اليمنيون يقهرون قهرهم بالنكتة السياسيّة

السبت 29 نوفمبر-تشرين الثاني 2014 الساعة 08 صباحاً / مأرب برس -العربي الجديد - جابر الغزير
عدد القراءات 2917
  

يبتسمون في ذروة الإحباط واليأس. يضحكون ملء أرواحهم المنكسرة. يسخرون في غمرة الهزيمة. مفارقة صنعتها النكتة السياسية لدى اليمنيين، هروباً من واقعهم الصعب، وسلاح لفظي لمواجهة الكآبة اليومية، و"محاولة قهر القهر"، كما يصفها سيغموند فرويد.

لا يمر حدث، هنا، من دون أن يلاقي سيلاً من الانتقادات الساخرة. وما إن ينشر أحدهم نكتة سياسية على صفحته، في أي من مواقع التواصل الاجتماعي، حتى يتناقلها كثيرون. ويعيدون نشرها عشرات المرات، على سبيل محاكمات هزلية ينصبونها لوخز الضمير الرسمي اللامبالي تجاه مسؤوليته في هذا البلد!

يحدث أن تدخل في نوبة هستيرية من الضحك المتواصل عند قراءتك نكاتاً سياسية، غاية في الإبداع والذكاء، وتشمل مختلف الأحداث والقضايا والشخصيات السياسية، وتكشف حاجة هذا الشعب لقليل من السعادة والبسمة.

كثيرون من فناني الرسم والكاريكاتير، والكتّاب، والشعراء، وناشطو الشبكات الاجتماعية يسهمون في صناعة النكتة السياسية. في الصحف، المواقع الإلكترونية، تويتر، فيسبوك، وحتى في جدران الشوارع. وتحظى بالعديد من التعليقات والتداولات الساخرة في الواقع أيضاً.

نماذج لنكات سياسية:

1- شخص يسأل صاحبه عن الوضع في اليمن؟

رد عليه: مثل صلاة الجمعة في السجن المركزي، الخطيب قاتل، والمؤذن قاطع طريق، والمصلون لصوص.

2- شخص يسأل أباه: مَن هم الذي يتقاتلون في صنعاء هذي الأيام يا أبتاه؟

الأب: أنصار الشريعة وأنصار الله يا ابني.

الابن: وإحنا أنصار مَن يا أبتاه؟

الأب: احنا مش من الأنصار، إحنا من المهاجرين! هيا نرجع لنا تعز. قاهي لهم وللجن.

3- مواطن يتصل بالرئيس هادي: جماعة الحوثي المسلحة أخذت الحديدة، وذمار، وإب، وتعز، والاتفاق كان صنعاء فقط.

رد الرئيس: كان عرضاً خاصاً، تأخذ صنعاء وتحصل على بقية المحافظات مجاناً.

4- نشرة الاخبار لسنة 2050:

الصومال تصدّر القمح. ليبيا تفوز بكأس العالم على حساب البرازيل. قتيل في غارة فلسطينية جديدة على إسرائيل. القبض على 50 شاب إيطالي حاولوا التسلل إلى مصر. أميركا تطلب معونة كوريا الشمالية لسد احتياجتها الغذائية. فرنسا تشتري من الإمارات سبع طائرات. استراليا تطلب كمية قمح من لبنان. وأخيراً.. متظاهرون في اليمن يطالبون بدولة مدنية وترحيل مسؤولين فاسدين...؟

5- يُقال إن حوثيّاً تزوج بإرهابية..

"خلّفوا" خلال سنوات قليلة عشرات القتلى والجرحى.

ليس على سبيل الترف مثل هذه النكات، وإنما هي تجسيد للمثل العربي: "شرّ البلية ما يضحك"، هكذا ستظل النكتة أداة اليمنيين للتعبير عن رفض واقعهم، وملاذهم الأخير.