الكابوس الذي نغّص حلم الجنوبيين في الإنفصال

الأربعاء 19 نوفمبر-تشرين الثاني 2014 الساعة 06 مساءً / مارب برس - صنعاء
عدد القراءات 6036
 
 

طلاق الشمال لا رجعة فيه بالنسبة للعديد من الجنوبيين الراغبين في العودة لحقبة ما قبل الوحدة. لكن العنف وغياب مقومات الدولة وتدمير المؤسسات الحيوية عوامل تحوّل حلم الانفصال إلى كابوس وتجعل عدن تعوّل على دعم الخارج في كل المجالات.

ارتفعت الأصوات المطالبة بانفصال جنوب اليمن عن شماله واستعادة الدولة التي كانت قائمة قبل عام 1990، واعتبر سياسيون أن الفرصة مواتية للاستقلال في ظل ما تشهده البلاد من فوضى.

ومع اعتقادهم أن مقومات الدولة في الجنوب قد تم تدميرها بشكل ممنهج بعد حرب صيف 1994، فإن ثلة من السياسيين والمحللين ترى أن ذلك لن يحول دون إقامة دولة مستقلة إن وجدت النية الصادقة والقيادة الموحدة والدعم الإقليمي والدولي، وفق تصورهم.

وقال الناطق الرسمي لاعتصام أبناء الجنوب في عدن ردفان الدبيس إن مقومات الدولة غير متوفرة حاليًّا بعد أن دمرت المؤسسات العسكرية والمدنية، على حد قوله.

لكنه قال إن الجنوبيين يأملون إقامة دولة بالتعاون مع البلدان التي تريد الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأوضح الدبيس أن تصريحات بعض الجنوبيين بشأن وجود مقومات الدولة تأتي جراء مشاهدتهم لما يحدث في صنعاء وما يقوم به الحوثيون هناك من "سلب ونهب وتدمير"، مما جعلهم يرون أن الجنوب يشكل حالة أفضل نسبيًّا مقارنة بالوضع في الشمال.

دعم ومساندة

وقال إن إعادة الكوادر الجنوبية المؤهلة لبناء المؤسسات من جديد يتطلب إمكانيات كبيرة ودعما ومساندة من الدول الشقيقة والصديقة.

بدوره يرى الكاتب والمحلل السياسي منصور صالح أن مقومات الدولة -وإن بدت غير متوفرة في الوقت الحالي- يمكن وجودها في المستقبل إذا ما تمكن الجنوبيون من فك ارتباطهم بالشمال.

وقال إن لدى الجنوبيين إرثا إيجابيا مع الدولة ويمتلكون خبرات ستمكنهم من بناء وطن مستقل قابل للحياة والتطور. وأضاف أن فروع الوزارات المختلفة في عدن يمكن أن تتحول بسلاسة إلى وزارات مركزية.

لكنه لفت إلى وجود محاذير تكمن في التحديات الأمنية ومخاطر الانزلاق في العنف، وتمكن الجماعات المتشددة من إيجاد ملاذ لها في الجنوب مستغلة الفراغ الأمني.

ووفق صالح، فإن تفادي هذه المخاطر يتطلب تشكيل قوات شعبية يقودها قادة عسكريون من المسرحين من أعمالهم قسرًا، إضافة لمساهمة الوحدات الجنوبية الموجودة حاليًّا في إطار الجيش اليمني إذ يمكن نشرها على الحدود وفي مناطق التوتر، على أن يوكل تأمين عدن والمحافظات المستقرة للشرطة المحلية.

واعتبر أن العالم لن يسمح بفشل الدولة في هذه المنطقة الحساسة لما لذلك من مخاطر على الأمن والاستقرار الدوليين.

صرف المرتبات

وعول صالح على الدعم الخارجي في تغطية الاحتياجات العاجلة لهذه الدولة ومساعدتها في الإيفاء بالتزاماتها وصرف مرتبات موظفيها.

أما رئيس تحرير صحيفة عدن الغد فتحي بن لزرق فيرى أن الحديث عن مقومات الدولة في الجنوب مجرد تسطيح للواقع لأن هذه المقومات غير متوفرة في اليمن بشكل عام.

وقال للجزيرة نت إن الجنوبيين لن يستطيعوا إقامة دولتهم دون دعم القوى الإقليمية والدولية التي يجب عليها الوقوف إلى جانبهم لكي ﻻ تتحول دولتهم إلى منطقة تهدد أمن واستقرار العالم، وفق تقديره.

يشار إلى أن الدولة الجنوبية السابقة كانت تمتلك نظاما إداريا وجيشا، وبحسب بعض التقارير الاقتصادية يمتلك الجنوب أكثر من 60% من مجمل الثروة في اليمن.

وتغطي عائدات النفط الخام المستخرجة من محافظتي حضرموت وشبوة الجنوبيتين نحو 70% من الموازنة العامة للدولة، و63% من إجمالي صادرات البلاد، و30% من الناتج المحلي الإجمالي.

وإلى جانب النفط والغاز والسمك والزراعة، يمتلك الجنوب ثروات معدنية بينها الذهب.

 المصدر: الجزيرة نت