الإخوان المسلمون 80 عاماقضايا ومواقف-2-
الحاج معروف الوصابي
الحاج معروف الوصابي

  مأرب برس - خاص

(اختلف مع الأستاذ احمد الحبيشي في الكثير ، لكني اشهد له في الأكثر واحمله لأجلها - وان كانت واحدة - ، وعلى استعداد أن ادفع حياتي ثمنا لرأيه ، فان سبق مني عليه فهي مداعبة ومشاغبة حرف ليس أكثر – إلا ما كان في سياق الفكرة والرأي -، رغم المسافة بيننا ، فله عندي التقدير الكبير والمكانة العالية كأستاذ في مجاله ، ووطني حر وصادق لا يبهت وان تباعدنا .، وهذا موقفي منه منذ سنوات ...)

هناك قضايا عدة أثيرت أمام الإخوان كجدلية مستمرة ولا زالت رغم أن الإخوان قد أجابوا عليها منذ جاؤا وساروا من خلال مشاركاتهم ومسارهم وفي الكثير من الفعاليات والأنشطة والبناء المؤسسي في أكثر من صعيد على امتداد كل هذه الفترة 

وهي تأتي من البعض في سياق عفوي ونتيجة لتأثير الحملة الإعلامية المستمرة من الخصوم بغرض زرع الشبهات والعوائق ..، وهي من جهة أخرى تأتي من خصم ألد متجمد على موقفه كابن بار لايدولوجيا الخمسينات والستينات رغم تجدده هذه الايدولوجيا والمرونة التي لحقتها في الخطاب والتعايش مع الآخر ..

هذه القضايا الجدلية تجاه الإخوان والتي استخدمت كموانع وخطوط إستراتيجية حمراء لا يمكن تجاوزها يستخدمها الحاكم العربي والنخبة المتآكلة التي تتبعه لصد رغبات الأمة وحقها في الحرية والتغيير تحت مبررات الخوف على النظام الثوري ومكتسبات الثورة وللخارج من اجل الحفاظ على القيم الغربية للمجتمع المدني التي ناضل لأجلها الغرب وأفاض بها على مجتمعنا العربي وتقبلها الحاكم العربي بقداسة وجعل من نفسه حارسا أمينا في الوقت الذي يكون هو الوحيد من عقر الناقة وكتم على كل شيء ...

والعجيب أن الغرب ذاته رغم مركبه العقائدي والفكري قد بانت له الحقيقة وأضحى في اعتقاد أن التيار الإسلامي الوسطي هو الأمين والمسئول والفاعل تجاه قضايا المجتمع المدني ، ولولا القضية الفلسطينية والتأثير الذي تلعبه إسرائيل خشية وجودها وبفعل موجهاتها التوراتية لكان الغرب قد تحاور بايجابية ومسؤولية مع التيار الإسلامي الرائد والذي تمتلئ به الساحة على قاعدة المصالح المشتركة والتسليم بذاتية كل طرف ..

وكمساهمة بسيطة ومتواضعة لتجلية الصورة أكثر للقارئ العام وللعلماني المتجرد والمنصف ولليبرالي الذي يحمل معه الاعتراف بحق الآخر وخصوصيته وحقه في أن لا تسلب منه حقوقه الشخصية في الحرية والتفكير والإتباع في حدود ضوابط وأحكام العقد الاجتماعي ، اطرح هنا بعض القضايا التي تظن تحديات أو مثار تساؤل ...بمعنى اقرب ما موقف الإخوان أو أينهم من هذه القضايا ..؟

** الإخوان والسياسة :

كثيرا ما يقولون هم ليسوا أكثر من سياسيين ، وما شان الدين أو دعوتهم بالسياسة ، ويجيب الإمام البناء بقوله ( وأما أننا سياسيون بمعنى أننا نهتم بشؤون أمتنا، ونعتقد أن القوة التنفيذية جزء من تعاليم الإسلام تدخل في نطاقه وتندرج تحت أحكامه. وأن الحرية السياسية والعزة القومية ركنٌ من أركانه، وفريضة من فرائضه، وأننا نعمل جاهدين لاستكمال الحرية ولإصلاح الأداة التنفيذية فنحن كذلك، ونعتقد أننا لم نأت فيه بشيء جديد، فهذا هو المعروف عند كل مسلم درس الإسلام دراسة صحيحة ونحن لا نعلم دعوتنا، ولا نتصور معنى لوجودنا إلا تحقيق هذه الأهداف، ولم نخرج بذلك قيد شعرة عن الدعوة إلى الإسلام. والإسلام لا يكتفي من المسلم بالوعظ الإرشاد ولكنه يحدوه دائماً إلى الكفاح والجهاد (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) [العنكبوت

