التحالف يُعلن اكتمال تجهيزات الحسم لفرض الاستسلام عسكريا و10 ألف مقاتل ينتظرون اشارة البدء لتحرير صنعاء والحوثي يدرك الخطر ويستنفر انصاره

الجمعة 24 يونيو-حزيران 2016 الساعة 02 صباحاً / مأرب برس - تقرير خاص
عدد القراءات 20209

في ظل المعمعة الحاصلة في الكويت وانسداد افق مشاورات السلام اليمنية، وتعنت وفد الانقلابيين ورفضه لخارطة الطريق الاممية، وقيام سلطاتهم في صنعاء بتحريك كتائب عسكرية باتجاه الجنوب واقترابهم من قاعدة العند الجوية، وصل امس الأول الى محافظة مأرب (العاصمة الفعلية لقوات الشرعية)، نائب قائد القوات البرية السعودية الأمير فهد بن تركى بن عبدالعزيز.

وعقد الأمير تركى اجتماعا مع رئيس هيئة الاركان اللواء محمد المقدشي وقائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء عبد الرب الشدادي وقائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء أمين الوائلي وقادة التحالف العربي في جبهة مأرب، حيث ناقشوا المستجدات العسكرية والأوضاع الميدانية في المرحلة الحالية.

مراقبون تحدثوا لـ"مأرب برس"، وأكدوا ان زيارة الوفد السعودي الرفيع الى محافظة مأرب تشير الى ان عملية عسكرية حاسمة تم الاعداد لها وباتت جاهزة لإنهاء انقلاب الحوثيين وتحرير العاصمة صنعاء من مسلحيهم تمهيدا لعودة السلطات الشرعية المعترفة بها دوليا والمتمثلة في الريس عبد ربه منصور هادي وحكومة احمد عبيد بن دغر، خصوصا في ظل انسداد افق الحوار في الكويت وتعنت وفد الانقلابيين، وان هذه الزيارة بمثابة اعلان اكتمال تجهيزات الحسم لفرض الاستسلام بالقوة العسكرية وطرد الحوثيين من صنعاء ".

تحرير صنعاء

وكان نائب قائد القوات الإماراتية المشاركة ضمن عمليات التحالف في اليمن، العقيد " أحمد الزعابي"، قد أكد خلال لقاء مع قوات الجيش الوطني في مأرب، تمسك قوات التحالف العربي بوحدة اليمن واقتراب موعد دخول العاصمة صنعاء وهزيمة المليشيات الحوثية.

وقال في كلمة له "نحن هنا اليوم من أجل الطلب منكم بالنظر إلى المستقبل، وننظر بما يهدد محافظة مأرب والمناطق المجاورة، ونحررها، حتى الوصول إلى صنعاء حتى تحرير كل بقاع الوطن، وليس لنا فضل عليكم والفضل لكم أنتم، لبقاء وحدة اليمن، وشعب اليمن".

وتنتظر المقاومة الشعبية في صنعاء التي يربو عددها عن 10 آلاف مقاتل٬ الأوامر من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي٬ لتنفيذ المرحلة الثانية من عملية تحرير صنعاء٬ بعد السيطرة على جبهة نهم بدعم من الجيش وقوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية.

وقالت مصادر عسكرية إن الجيش والمقاومة الشعبية أصبحا على أهبة الاستعداد للتحرك باتجاه المدينة مباشرة٬ وستقوم فور تلقي الأوامر بتحريك القطع العسكرية والآليات على تطويق المدينة٬ في حين ستقوم قوة متخصصة باقتحام مركز المدينة للحافظة على مؤسسات الدولة.

ويبدو أن العملية أصبحت وشيكة٬ على حّد قول المصدر٬ الذي قال إن تعنت الانقلابيين في إتمام العملية السلمية في الكويت والوصول إلى حل مبني على القرار 2216 . وخرقهم الدائم للهدنة وقتل المدنيين بشكل مباشر٬ سيعجل بعملية اقتحام العاصمة اليمنية «صنعاء» لتحريرها من قبضة الميليشيا.

خيارات التحالف وفشل المشاورات

في ذات السياق أفاد المحلل السياسي اليمني ورئيس‏ ‏مركز أبعاد للدراسات والبحوث ‏عبد السلام محمد بأنه ليس أمام التحالف العربي بقيادة السعودية إلا خيارين، وهما أما سلام وفق القرار الدولي وإنهاء الانقلاب، أو فرض الاستسلام بالقوة العسكرية.

وأكد عبد السلام في حديث لـ"مأرب برس"، ان مؤشرات الفشل في مشاورات الكويت سيجعل من التحالف العربي والشرعية يعمل على تفعيل خيار العمل العسكري". وأضاف: "ويبدو أن طريقة سحب الأرض من تحت الانقلابيين بالقوة مجدية أكثر من مفاوضات غير مجدية تم استغلالها للتمدد وفتح جبهات جديدة وإهدار أموال الدولة ".

