الحراك .. أبشع .. وأفظع
معاذ الخميسي
معاذ الخميسي

> ماذا يريدون .. إشاعة الخوف وإقلاق الآمنين وترويع المسافرين .. والعودة إلى ما قبل الثاني والعشرين من مايو .. إلى التصفيات الدموية.. والصراعات والاقتتالات .. والمقابر الجماعية بالبطاقة الشخصية.

> ماذا هم فاعلون .. إزهاق الأرواح وقتل الأبرياء .. والعبث بالدماء .. والسير باتجاه إثارة الفوضى والتخريب وإقلاق الأمن والسكينة.

> كل ذلك .. وأكثر منه.. وضعوه في مخططاتهم وأهدافهم التي يرسمها أولئك السفاحون والخائنون لوطنهم ووحدتهم ممن عاشوا وتعايشوا على الإجرام بأدق تفاصيله .. وانكشفوا ذات يوم بأهدافهم الانفصالية .. وعندما واجههم الشعب هربوا بخيرات الوطن وثرواته .. وها هم يطلون من جديد ليوزعوا الأدوار والمهام من على طاولة المراقص الأوروبية وفي الحفلات الليلية الساهرة الماجنة.

> وها هم يقعون في شر أعمالهم .. وينكشفون من جديد بنياتهم الإجرامية .. وقلوبهم السوداء .. وأفعالهم التي تقشعر لها الأبدان .. ولا يقبلها دين ولا شرع ولا عُرف ولا ضمير.

> بالأمس القريب وكّلوا من يقوم بالجريمة البشعة في حبيل جبر وأزهقت يومها أرواح ثلاثة أبرياء كل ذنبهم أن آلة الموت التي ظهرت في أحداث يناير الدامي من العام 1986م تريد أن تعود لممارسة التصفيات بالبطاقة الشخصية وبالمنطقة .. فذهبوا شهداء وضحايا دعاة الانفصال والفُرقة والتشتت وعشاق الدماء والاجرام.

> وأمس الأول .. كانت الجريمة الأبشع تحكيهم بوضوح .. وتشرح تفاصيلهم .. وسوداوية قلوبهم .. جبروت أفعالهم .. ظلامية ضمائرهم .. موت أحاسيسهم .. بشاعة مخططاتهم.

> في العيد الأكبر .. في فرحة المسلمين العظمى .. أرادوا أن يوصلوا رسالتهم النتنة .. أن يقولوا للعالم .. نحن القتلة .. السفاحون .. الظلاميون .. الانفصاليون .. ما زال فينا عرق ينبض .. وما زلنا قادرين على أن نمارس المزيد من القتل والبطش.

> مجرمو الحراك ومن وكّلهم .. وموّلهم .. ودعّمهم .. ومن يعيش في فلكهم .. قتلوا مواطنين إثنين أعزلين وهم في طريقهم إلى الغالية عدن.

> في الحبيلين قطعوا الطريق وأوقفوا المواطن محمد ناصر العنسي وسلبوه سيارته وقتلوه.

> لا تتخيلوا .. بل تأكدوا .. قال لي أمس في العزاء أحمد ناصر العنسي شقيق شهيد الحبيلين ورفيقه في السفر والذي نجا بأعجوبة .. قال بحرقة : بعد أن سلبونا سيارتنا (الكورلا) وأمرونا أن نبقى على جانب الطريق وهم يمارسون قطع الطريق مع سيارات أخرى .. هربنا في ظلام الليل وأتبعونا بما يصل إلى عشرين طلقة نارية ونجونا واتجهنا إلى الحبيلين ودخلنا قسم الشرطة وحدثناهم بما حصل وطلبنا نجدتنا فكان الرد بارداً سلبياً .. ليس لدينا قوة ولا نستطيع مساعدتكم .. وعندما خرجنا وجدنا سيارتنا أمام ما يشبه المنتزه .. ومن قاموا بسلبها يتحدثون مع آخرين .. وبمجرد أن نزلوا من السيارة حاولنا أخذها .. أنا من باب وأخي من باب آخر .. فوجه أحدهم طلقتين إلى أخي وقتله .. ووضع آخر فوهة البندقية على رأسي فتوقفت عن المقاومة .. وتدخل آخرون وحاولت إسعاف أخي ولم نجد أي أمن!

> عدنان الماطري وصديقه قطعوا عليهما الطريق وضربوا عليهما الرصاص فأنجاهما الله .. وتركا السيارة والمال الذي بحوزتهما لتلك العصابة .. وكذلك المواطن مراد المريسي الذي نجا بروحه وترك سيارته للقتلة وقُطاع الطريق.