( : "وهذا الإسلام الذي يؤمن به الإخوان المسلمون يجعل الحكومة ركناً من أركانه، ويعتمد على التنفيذ كما يعتمد على الإرشاد قال رحمه الله في رسالة المؤتمر: (والحكم في كتبنا الفقهية من العقائد والأصول لا من الفقهيات والفروع . فالإسلام حكم وتنفيذ كما هو تشريع وتعليم ، كما هو قانون وقضاء . لاينفك واحد منها عن الآخر )..

**الإخوان والسلطة:

يقولون الإخوان غايتهم السلطة وهدفهم إقصائي للآخر ، فان بلغوها أغلقت المكاتب وديوان الوزارات وأروقة المؤسسات زكل الحكم عليهم دون ما عداهم

ويرد البناء رحمه الله وتعززه مواقف الإخوان العملية عبر تاريخهم ( وعلى هذا فالإخوان المسلمون لا يطالبون الحكم لأنفسهم، فإن وجدوا من الأمة من يستعد لهذا العبء وأداء هذه الأمانة، والحكم بمنهاج إسلامي قرآني فهم جنوده وأنصاره وأعوانه، وإن لم يجدوا فالحكم من منهاجهم، وسيعملون لاستخلاصه من أيدي كل حكومة لا تنفذ أوامر الله.) فالقضية كما يعبر عنها باستمرار زعماء الإخوان في أكثر من قطر هي إصلاح الحاكم ومن حوله بما يحقق مصالح البلاد والعباد فان كان فأعظم بها من نعمة وان تعذر فان السعي واجب لإحلاله بغيره وفقا للأسس والمشروع السلمي الديمقراطي المدني الذي يلتقي الجميع اليوم حوله

التغيير عند الإخوان :

يراه الإخوان مرحلي يقوم على التدرج ومراعاة البيئة في إطار سلمي تربوي فكري ثقافي، أما التغيير الذي يقوم على المنهج الراديكالي الذي سار عليه اليسار بأطيافه ولحقهم بعض المغاليين من الجماعات الإسلامية فمرفوض تماما وينافي طبيعة هذا الدين ونواميس الكون ..

( "أيها الإخوان المسلمون وبخاصة المتحمسون المتعجلون منكم .. إن طريقكم هذا مرسومة خطواته موضوعة حدوده، ولست مخالفاً هذه الحدود التي اقتنعت كل الاقتناع بأنها أسلم طريق للوصول – أجل قد تكون طريقاً طويلة ولكن ليس هناك غيرها. إنما تظهر الرجولة بالصبر والمثابرة والجد والعمل الدائب. فمن أراد منكم أن يستعجل ثمرة قبل نضجها أو يقتطف زهرة قبل أوانها، فلست معه في ذلك بحال، وخيرٌ له أن ينصرف عن هذه الدعوة إلى غيرها من الدعوات، ومن صبر معي حتى تنمو البذرة وتنبت الشجرة وتصلح الثمرة ويحين القطاف فأجره في ذلك على الله، ولن يفوتنا وإياه أجرُ المحسنين إما النصر والسيادة وإما الشهادة والسعادة.

أيها الإخوان المسلمون: ألجموا نزوات العواطف بنظرات العقول، وأنيروا أشعة العقول بلهب العواطف.. ولا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة، ولا تصادموا نواميس الكون فإنها غلابة، ولكن غالبوها واستخدموها وحوِّلوا تيارها، واستعينوا ببعضها على بعض ، وترقبوا ساعة النصر، وما هي منكم ببعيد.

