مُحرِك العرائس الماكر في اليمن .. من أحضان القاعدة إلى أحضان الحوثيين

الثلاثاء 31 مارس - آذار 2015 الساعة 04 مساءً / مأرب برس - صنعاء
عدد القراءات 2437

 

 

"محرك العرائس الماكر في اليمن" .. هكذا وصفت مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح فيما يتعلق بدوره الحالي في الصراع الداخلي وموالاته للمتمردين الحوثيين ودعمه لهم فضلا عن إبرامه اتفاق قبل التنازل عن السلطة مع تنظيم القاعدة.

وتشير المجلة في سياق تقرير لها أن صالح لن يتأثر بموجات الاحتجاجات المعروفة باسم "الربيع العربي" في 2011 فحكام مصر وتونس وليبيا تمت الإطاحة بهم من سدة الحكم فمنهم من سُجِن (حسني مبارك) ومنهم من هرب (زين العابدين بن علي) ومنهم من قتِل (معمر القذافي).

وإلى نص التقرير:

صالح، والذي تمت الإطاحة به في أعقاب ثورات الربيع العربي، ظهر مرة أخرى الرجل الأكثر تأثيرا في اليمن لاسيما بعد اشتداد الصراع السبت الماضي وسيطرة قوات المتمردين الحوثيين على مدينة عدن التي تعد مرفأ حيويا.

وفي غضون ذلك، شنت التحالف، الذي تقوده السعودية، غارات جوية على معاقل الحوثيين في محاولة لدحر التنظيم الذي يسيطر حاليا على أغلب المناطق في اليمن، ومنذ أن أطاح الحوثيون بالرئيس عبدربه منصور عادي في فبراير الماضي، أصبحت اليمن ساحة للحرب بالوكالة بين السعودية القوة السنية الأكبر في الشرق الأوسط والقوة الشيعية إيران.

طهران قدمت دعما لوجيستيا وماديا كبيرا للحوثيين، تلك الجماعة التي أثارت الرياض و 9 دول أخرى للتدخل في اليمن لكن الصراع في ذلك البلد أيضا أظهر أن المصدر المحرك لذلك الصراع هو صالح.

صالح (73 عاما)، حكم اليمن طيلة 3 عقود حتى دفعته احتجاجات الربيع العربي على التنازل عن الحكم في 2011، لكن على عكس نظرائه اﻵخرين في تونس ومصر وليبيا، فهو الوحيد الذي نجح في التنازل عن الحكم مقابل الحصانة، ثم نجح بعد ذلك في إبرام اتفاق بالنظر إلى تاريخه، غير مدهش.

فخلال فترة حكمه كرئيس لليمن، والتي شبهها بأنها مثل "الرقص على رؤوس الأفاعي"، سمح للجيش الأمريكي بشن غارات جوية للطائرات دون طيار ضد معاقل القاعدة، وفي الوقت نفسه ترك السيطرة لمحافظة بأكملها للتنظيم الإرهابي، وخلال فترة حكمه أيضا شن حملة ضد التمرد الحوثي.

لكن ومنذ الإطاحة به من سدة الحكم، ظهر صالح وكأنه بطل الحوثيين بل وأن القوات الموالية له ساعدت الحوثيين في حملتهم الكاسحة في شتى أنحاء البلاد، ثم خرج ليلقي كلمة يدعو خلالها لهدنة، مقللا من الضربات الجوية التي تقودها السعودية.

وعلى الرغم أن صالح وعد اليمنيين أنه لن يكون رئيسا مرة أخرى وطالب بإجراء انتخابات لاختيار رئيس جديد، لكن انتزاعه للسلطة "خلف الكواليس"، ويساعد على ذلك زواج المصلحة مع الحوثيين، يترك القليل من الشك أنه يحتفظ بالسيطرة الفعلية على المشهد في البلاد قدر المستطاع.

وبعد أربع سنوات على بداية احتجاجات الربيع العربي التي خلقت أملا في مستقبل أفضل للبلاد، تؤكد عودة صالح بما لايدع مجالا للشك أنه فاز في خضم ذلك الصراع.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن