًا ليحفظها ويظهر بها على الشاشة، مدعيًا أنه "في حمايته"، وهو ما رفضه معوضة متسائلًا: "من هو محمد العماد حتى أكون في حمايته؟".

ورغم رفعه تقريرًا لجهاز الأمن والمخابرات التابع للجماعة، يحذر فيه من خطورة العماد، إلا أن الجهاز تجاهله تمامًا، وأمره بالعودة إلى منزله دون أي رد.

أخطر ما كشفه معوضة كان تورط قيادات حوثية في فضائح جنسية داخل فنادق مثل "الليالي الحمراء" و"إيجل"، حيث يتم استدراجهم عبر العماد إلى غرف مزودة بكاميرات سرية، وتصويرهم في أوضاع مخلة مع فتيات، بهدف ابتزازهم لاحقًا ومنعهم من التمرد أو رفض الأوامر.

وأكد معوضة أنه حصل على "لابتوب" يحتوي على تسجيلات وفيديوهات لقيادات أمنية ومحافظين ومدراء عموم، تورطوا في هذه الفضائح، مشيرًا إلى أن هذه المواد لم تُنشر حتى الآن، لكنها موجودة بحوزته بعد أن نقلها إلى جهاز آخر عبر مهندس مبرمج.

اعترف معوضة بتقاضيه راتبًا شهريًا يصل إلى 6 ملايين ريال من أموال الزكاة، وقال إنه كان يشعر بالخجل عند دخوله المطاعم الفاخرة بينما الشعب يشحت في الشوارع. 

كما تحدث عن تسلط مشرفي الجماعة على المواطنين في المربعات الأمنية، وذكرهم بماضيهم حين كانوا مستضعفين، قائلاً: "اليوم لما انتصرتم أصبحتم أخبث من النظام السابق".

كما اتهم معوضة محمد العماد بقيادة شبكة اغتيالات إلى جانب شبكة الدعارة، وقال إنه انسحب تدريجيًا من الظهور الإعلامي خوفًا على حياته، مضيفًا: "ما أردت أن أوسخ سمعتي أو أحدًا يقتلني في سوق قات أو من على دارجة نارية".

وفي ختام التسجيل، وجّه معوضة رسالة مباشرة إلى زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، محمله مسؤولية التعذيب والانتهاكات في السجون السرية، قائلاً: "أنت مسؤول أمام الله ورسوله، لأن هؤلاء يُضربوا تحت قيادتك، ويُقال لهم إنها أوامرك".

وأضاف: "تبرأت إلى الله منك ومن جماعتك، وما تعملوه اليوم إجرام… لا ترفع لي أصبعك وتقول مرتزقة وخونة، ما في يمني خائن، الخونة معروفين وخرجوا في 2014 و2015".