> وفي الملاح قطعوا الطريق وأوقفوا المواطن عباد صالح الجبل الذي كان يسير على سيارته وإلى جانبه زوجته وأولاده وأحد أقاربه متجهاً إلى عدن .. وقتلوه أمام أطفاله وزوجته بشكل بشع .. ورموا بالجميع على قارعة الطريق بعد أن سلبوهم السيارة.

> أي جريمة بعد هذه أبشع .. وأفظع .. وهل يقبلها أحد .. أو يقرها مؤمن .. ويرضاها إنسان عاقل.

> أبناء المديريتين .. الحبيلين .. والملاح .. والمسئولين فيهما استنكروا الحادث الإرهابي الجبان .. وطالبوا بملاحقة الجناة .. وضبطهم وإحالتهم للقضاء ليأخذوا جزاءهم العادل وليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه المساس بأمن الوطن وحرية المواطنين .. وهذا تفاعل مبشر بالخير ويؤكد لُحمة المواطنين ووقوفهم ضد أي مساس بالأمن وبالسكينة وبالأعراض والدماء المعصومة .. لكن أليس من الواجب أن يتكاتف الجميع بشكل أقوى ضد المجرمين ويفضحونهم ويقبضون عليهم ويتبرأون من أفعالهم .. ثم ما حكاية أن يتكرر هذا الفعل الجبان والتصرف الإجرامي البشع في محافظة عُرف عن أبنائها الإيمان والحكمة والشجاعة والرجولة والأصالة .. ومن هذا الذي يريد أن يشوه تاريخ أبناء ردفان النضالي الوحدوي.

> وإذا ما كانت المعلومات تشير إلى أن المجرمين أخذوا طريقهم دون أن يعترضهم أحد واتجهوا نحو أبين .. فأي جهة قصدوا .. ومن الذي يدعمهم ويغذيهم ويحميهم .. وهل هذه هي الرجولة والوطنية أم هي الخيانة والعمالة والارتزاق!

> ثم أين اللقاء المشترك مما يحدث .. وما هو دوره .. والصمت يخيم على مواقفه .. والفُرجة تشرح مقاصده وكيف بإمكانه أن يتلذذ بأي شيء في سبيل الوصول إلى مبتغاه وإن مشى على طريقة الذي (خربها وقعد على تلها) .

> أين العقل في صفوف من ركبوا موجة المشترك .. ونسوا أن لدينا وطناً .. وثوابت وطنية .. وأرواحاً .. وأعراضاً .. ولا يمكن بأي حال من الأحوال إلا أن نكون يداً واحدة ضد من يريد أن يتجاوز الخطوط الحمراء!

> ولست أدري ما أهمية لجان التسويات .. وما جدوى التهدئات .. وأين اليد التي يقال أنها من حديد .. وأين القوانين والنيابات والقضاء والجزاء العادل والعقوبة الرادعة!

> وبعد هذا .. ماذا بإمكان قادة الحراك أن يقولوا .. وكيف سيبررون.. وماذا جهزوا من أكاذيب .. وبماذا سيغطون أفعالهم الشنيعة التي لا تغتفر ولا يمكن أن تُنسى .. واللهم نسألك الأمن والأمان .. وأن تحفظ بلادنا من شر الحاقدين .. وتدبير العملاء والمخربين والمجرمين!

وداعاً نجيب

> الزميل العزيز نجيب الشرعبي .. عرفته أخاً حبيباً .. وإنساناً خلوقاً.. وإعلامياً طموحاً .. ومهنياً مبدعاً .. ومذيعاً لامعاً.

> ظهر في النشرة الرياضية متمكناً.. وفي أستوديو الرياضة مميزاً .. وعندما وجد الواقع تلّفه الصراعات أكثر من الإبداعات.. ذهب لينهل العلم في دراساته العليا بالسعودية.. ثم عاد أكثر تألقاً.. وعندما ابتدأ مشواره الإعلامي الساخن في ظلال ساخنة.. وفي برامج أخرى مثيرة.. ومختلفة .. داهمه الموت أمس فجأة .. وأفقدنا ما تبقى من رحلة الإبداع الإعلامي.

> كان يلتقينا بابتسامته .. وبروحه الطيبة .. وبحبه للجميع .. وها نحن نودعه بدموع الفاجعة الفجأة .. وهو يرحل في زهرة شبابه .. إلى جنة الخلد يا نجيب .. واللهم ارحمه .. واغفر له .. وارحمنا واغفر لنا من بعده.

Moath1000@yahoo.com


في الجمعة 04 ديسمبر-كانون الأول 2009 06:19:01 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=6144