تقرير بالتفاصيل ومستجدات الاوضاع على الحدود اليمنية - السعودية

الثلاثاء 21 إبريل-نيسان 2015 الساعة 08 صباحاً / مأرب برس - الشرق الاوسط
عدد القراءات 9623

على بعد نحو 100 كيلومتر مربع من مدينة جازان جنوب السعودية، وتحديدا في قرية الخوبة، استهدفت القوات البرية السعودية أمس، أهدافا متحركة تابعة لميليشيا الحوثي، وذلك في إجراء لصد هجوم على الحدود السعودية.

وكان اللواء منصور التركي المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية السعودية أعلن عن «استشهاد» أحد أفراد حرس الحدود أول من أمس، وإصابة اثنين من القوات البرية بمركز السد بمنطقة نجران، بعد تعرضهم لإطلاق نار كثيف من الجانب اليمني.

وصرح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية بأنه «عند الساعة الحادية عشرة من مساء يوم الأحد الموافق 30 - 6 - 1436هـ وأثناء أداء رجال حرس الحدود وزملائهم بالقوات البرية مهامهم في نقطة أمن رقابة (عدم) المتقدمة بمركز السد بمنطقة نجران، تعرضوا لإطلاق نار كثيف وقذائف هاون من داخل الحدود اليمنية، ما اقتضى الرد على مصدر النيران بالمثل، والسيطرة على الموقف. وقد نتج عن تبادل إطلاق النار (استشهاد) الجندي أول صالح مانع محمد المحامض من رجال حرس الحدود، تغمده الله بواسع رحمته وتقبله في الشهداء، وإصابة اثنين آخرين من القوات البرية وحرس الحدود، حيث تم نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم».

وقذفت راجمات صواريخ عدة قذائف بعد اكتشاف القوات البرية مجاميع مسلحة تابعة لميليشيا الحوثي، واستخدام مثل هذه التكتيكات العسكرية بشكل مستمر وعلى وجه السرعة يمنع تلك المجاميع من التقدم بشكل فعال.

وفي تلك القرية الصغيرة التي نزح أهلها عنها قبل 6 أعوام بسبب استهداف ميليشيات الحوثي لهم، وقفت «الشرق الأوسط» على الشريط الحدودي الرابط بين السعودية واليمن، وسط روح معنوية عالية من قبل رجال القوات السعودية البرية، وقوات حرس الحدود.

وبدا اللواء ركن مرعي الشهراني، قائد قوات جازان، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» على أعلى درجات الاستعداد للتصدي لأي هجوم تنفذه ميليشيا الحوثي، وهو ما جرى خلال إدلائه بهذا التصريح، عبر استهداف موقع متحرك تابع لتلك الجماعة المتطرفة.

وأوضح اللواء الشهراني أن النقاط الأمنية التي وضعتها القوات السعودية البرية تمكن من رصد أي تحرك يجري على الحدود، فضلا عن تمكن القناصة من استهداف تحرك أي ميليشيات على مدى أكثر من 5 كيلومترات مربعة.

ولفت الشهراني إلى أن عناصر القوات البرية تتعامل أيضا مع الأهداف المتحركة على أبعد مستوى بواسطة الأسلحة. وجدد التأكيد على أن القوات السعودية البرية لن تسمح بأن يتقدم العدو من الحد الدولي، مفيدا بأن القوات السعودية استهدفت بعض المجاميع التي تقدمت إلى الحدود السعودية؛ وذلك بعد أن تلقت تأكيدات بتحركات مشبوهة.

ووقفت «الشرق الأوسط» على الحدود السعودية مع اليمن وتحديدا في جبل الدخان بقرية الخوبة التي شهدت مواجهات بين قوات السعودية وميليشيا الحوثي عام 2009.

وتحولت القرية إلى ثكنة عسكرية تابعة للقوات السعودية البرية، ولا يزال حجم الدمار الذي خلفته ميليشيات الحوثيين ظاهرا في تلك القرية، والتي اتبعت تكتيك الاختباء في منازل المدنيين.

وبالعودة إلى قائد القوات البرية في جازان، أبان أن النقاط الموجودة في كامل مسرح العمليات مختارة بعناية للمراقبة والرصد وملاحظة أي تقدم للميليشيات، وأن الرقابة تتم بالتعاون مع حرس الحدود.