الصحفي والمحلل السياسي فهد سلطان قال في حديث لـ"مأرب برس"، :"مشاورات الكويت هو فرصة اخيرة وضعتها الامم المتحدة امام الفرقاء اليمنين للوصول الى حل سياسي وسق للحوثين ان طلبوا من الامم المتحدة التدخل واستعدادهم لتطبيق قرار مجلس الامن والعودة الى الحل السياسي".

واستدرك سلطان قائلا: "غير ان مجريات الحور قالت شيء اخر، وبالتالي العودة الى الحسم العسكري هو خيار طبيعي ولا يمكن للتحالف ابقاء اليمن منطقة غير امنه على حدود المملكة من الجنوب، اضافة الى ان الوضع الانساني يتفاقم الحوثيين لا يلقون بالا بذلك وهو ما يجعل خيار الحسم خيار طبيعي".

وأضاف: "وسبق لولي العهد الامير محم بن نايف ان اشار الى انه في حال الفشل فالتحالف جاهز لأي خيار"، مشيرا الى انه كان هناك فرصة امام الانقلابيين ولا اعتقد انهم سيستفيدوا من ذلك بسبب ان ايران هي المسير لقرارهم، حسب قوله.

بدوره أكد ناطق المقاومة الشعبية بمحافظة الجوف عبد الله الاشرف ان "زيارة امراء الامارات والسعودية إلى مأرب رسالة للانقلابيين بالرحيل من صنعاء وان تجهيزات الحسم قد اكتملت ".

جاهزية المقاومة

وقال عبد الكريم ثعيل٬ عضو المجلس الأعلى لمقاومة صنعاء ان المقاومة تنتظر الإشارة للتحرك بشكل أكبر والتقدم نحو المدينة بشكل كبير٬ خاصة أن الإعداد والترتيب بدأ للمرحلة النهائية من عملية تحرير صنعاء٬ من قبل أفراد المقاومة الشعبية الذين يزيد تعدادهم على 10 آلاف شخص٬ لافتا إلى أن قوات التحالف العربي كان لها دور في وقف هذه التجاوزات والخروقات باستهداف الآليات العسكرية الثقيلة في مديرية نهم بمحافظة صنعاء بعدة طلعات جوية.

وقال عضو المجلس الأعلى لمقاومة صنعاء إن زيارة قائد قوات العمليات الخاصة السعودية الأمير فهد بن تركي إلى محافظة مأرب وعقده اجتماعا مشتركا مع رئيس الأركان اللواء الركن محمد المقدشي لمناقشة المستجدات العسكرية٬ كان له انعكاس إيجابي على الميدان ورفع معنويات المقاتلين٬ ودعمهم في المواجهات المقبلة.

وتطرق عبد الكريم إلى التنسيق الكامل مع قوات الجيش الوطني من خلال القاعدة العسكرية المشتركة في جبهة نهم٬ إضافة إلى إدراج المؤهلين من المقاتلين في صفوف المقاومة للجيش٬ إذ قال إنه يجري باستمرار تأهيل المقاومة وضمهم في ألوية جديدة في الجيش٬ وضم المؤهلين في لواء لدمجهم في الجيش الوطني وفقا لقرارات وتوجيهات سابقة لرئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي.

الحوثي يدرك الخطر

رئيس المكتب السياسي لجماعة الحوثي صالح الصماد، قال "أن السعودية تعد لشن حملة عسكرية واسعة، وإن هناك حشودا وتعزيزات عسكرية، على مدار الساعة، تصل جبهات القتال قادمة من السعودية، ما يفسر أن "العدوان" يستعد لعمل عسكري كبير".

وعبر المسؤول الحوثي، على هامش لقاء موسع لقوى وأحزاب موالية لهم في صنعاء، عن استعداد جماعته، مع كل القوى الحليفة لها، لمواجهة أي تصعيد عسكري قد يتورط فيه النظام السعودي، في ظل احتمالات فشل المحادثات في الكويت، مهددا السعودية بنقل المعركة إلى خارج حدود مناطق الصراع في اليمن في حال صعدت عسكريا ضدها.

من جانبه قال زعيم الحوثيين إنه بقدر استعدادهم للسلام، فإنهم بالمقابل مستعدون للمواجهة التي عبر عن "جهوزية أتباعه لذلك في حال استمرت الحرب". وخاطب دول التحالف العربي بقيادة السعودية، قائلا: خير لكم وقف العدوان، فنحن مظلومون"، مؤكدا أن الاستمرار في الجرائم له عاقبة سيئة". على حد قوله.

وأشار الحوثي في خطاب متلفز، بثته فضائية "المسيرة" المملوكة لجماعته، الخميس، بمناسبة ذكرى استشهاد علي بن أبي طالب، إلى أن الحلول ممكنة، ولذلك قدم وفدهم المفاوض في الكويت الكثير من المخارج والتنازلات". داعيا إلى الحذر واليقظة، والتوجه إلى جبهات القتال".