كثرة البراهين تضجر الحقيقة
د. محمد جميح
د. محمد جميح
ل سيتعظ أتباع الحوثي مما جرى لهم أمس والبارحة في الجوف ونهم وتعز وميدي وحرض؟
سيارات الحوثي قبل أيام ذهبت إلى جبهات القتال محملة بالمقاتلين السذج، وهم يؤدون الصرخة الكاذبة، واليوم تعود سياراته محملة بجثث هؤلاء المقاتلين، في صمت القبور.
يكفي يا أولياء الأمور.

لا تصدقوا من يريد أن يعيد مجد أجداده على جثث أطفالكم.
أما اتضحت لكم حقيقة هؤلاء؟
اسألوا أنفسكم من هو القائد العسكري العظيم، الذي يرسل الأطفال للقتال، لينتصر بهم؟!
يحدثكم خطباء الحوثي عن طفل أو طفلين قاتلوا مع الرسول؟
هذه ليست القاعدة، هذا نادر، والنادر لا حكم له، علاوة على أنها لم تكن رغبة الرسول.
وقد منع الرسول أطفالاً آخرين من الذهاب للمعركة.
أطفال المدارس الابتدائية لا يحسمون المعارك، ولكنهم يكونون وقودها.
لا تصدقوا الهراء، والبطولات المضللة.
لو أن الحوثي قدر حياة أطفالكم، لما أرسلهم للموت.
لكنه لا يرى فيهم إلا سلماً للوصول إلى مجد فارغ، وسلطة زائفة.
الحوثيون يكذبون...
أما يكفيكم شعارهم الكاذب عن قتال الأمريكيين والإسرائيليين؟
أما تبين لكم كذبهم؟
قالوا: نقاتل الأمريكيين، ثم حموا السفارة الأمريكية. ثم اعتذر حمزة الحوثي لهم في الكويت عن الشعار الذي قال إنه لمجرد الاستهلاك الداخلي.
تعرفون ماذا تعني كلمة "الاستهلاك الداخلي"؟
تعني خداع المغفلين...
أنتم في نظر الحوثي مجموعة من الحمقى يستغلكم بالشعارات.
الحوثيون يكذبون...
قالوا: لن ندخل دماج، ودخلوها.
قالوا: لن ندخل عمران، ودخلوها.
قالوا: لن ندخل صنعاء، ودخلوها.
قالوا لن نذهب إلى عدن، وكذبوا.
قالوا لا حاجة لنا في التوسع إلى الحديدة، وأرسلوا لها الشاصات.
وقالوا لن نتفاوض مع "العدوان"، وأكلوا الكبسة.
وقالوا "السعودية قرن الشيطان"، ثم تحدث عبدالسلام فليتة عن "الأشقاء السعوديين".
وقالوا لن نخرج من صنعاء للتفاوض في عدن، وذهبوا إلى سويسرا والكويت.
وقالوا...وقالوا...وقالوا...
الأمور واضحة...
والحوثي يكذب بوقاحة...
والذين معه اليوم يعرفون أكثر من غيرهم أنه يكذب، ولكن على طريقة ذلك الشيخ من ربيعة الذي سمع "مسيلمة الكذاب" يتلو بعضاً من قرآنه، فقال له: "والله إني لأعلم أنك كاذب، ولكن كذاب ربيعة خير من صادق مضر". لأنه يرى مصلحته مع الكذاب.
والخلاصة: لا تصدقوا أن الدواعش والوهابيين والإصلاحيين والقاعدة والجن والعفاريت سوف يتخطفونكم من الأرض، إذا انهزم الحوثي.
إذا انهزم الحوثي سنعود إخوة: زيوداً وشوافع، كما نحن، نصلي في مسجد واحد، من دون شعارات كاذبة، وصرخات جوفاء.
وإذا صدَق الحوثي في أنه يقاتل الأمريكيين والإسرائيليين، فحينها صدّقوا أن اليمنيين دواعش وتكفيريون.
هذاه فزاعة الحوثي لتجميع المقاتلين حوله.
لا تصدقوا دجالي بيت ظلام الدين الحوثي.
اليمنيون إخوة قبل أن يظهر فيهم بيت الفتنة الحوثي، وسيظلون إخوة بعد ذهاب رؤوس الشر.
وغداً سيرحل كهنة الكهوف إلى كهوفهم التي خرجوا منها، وسيتركون أسر ضحاياهم للثكل وتذكر الأحباب الذين دفنهم عبدالملك الحوثي وجماعته.
أما سألتم أنفسكم: لماذا ينهب الحوثي خزينة الدولة؟
لماذا يفجر بيوت الخصوم؟
السبب واحد، وهو أنه على يقين من أنه سيرحل قريباً، ولذلك ينتقم من خصومه بتفجير بيوتهم، وينتقم لنفسه، بنهب المال العام، وينتقم منكم، ومن الجيش اليمني، بقتل أولادكم، والزج بالجيش في معاركه الخاسرة.
انتهى الكلام...
دماء أبنائكم غالية، فلا تسفكوها في معارك خاسرة.
يقول أهل المنطق: كثرة البراهين تضجر الحقيقة...
أفيقوا...وكفى...

في الأربعاء 13 يوليو-تموز 2016 09:37:54 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=42429