وأوضح قائد القوات البرية بجازان أن تكتيك القوات البرية هو التعامل مع العدو من أبعد مدى له، وعدم السماح له بالتقدم، مؤكدا أن أعداد المتسليين اليمنيين المخالفين قلت مع بدء عمليات عاصفة الحزم.

وأكد اللواء الشهراني أن الوضع على الشريط الحدودي في جازان آمن، ولا توجد اشتباكات مباشرة بالقرب من الحدود، لافتا إلى أن غالبية سكان القرى اليمنية نزحت للداخل اليمني.

وجدد التأكيد على أن القوات السعودية لا تستهدف المدنيين، وتعمل على استهداف المجاميع القتالية، وأنه لم يتجاوز أي جندي عسكري الحدود السعودية، وأن قطاع جازان لم يشهد «استشهادا» لأي من أفراده.

وبيّن اللواء مرعي الشهراني أن المدفعيات وراجمات الصواريخ تستهدف أي تجمعات لميليشيات الحوثي أو عربات مسلحة أو مستودعات ذخيرة على مدار 5 كيلومترات، وأن طائرات التحالف تقوم بطلعات جوية لاستكشاف تلك المواقع، مؤكدا أن موقف القوات البرية «دفاعي».

وتجولت «الشرق الأوسط» أمس على الحد الجنوبي للاطلاع على آخر العمليات العسكرية، وبدت الحدود مستقرة إلى حد كبير بوجود غطاء آلي وبشري كبير.

 وشدد العقيد ركن إبراهيم أبكر شراحيلي، قائد حرس الحدود في منطقة الدائر على الحدود السعودية – اليمنية، على أنهم يواصلون عملهم بإتقان على الحدود، وأن المراقبة مستمرة للحدود السعودية، مبينا أنهم يتصدون «لأي محاولة اختراق من قبل العدو الخارج على الشرعية في اليمن الشقيق».

التحركات الحوثية تواجهها القوات البرية بقصف متواصل بالراجمات والمدفعية، وهو ما أدى إلى تهالك المتمردين، ليتحولوا إلى أسلوب المجموعات الصغيرة التي تتحرك بين فترة وأخرى على الحدود اليمنية ليشكلوا أهدافا سهلة للقوات السعودية.

وتعتمد القوات السعودية وقوات حرس الحدود على معلومات تقنية وأخرى بشرية لمعرفة تحركات المتمردين الحوثيين، ونجحت القوات السعودية في الأيام الماضية في الوصول إلى كثير من المخابئ والخنادق التي يوجد بها المتمردون، وقال قائد حرس الحدود في قطاع الدائر على الحدود السعودية اليمنية إن «المعلومات تجمع من كل المصادر والجهات ونفرزها، ونحن نحرص على الحصول على المعلومات الدقيقة عن تحركات المعتدين بالقرب من الحدود، ونمرر المعلومات إلى الزملاء المختصين لتحليل المعلومات والتأكد من نوعية الهدف للتعامل معه بالطريقة المناسبة والسلاح المناسب».

وقبضت القوات السعودية أمس على أحد المتسللين بمتابعة «الشرق الأوسط»، وعلق قائد حرس الحدود بقطاع الدائر بقوله: «هناك ثلاثة أنواع من المتسللين على الحدود، أولهم المتسلل الأعزل سواء من اليمنيين أو من أفريقيا، وهذا النوع عادة لا يكون لديه شيء، والنوع الثاني هم المتسللون المهربون سواء لأسلحة أو مخدرات، ويُتعامل مع مثل هؤلاء بآلية معينة. أما النوع الثالث والأخير فهم المتسللون المسلحون، وهم المعنيون بعملية (عاصفة الحزم)، ونحن نتعامل معهم بالطرق العسكرية الخاصة في الحرب، لا سيما أن التنسيق متواصل مع بقية زملائنا في القوات السعودية الأخرى».

وشاهدت «الشرق الأوسط» الكاميرات الحرارية التي تستخدمها القوات السعودية لمتابعة تحركات المتمردين الحوثيين على الحدود اليمنية، وأكد الضابط المسؤول عنها أنه «لم تُسجَّل أي خروقات على الحدود، والتجهيزات على أعلى مستوى خاصة في ما يتعلق بالتقنية الحديثة، وفي مقدمتها الكاميرات الحرارية التي لها قدرة كبيرة على كشف التحركات قبل الحدود السعودية»، مضيفا: «روحنا المعنوية عالية، ولدينا خبرة جيدة اكتسبناها من العمل الميداني، والأمور تسير على ما يرام».