الموت جني !! من عِشٍ إلى عِش
ابو الحسنين محسن معيض
ابو الحسنين محسن معيض


مما لا شك فيه , بعد حرب 94م , أن الرئيس المخلوع " علي عبدالله صالح " , قد أسس في الجنوب قاعدة راسخة له . بناها بمن خلعوا ربقة الولاء من الحزب الاشتراكي , وبقدرات إدارية وسياسية من هنا وهناك . ولما تبين بعد انتخابات مجالس النواب 97م ما ينوي عليه الزعيم من رعاية الفساد والتوريث , أخذ شرفاء الوطن يقفون في وجهه متصدين لشطحاته وغروره . وأمام هذا كان على قيادة المؤتمر أن تحدث تغييرا جذريا في نوعية قياداتها بما يتناسب مع قدرات الخصم الماثل أمامها . فأخذ يتخلص من مؤسسي المؤتمر الأساسيين في الجنوب , وهم رجال كبر سنهم , أو أبت مكارم أخلاقهم أن تشارك نتانة مكره وسوء مخططه . واستبدلهم بقيادات شابة , عُرفت حينها باسم " جناح الصقور " . ففي شبوة ظهرت على الساحة طاقات شابة , رعاهم حينها الأستاذ عارف الزوكا , مزيحا كوادر بذلت جهدها في التكوين , ليتم الانقلاب عليهم تنظيميا في المنطلق . وانطلق ( الصقور ) يعملون بفاعليه , يكسبون الشباب , ويقربون وجوه المجتمع , ويستقطبون أهل الخبرة . حتى إذا ظهر الحراك الجنوبي من خلال مطالبات المتقاعدين بحقوقهم في 2007م , بدأ الصقور التخطيط لاختراقه تدريجيا . وفي 2009م انطلق سرب منهم ليتقدم صف الحراك ويأخذ بزمامه موجها نشاطه وبرامجه لمهاجمة الوحدة ظاهرا , وضد الإصلاح حقيقة . هم صقور تربت في عش المؤتمر , وحلق بعضهم بفراخه نحو الحراك , وحط بعضهم في عش الشرعية وبالمجلس الانتقالي مؤخرا . وما الحب إلا للعش الأولي .
سرب صقور المؤتمر الجنوبي ـ الموت جني ـ هاهو اليوم في الجنوب يحرك القطع بإتقان , ويدير اللعبة باحتراف . موزعا قيادته وقواعده بين المؤتمر والحراك والشرعية والانتقالي . ومن أمامه مرجعية داخلية تتمثل في قوة ( الجوكر ) , ومن خلفه راعٍ خارجي يتمثل في مصاصي الجُزر والمواني , ولديه طاقم مشجعين وكومبارس لا يتأخرون لحظة عن تلبية النداء وحضور المشهد , وفعل اللازم لتلميع الصدأ وتمرير الداء . وليس للجنوب أرض في ذلك ولا سماء .
نقول لهم : " خذوا وقتكم , واستثمروا فرصتكم , وابذلوا جهدكم , وافرحوا بمنجزكم . ولتعلموا أنكم في أخر المطاف لخاسرون . حين تكتشفون عجزكم عن استئصال شجرة الحق من جذورها , وأن ما كنتم به تفرحون لا يتعدى سقوط أغصان مثمرة , نضرة , قوية . تألمنا لفقدانها , ولكن ما لبث الوقت أن أنبت ما فاقها نضارة وخيرا وتماسكا .
منذ قديم الزمن وسالف العصور , قد سبقكم فيما تقومون به اليوم كثيرون , كانوا يفوقونكم قوة وعدة , ويتفوقون عليكم عتادا ورعاية , وفي نهاية المطاف استوت على الجودي , واستعمر الأرض الصالحون , وهلك الطغاة المفسدون , وذهب بحسرتهم كل أولئك الذين ظنوا يوما أنهم كانوا يأوون إلى جبل يعصمهم من الهلاك والخزي والخسران .
 


في الإثنين 16 أكتوبر-تشرين الأول 2017 10:55:57 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=43218