**متى يتقدم الإخوان بمشروعهم للتنفيذ؟

هب أن وضعا ما هيأ الفرصة لان يستلم الإخوان السلطة نتيجة لطارئ أو متغير ما أو تحول فجأة لمزاج الشارع تحت ضاغط ما أو عاطفة ، فهل يفعلها الإخوان وقد تكون البيئة الداخلية غير مستجيبة بعد بفعل بنيوية لا زالت حاصلة فالعلماني لا زال متخوف ويسكنه الأرق والمفسد العام يشعر بإقصائه وبأولوية تطبيق أحكام الشرع عليه أولا ، والبيئة الخارجية لا زالت في نفور.. .

.الحق أنها ستكون فتنة وعلى حساب مصالح البلاد والعباد ...يجيب البناء هنا بقوله أن الإخوان ( سيقدمون على خطوتهم هذه في ظروف مواتية ومناسبة، لا في ظروف تسود فيها الحضارة الغربية المادية، حضارة المادة والشهوات، وتسود فيها القيم الجاهلية والعادات الجاهلية.

ولقد حدد هذه الظروف بتكون جو إسلامي عام تسود فيه الأخلاق الإسلامية والقيم الإيمانية التي هي مبادئ الإخوان المسلمين.

قال رحمه الله في رسالة المؤتمر الخامس: وعلى هذا فالإخوان المسلمين أعقل وأحزم من أن يتقدموا لمهمة الحكم ونفوس الأمة على هذا الحال، فلابد من فترة تنشر فيها مبادئ الإخوان وتسود ويتعلم فيها الشعب كيف يؤثِرُ المصلحة العامة على المصلحة الخاصة )

  ** ولكن ما هو شكل الدولة هل بالضرورة مسمى خلافة على غرار ما بنشد الكثيرون؟

( يرى الإمام البنا رحمه الله أن الحكومة في الإسلام – وهي هنا بمعنى الدولة الإسلامية – تقوم على ثلاثة قواعد معروفة مقررة هي الهيكل الأساسي لنظام الحكم الإسلامي، وهذه القواعد هي:

1- مسؤولية الحاكم بين يدي الله وبين الناس.

2- وحدة الأمة الإسلامية على أساس العقيدة الإسلامية.

3- احترام إرادة الأمة بوجوب مشاورتها والأخذ برأيها وقبول أمرها ونهيها له.

 فإذا توافرت هذه القواعد في أي دولة، فهي دولة إسلامية، أياً كان شكلها وأياً كان اسمها، فلا عبرة لذلك بالأسماء والأشكال.)

  **أهل الحل والعقد :

ومن هم أهل الحل والعقد الذين يذكرون دائما في الخطاب الإسلامي ويفهم الكثيرون عنهم أنهم الفقهاء ومشيخة العلم فحسب .؟ ثم وكيف يختاروا ؟.

يجيب الإخوان على لسان البناء..انهم 

الفقهاء المجتهدون الذي يعتمد على أقوالهم في الفتيا واستنباط الأحكام.

أهل الخبرة في الشؤون العامة.

من لهم نوع قيادة أو رئاسة في الناس كزعماء البيوت والأسر وشيوخ القبائل ورؤساء المجموعات.

ويرى البنا رحمه الله أن هؤلاء يمكن أن يختاروا من خلال نظام انتخابي مدروس، يضع شروطاً ومواصفات مضبوطة مَنْ تتوافر فيه يرشح ومن لا تتوافر فيه لا يرشح ولا ينتخب ..

** النظام الانتخابي وموقف الإخوان:

 توضحه اليوم برامجهم الانتخابية وهي رؤية متقدمة وقد كان البناء رحمه الله واعيا وحكيما إذ تعرض له بهذه الصورة في عصره وبيئته .. وذكر خمسة وجوه لإصلاحه هي:

1-   وضع شروط للمرشحين فإن كانوا ممثلين لهيئات فلا بد أن يكون لهم برامج واضحة وأغراض مفصلة يتقدم على أساسها هؤلاء المرشحون.

