يمن حكم الأقلية للأغلبية
وضاح حسين المودع
وضاح حسين المودع

وكان لرأس النظام ما شاء..غير الحكومة ..غير رأسها ..اسقط المبادرة الخليجية عبر الاتفاق الذي اسماه السلم والشراكة ..مدد النظام ولم يبالي ..لم تحدد مدته بموجب الاتفاق الجديد وسكت الجميع بما فيهم الحوثيين على عدم تزمين مدة الاتفاق الجديد ولم يتم تحديد موعد الانتخابات القادمة بالذات ...الجزئية الأخطر.

كل ذلك تم وصار أمراً واقعاً، والاثنين وقبل جلسة مجلس الأمن مرر رئيس وزراء موالي له هو خالد محفوظ بحاح ليصير الرئيس ورئيس الوزراء من الجنوب وذلك للمرة الثانية ولايزال اليمن وللمرة الأولى دون نائب رئيس إلى اليوم.

إذاً فاليمن ومنذ تغير النظام السابق برئيس جنوبي صار لاهم له سوى مراضاة الجنوبيين والذين يشكلون الأقلية العددية في البلد، فيما الأغلبية العددية أبناء الشمال مختلفة فيما بينها متقاتلة أو متخاصمة أو مبالغة في المراضاة مصدقة لعواطف الرحمة التي تجعل من الجنوبي مظلوماً تم اقصاءه في عهد النظام السابق ونهب أراضيه ولابد من مدارات الجنوبيين ليتم الحفاظ على الوحدة التي يعشقها بسذاجة العاطفيين من أبناء الشمال.

قيل أن مؤتمر الموفنبيك قد قرر في مصحف بن مبارك (وثيقة الحوار) المناصفة في المناصب القيادية لكن المناصفة تعني بحسب مقررها ومفسرها أن ينال الجنوبيين مناصب جديدة في أي منصب ليناصفوه مع الشمالي المعين قبله ، لكنها لايمكن أن تعني بحال من الأحوال أن يعين الشمالي في أي منصب (زرق) فيه جنوبي ، وكل ذلك لكي لايغضب الجنوبيين ويطالبون بفك الارتباط ؟؟؟!!!.

منصب رئيس الوزراء زرق فيه جنوبي بموجب المبادرة الخليجية ولإن الدحابشه كانوا متخاصمين يومها سكتوا،ولإن ماثبت للجنوبيين ولو بالصدفة لايمكن أن يعدل فقد أصبح منصب رئيس الوزراء صافياً مصفى لهم كما الرئاسة ، وكما وزارة الدفاع وقيادات المناطق الأربع والتي همش فيها أبناء الأغلبية الشمالية بثلاث مناطق .

مالم توافقوا على ذلك أيه الشماليون فإن مليونية شارع ساحة العروض جاهزة فوق الرف يمكن استدعاءها وقت الحاجة وبتمويل من الرئاسة وبإشراف وزير الدفاع الذي نزل إلى هناك لإكمال إنتاج وإخراج المسرحية، قبلها بأيام تم تسليح كل أبناء أبين قبل العيد (بألي كلاشنكوف) وتم تسليم كل واحد منهم بمائتي ألف ريال وعلى عينك ياحاسد، ويستاهل الدحابشة فهم ارتضوا التعامل معهم ليس كشركاء بل كفئة متهمة تستحق الاقصاء.

سيجني الجميع نتيجة تهميشهم للأغلبية وتفضيلهم للأقلية، سيدفع الحوثيين الثمن كما دفع قبلهم الإصلاح والمؤتمر، سيجني العشرين مليون شمالي الثمن بأكثر مما يمر عليهم حالياً من بؤس وحروب وفقر وانفلات وكل ذلك بسبب سكوتهم على حكم الأقلية لهم وسيطرتها على كل شيء في مفاصل الدولة، وفوق هذا كله سيستمر المبتزون في ابتزازهم ولن يتوقفوا ولا يمكن أن يتوقفوا، فإن كان عبدربه جنوبي وعين أبناء دثينة في كل مفاصل الدولة فبقية الجنوبيين غير مقتنعين ولازال عبدربه يمثل نفسه وشعب الجنوب لا يمثله إلا شعب الجنوب وكل من يتعين منهم لايمثلهم ، ومرشح رئاسة الوزراء الجديد رشحه الحراك الجنوبي كما قيل لكن في نفس الوقت وبعد أقل من يوم ستكون هناك مليونية لفك الارتباط في عدن لإثبات أن عين لايمثل الجنوبيين؟؟؟!!!!.

لن يتوقف الابتزاز وسينهار اليمن أكثر وأكثر وطالما ديموقراطية عبدربه منصور وبن مبارك تعني أن الأقلية العددية تحكم الأغلبية، وتعني الهروب لسنين عدداً كل مرة باتفاق من الانتخابات التي ستنهي بالتأكيد حكم الأقلية للأغلبية.

 لم تجني اليمن من المناطقية السياسية سوى كل هذه المشاكل منذ تولى عبدربه الحكم، ولن يتنفس اليمن ولن ينجو إلا يوم يصير الحكم في اليمن وفقاً لقواعد الديموقراطية والتي لا تعني إلا حكم الأغلبية للأقلية اللهم إلا إذا كان بن مبارك ورئيسه عبدربه قد ابتكرا النظرية العالمية الرابعة بعد نظرية القذافي.


في الثلاثاء 14 أكتوبر-تشرين الأول 2014 02:28:46 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=40466