مجلس شبوة الوطني هل يلبي الطموح؟
محمد الخليفي

في ظل ما تشهده البلاد من تكتلات واثبات للذات، بعد عقود من الزمن استحوذت على مفاصل الحياة العامة سياسات حزبية اختُزلت في اسرة مكونة من مجموعة افراد بأقل من عدد الاصابع، يعيد اليمنيون تكويناتهم من جديد ليثبت كل فصيل وابناء منطقة وجهة جدارتهم بالقيادة وطرح برامجهم، بعد فشل الحياة السياسية ممثلة باحزابها وارتهانها لقوى خارجية تسيرها حيثما ارادت.

يبدو اليمنيون خصوصا في المناطق المحررة - افتراضاً - اشد من لقي الحرمان من المشاركة في القرارات وحرمانهم من ابسط حقوقهم المتمثلة في وظيفة او تأمين صحي او راتب يعيل به اسرته.

ومن بين تلك المناطق كانت ولا زالت محافظة شبوة تعاني من التبعية العمياء للاخرين وانتظار المكرمات من الاخرين لعمل ابسط مشروع ولن نقول استراتيجي لأنه من ترف الفضيلة على ابناء محافظة شبوة.

ومع الاسف ان كثير من النخب السياسية والمجتمعية بالمحافظة كانت هي السبب ولا زالت وبحسن نية نقول بدون قصد، ظناً منهم ان الجميع مثلهم في الطيبة والشهامة والمخوة على حد تفكير البعض.

لن نعدد ما تعرضت له شبوة من سياسات - حمقاء - والمتمثلة بفرض حياة عامة لا يرغب بها ابناء شبوة ولم تكن حد طموحاتهم او جمعهم تحت كلمة وراية واحدة يجمعون عليها.

ولن نعدد ما تتعرض له المحافظة من مضايقات من مسؤولين تنفيذيين في الحكومة والمكونات المشاركة معها وحرمانها من ابسط الخدمات وتهميش اي كادر من ابناء المحافظة مالم يكن مخلص ومطيع لديهم ومنفذ لسياساتهم حرف حرف. 

وفيما مضى تشكلت العديد من المكونات ولكن مع الاسف يتم رسم برامجهم خارج المحافظة وبدون حضورهم او موافقتهم على ذلك.

منذ ايام اضافني الاخ العزيز علي سعيد الاحمدي لقروب تعرفنا عن كثب منه لاهداف وتطلعات مجلس شبوة الوطني وكان صادقا وجاداً في طرحه معنا ونتمنى ان نلتقي حضورياً لطرح التساؤلات وعما اذا كان فعلاً سيلبي ما يطمح له ابناء المحافظة؟ واستقبال وجهات نظر اخرى ومناقشتها؟ 

انبثق مؤخراً مجلس شبوة الوطني ليكون بارقة أمل نتمنى ان ترى النور وان تكون واجهة قوية لجعل ابناء شبوة ند وليس تابع وكلمة ند يفهمها من يمتلكون احصائيات الايرادات لدى الحكومة اليمنية.

يجدر بالمحافظة ان تكون ند قوي لاثبات وجود ابناءها في دوائر القرار الضيقة لان المحافظة تمتلك مقومات دولة بكل اركانها من ثروة وقوة بشرية ومكان جغرافي يحتوي على كل التضاريس وغيرها.

تفتقر شبوة باعتقادي الى مكون جامع يفهم ماهي الاستقلالية في الراي والقرار والحفاظ على مقومات المحافظة بما ينفع ابناءها بمختلف انتماءاتهم دون التمييز بين نسب او جهة او جماعة او حزب او غيره.

الى فهم ان تكون شبوة دائماً بمركز القرار الاول في الدولة نظير ما تقدمه من خدمات للدولة ليس اقلها ان يعيش الكادر الوظيفي الاول للدولة في الخارج من خير وفضل شبوة وابناءها عليهم.

يبقى مجلس شبوة الوطني محط انظار المهتمين والمتطلعين لحصول شبوة على كافة حقوقها حتى الحصول عليه كونه حق وليس فضل او تكرم من احد عليهم.

نتمنى للمجلس النجاح والتوفيق وان يكون فعلاً خير ممثل لابناء المحافظة و فرض رؤيتهم لدى الاخرين.

ستثبت الايام مدى التفاف ابناء المحافظة حول المجلس او انفضاضهم عنهم مثلما فعلوا مع من سبقهم في تبني حقوق ابناء شبوة.

كما لا نتمنى ان يسعوا لكسب ود اي طرف سواء داخلي او خارجي لان لا مصلحة لابناء المحافظة مع احد واثبتت الايام مدى استهتار الجميع بجمع كلمة ابناء المحافظة او حصولهم على منفعة استراتيجية تفيدهم.


في الإثنين 29 يناير-كانون الثاني 2024 04:57:28 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=46771