2-   وضع حدود للدعاية الانتخابية، وفرض عقوبات على من يخالف هذه الحدود كتجريح الأشخاص والأسر التي لا دخل لها في أهلية المرشح، وينبغي أن تدور الدعاية حول المناهج والخطط الإصلاحية.

3- إصلاح جداول الانتخابات وفرض التصويت إجبارياً.

وضع عقوبة قاسية للتزوير من أي نوع كان، وللرشوة الانتخابية كذلك.

تبني الانتخابات بالقائمة لا الانتخاب الفردي حتى يتحرر النواب من ضغط ناخبيهم، وتحل المصالح العامة محل المصالح الشخصية في تقدير النواب والاتصال بهم.) ولعل القائمة النسبية كانت أهم ما ذكره والتي أضحت اليوم مطلب الجميع بعد ان كان لا يذكرها احد في السابق ولعلها نتاجا للتطور السياسي والثقافي الحاصل..

** الموقف من الأقليات..

  أسهب الإخوان كثيرا في أدبياتهم سواء للبناء أو غيره بهذا الشأن والموقف عندهم لا يخرج عن الموجه القرآني ((لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين (8) [[الممتحنة].

الإخوان ومصلحة البلد

 

(حين صدر قرار بحل جماعة الإخوان المسلمين في الثامن من ديسمبر عاد 1948 م في عهد النقراشي وكان ما كان من محنة وبلاء واعتقال وإيذاء .

حينئذ ذهب بعض الشباب إلى الإمام الشهيد ليستأذنوه في المقاومة حسب الطاقة .

فنهاهم بشدة عن هذا الأمر ، وأوضح لهم عاقبته الوخيمة وذكرهم الإمام الشهيد بالقصة المشهورة عن نبي الله سليمان حين اختصمت عنده امرأتان على طفل وليد ... وادعت كلتاهما بنوته ... فحكم بشطره نصفين بينهما ، وبينما وافقت المرأة التي لم تلد على قسمته، عز ذلك على الأم الحقيقية ، وآلمها قتل فلذة كبدها ، فتنازلت عن نصيبها فيه لقاء أن يظل الطفل متمتعاً بحياته ..

ثم قال لهم الإمام الشهيد :

إننا نمثل نفس الدور مع هؤلاء الحكام .

ونحن أحرص منهم على مستقبل هذا الوطن وحرمته .

فتحملوا المحنة ومصائبها ، وأسلموا أكتافكم للسعديين ليقتلوا ويشردوا كيف شاءوا ، حرصاً على مستقبل وطنكم ، وإبقاءً على وحدته واستقلاله .)

**الإخوان والمال:

جاء مبعوث من السفارة الإنجليزية إلى دار المركز العام وقابل الإمام الشهيد وقال له :

إن الإمبراطورية من خططها مساعدة الجمعيات الدينية و الإجتماعية ، وهي تقدر جهودكم ونفقاتكم .. لذلك فهي تعرض عليكم خدماتها بدون مقابل وقد قدمنا مساعدات لجمعية كذا وكذا ... ولفلان و فلان .. وهذا شيك بعشرة آلاف جنيه معاونة للجماعة.

فتبسم الإمام الشهيد وقال :

إنكم في حالة حرب وأنتم أكثر احتياجاً إلى هذه الآلاف.

فأخذ المبعوث يزيد في المبلغ و الإمام الشهيد يرفض ..

و كان بعض الإخوة يتعجبون ويتهامسون :

لم لا نأخذ المال و نستعين به عليهم .

فكان جواب الإمام الشهيد :

إن اليد التي تمتد لا تستطيع أن ترتد .

و اليد التي تأخذ العطاء لا تستطيع أن تضرب .

