مارتن قريفثس بين السراب والماء
كاتب صحفي/حسين الصادر
كاتب صحفي/حسين الصادر

يتمتع "مارتن قريفثس بدعم بريطانيا الرسمية واجهزة مساندة اخرى وينطبق هذا على واشنطن التي تنظر اليه بعين الرضى.

تتثاقل اقدام مارتن وهو يخطوا فوق الرمال المتحركة ويتفحص قدرات بصرة بين الفينة والأخرى ليمييز بين السراب والماء وهو منظر غير مألوف بالنسبة له، وليرفع من معنوياته وسط المشهد المعقد يحاول استذكار مجد بريطانيا العظمى في بلدان الشرق واعتقاد الأنجليز انهم من يملك المعرفة الأكبر عن هذه المنطقة.

ونتيجة هذا الأعتقاد ظلت القضية اليمنية تحت مداد القلم البريطاني فيما يتعلق بصياغة معظم القرارات الخاصة باليمن في مجلس الأمن.

وسع مارتن كمندوب أممي من اتصالاته الأفقية ، مع طيف واسع من الاحزاب والنشطاء ووصل الى المحليات البعيدة.

مارتن يلعب دور الباحث والوسيط في حدود ضبط الصراع اكثر من وقفه.

وهناك شكوك في ان مارتن قد يحرك الصراع باتجاه هنا او هناك بشكل محدود وقد يتجاوز قضية الضبط.

تراكمت مرجعيات مجمع عليها من الكل لحل الصراع في اليمن منذ المبادرة الخليجية وحتى اللحظة ولم يحصل هذا التراكم وبهذه الكثافة في الصراعات المشابهة.

ونتج عن هذا التراكم زيادة في انتاجية القرارات وبالمقابل يبتعد السلام وهذه الظاهرة برزة في الصراع اليمني.

أصبح مارتن منذ اتفاق السويد يشتغل على ضبط الصراع اكثر من الوصول الى حل نهائي.

هناك اشكالية تطفوا على السطح بين الأمم المتحدة والشرعية اليمنية .

من الواضح ان الأمم المتحدة تريد ان تبتر يد الشرعية فيما يتعلق بالقرارات الأساسية الصادرة من الفصل السابع.

وتراهن الأمم المتحدة على ما يترتب على الأرض.

بمعنى ادق تباعدت وجهة النظر بين الجانبين فاتفاق السويد كان مؤشر واضح على بتر يد الشرعية من استخدام وضعها السيادي.

في بعض الأحيان تنظر الأمم المتحدة الى ان الشرعية عقبة في طريق السلام متناسية قراراتها السابقة .

بالمقابل الشرعية لن تتنازل عن ما منحها المجتمع الدولي من قرارات تستند الى القانون الدولي.

اذن هذا الشد والجذب هو سبب رئيسي فيما يتعلق بسلام المستقبل.

في الدبلوماسية الدولية تحضر قوة الدول وليس قوة الحق هذه الحقيقية التي لخصها دبلوماسيين خدموا فترات طويلة في الأمم المتحدة.

السؤال هل وصل هذا التباين الى حد الأشتباك؟

ولكي تتخلص الأمم المتحدة من كومة القرارات عليها تقويض سلطة هادي أو أضعافها قد تنجح الأمم المتحدة في ذلك لكن ذلك سوف يضر بمصداقيتها في منطقة مشتعلة ورصيدها في النجاح محدود.

واذا استمرت الأمم المتحدة بأستراتيجية ضبط الصراع وهي تمني نفسها بميلاد واقع جديد على الأرض

فسوف تواجه مشكلة أخرى في منطقتنا العربية هناك قرارات اممية لصراعات مختلفة صدرت منذ اكثر من نصف قرن ولازالت تمثل جزء من شرعية الدعاوي لأصحاب الحقوق.

وللخروج من حالة الأشتباك والأنسداد يمكن تفعيل جوانب أو روافد تدعم عملية التحول الكلي مع المحافظة على هدوء معقول .

مع الضغط على الكتل المتصلبة وفتح حوارت داخلية في كل كتله

ويواجه المهتمون بالصراع اليمني كم هائل من المشكلات فيما يتعلق بتعريف الصراع نفسه كصراع في أساسه هو صراع تحول قاسي تتصدره حركة دينية ريديكالية وهي خليط من خطاب ديماقوجي غير عصري معتمدة على تقسيم المجتمع اثنيآ وطائفيآ ومتحالفه مع قوة اقليمية هي ايران مما اوجد اختلال في التوازن في المنطقة وهدد مصالح كثير من دول العالم.

مما اجبر الجوار الأقليمي على التدخل لأعادة التوازن وحماية مصالحه ويجمع النقاد الى افتقاد التحالف العربي الى اهداف واضحة .

ورؤية مشتركة محددة مع الجانب الشرعي ".

اصبحت الحركة الحوثيةثورة جغرافيا مذهبية والخطورة هنا انها خرجت عن الشكل المقبول لأي تحول انتقالي جمعي وبهذه الطريقة ربما يتغير شكل الصراع برمته . وربما تتناسل منها ثورات جغرافيه اخرى وربما اصبحت موجوده بصيغ مختلفه

بالمقابل تواجهها قوى تقليدية كانت مخلفات مراحل مختلفة وغير منسجمة ولا تتمتع بالحيوية اللازمة

ويتمثل عجزها في عدم القدرة على اعادة صياغة الواقع السياسي بشكل جمعي وايجاد الحشد الجماهري نحو اهداف واضحة

ويمكن ان نطلق عليها قوى راكدة ولاتتمتع بالحيوية

على الرغم من تبنيها خطاب تحديثي.

وفي جوانب اخرى تدخل حسابات الجغرافيا السياسية والتاريخ وجوانب تمدد السوق بشكليه القديم الكونيالي أو الليبرالي الحديث.

لهذه الأسباب لازال السلام بعيد.

*باحث في التحولات السياسية.


في السبت 07 مارس - آذار 2020 10:48:58 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=44798