أننا مجاهدون بأموالنا لا بأموال غيرنا و بأنفسنا لا بأرواح غيرنا

من أين المال ؟

يجيب البناء

>يتساءل هؤلاء الإخوان المحبوبون الذين يرمقون الإخوان المسلمين عن بعد و يرقبونهم عن كثب قائلين: من أين ينفقون؟ و أنى لهم المال اللازم لدعوة نجحت و ازدهرت كدعوتهم و الوقت عصيب و النفوس شحيحة؟

و إني أجيب هؤلاء بأن الدعوات الدينية عمادها الإيمان قبل المال ، و العقيدة قبل الأعراض الزائلة ، و إذا وجد المؤمن الصحيح و جدت معه وسائل النجاح جميعا، و إن في مال الإخوان المسلمين القليل الذي يقتطعونه من نفقاتهم و يقتصدونه من ضرورياتهم و مطالب بيوتهم و أولادهم، و يجودون به طيبة نفوسهم سخية به قلوبهم، يود أحدهم لو كان له أضعاف أضعاف فينفقه في سبيل الله ، فإذا لم يجد بعضهم شيئا تولوا و أعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون. في هذا المال القليل و الإيمان الكبير و لله الحمد و العزة بلاغ لقوم عابدين و نجاح للعاملين الصادقين , و إن الله الذي بيده كل شيء ليبارك في القرش الواحد من قروش الإخوان , و (يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ) (البقرة:276).  

 (وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ)

** الإخوان وأدب الحوار مع المخالف وان كان بعيدا..

- نقد كتاب طه حسين

ألف الدكتور طه حسين كتاب " مستقبل الثقافة في مصر "

وقد أحدث دوياً ، واختلفت الآراء بين مادح وقادح .

وقد دعي الأستاذ المرشد حسن البنا ليدلي بدلوه حول الكتاب وحدد الموعد ، ووزعت الدعوات .

وقبل الموعد بخمسة أيام ، قرأ الأستاذ الكتاب في التزام أثناء ذهابه و إيابه من المدرسة .

وذهب إلى دار الشبان المسلمين في الموعد المحدد ، فإذا بها ممتلئة برجالات العلم و الأدب والتربية..

ووقف الإمام على المنصة واستفتح بحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله .

ثم بدأ ينتقد الكتاب بكلام من داخل الكتاب . فأخذ يأتي بفقرات ويشير إلى رقم الصفحات والحاضرون يتعجبون من هذه الذاكرة ، وتلك العبقرية

 وفي الختام أبلغ السكرتير العام للشبان المسلمين الأستاذ المرشد بوجود الدكتور طه حسين في مكان خفي.

وفي اليوم التالي طلب الدكتور طه مقابلة الأستاذ المرشد ...

فقابله ، ودار حديث أكبر فيه الدكتور طه الأستاذ المرشد ، ثم قال الدكتور طه : ليت أعدائي مثل حسن البنا إذن لمددت لهم يدي من أول يوم .

يا أستاذ حسن ، لقد كنت أستمع إلى نقدك لي وأطرب ...)

اكتفي بهذا القدر ، وإنما هي إشارات ونماذج ،وخطوط عامة لمسيرة محكمة ذات غايات وأهداف ووسائل ، هي نفسها اليوم بذات الروح كعهدها المتواتر تتجدد في الفهم وإيقاع الوسيلة بنفس تلك الانطلاقة الواعية البصيرة المتزنة في الفهم وإحكام الضبط ..، فان قيمت من جهة أو احد ووضعت في الميزان فلتأخذ بهذه الفكرة والمسار العام الغالب وليس على الاجتزاء لحالات فردية مغايره تبعا لاجتهاد شخصي ...

مع التأكيد هنا مرة أخرى أنها لم تكن يوما ولن تكون في تغاير مع الوطني أو القومي فهما عمقها ونسيجها وهي لهما المنبع والموجه والدفيء ، ومن يريد حصول انفصام فإنما قضيته بعيدة وفي غير أجندة شعوبنا وامتنا اليوم ..

ولعل اختياري لشخص الإمام دون غيره من زملائه أو تلامذته أو هذه الأنساق في مختلف البلدان يعود إلى الوقت والمساحة هنا ، وكونه اقرب للاستشهاد عن غيره باعتباره المؤسس ، وباعتبار الظاهرة المصرية كعينة اقرب للتمثيل عن غيرها بفعل الجلبة الحاصلة ومركزيتها في كل المجالات الدينية ، أو الثقافية ، أو الفنية ..الخ .. ..

Wesabi111@gawab.com


في الثلاثاء 01 إبريل-نيسان 2008 09:56:44 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=3552