ورحل الشيخ عبدالله !
كاتب/محمد الشبيري
كاتب/محمد الشبيري

مأرب برس - خاص

عاش شامخاً ومات شامخا،ً ذلك هو الشيخ المناضل عبدالله بن حسين الأحمر أحد رموز النضال الوطني وحركة الإصلاح في اليمن .

الشيخ عبدالله واحد ممن نالوا احترام الجميع وتقديرهم على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم الفكرية، وهو من القلائل في اليمن الذين امسكوا بالعصا من الوسط واستطاع خلال حياته أن يحظى باحترام القيادة السياسية رغم ما شاب العلاقة بينهما من فتور في بعض المراحل التاريخية نتيجة تزعم الشيخ لأكبر حزب معارض هو التجمع اليمني للإصلاح .

الأحمر لم يكنْ على الإطلاق رجلاً عادياً ولا مجرد شخصية حزبية رغم انتمائه المبكر إلى صفوف الإسلاميين مع الزبيري وغيره من رجالات الفكر الإسلامي بل كان الأحمر شيخاً قبلياً سعى إلى إصلاح ذات البين، بين جميع قبائل اليمن الذين يكنون له وداً وتبجيلاً فاق كل التصورات .

لم يعرف عن الشيخ الأحمر تعصبه لحزبه ولا تفريطه في جنبه رغم أن اطرافاً حاولت تعكير صفو علاقته بالإصلاح أحيانا وبالسلطة أحايين أخرى إلا أن لدى الرجل ثوابت وطنية ومعتقدات فكرية تشربها وهو في سن مبكرة حالت دون أن يتحول الرجل في مواقفه أو أن يساوم على أي شيء من شأنه الإضرار بالوطن وسمعة أبناءه كما فعل الكثيرون ممن باعوا مبادئهم وعاشوا على ضريبة التخلي عنها.

عبدالله بن حسين الأحمر _في اعتقادي_ يمثّل الشخصية اليمنية الحقيقية في الوفاء والصدق والشفافية والتواضع وحب الوطن، ولم يعرف عنه يوماً و_حتى لم يُقلْ عنه_ أنه أساء لأحد أو تهجم على أحد رغم إساءات البعض له إلا أنه كان أكبر من ذلك وأسمى وترفع حينها عن الرد على البعض لأيمانه وثقته بنفسه وبقدراته.

يتمتع الشيخ بذكاء خارق وبصيرة نافذة، ولقد حضرت مرةً مجلسه وهو يستمع إلى شكاوى زائريه ويحل مشاكلهم ويصغي إليهم بكل تواضع كما لو كان رجلاً عادياً وليس رئيس مجلس نواب ورئيس اكبر حزب معارض وشيخ قبيلة من اكبر قبائل اليمن .

 جمع الأحمر بين الحزب والقبيلة والمجلس ولم يطغَ أيها على الآخر، ولست مبالعاً إنْ قلت أنه كان يدير اليمن من "ديوانه" ويمارس دور السياسي والشيخ في آن واحد بكل كفاءة واقتدار دون أن يؤثر ذلك على علاقته بالآخرين .

بوفاة الشيخ يكون اليمن خسر واحد من رجالاته وركن من أركان بناء الدولة اليمنية التي مات الشيخ وهي ما تزال تعاني الكثير والكثير .

سيناريوهات ما بعد الشيخ

الشيخ عبدالله رحمه الله خلّف رموزاً وطنية ورجالات فكر من أبناءه كالشيخ حميد الأحمر الذي يعتقد أن يصبح خليفةً لأبيه في قيادة حزب الإصلاح الإسلامي إلى كونه عضواً في مجلس النواب،والأخير ستتحول رئاسته بالتأكيد إلى حزب المؤتمر الشعبي العام صاحب الأغلبية في المجلس ولن يفكر المؤتمر إطلاقاً في السماح لأي كان من خارج المؤتمر بقيادة المجلس كما كان يفعل مع الشيخ عبدالله.

الشيخ صادق هو الشيخ القبلي لحاشد خلفاً لأبيه رحمه الله وبذلك سيتمسك " بيت الأحمر " بمقاليد القبيلة والحزب ولن يطرأ أي شيء على مكانة آل الأحمر إلا في كون القبيلة ستصبح في يد واحد والحزب في يد أخيه الذي يصغره وسيستمر الشيخ حسين في مشاريعه القبلية السياسية ما لم يتم احتوائه من قبل الرئيس مرةً أخرى !

حزب الإصلاح بعد الشيخ

صحيح أن الإصلاح فقد رئيس هيئته وبذلك سيخسر الكثير من علاقاته بالآخرين لكن الحزب استطاع منذ وقت مبكر أن يحتوي ابن الشيخ (اعني حميد) وهو شخصية اجتماعية وسياسية كبيرة ورجل أعمال محترف وعقلية تجارية لا تضاهى ويعتقد أن يكون على رأس قيادة حزب التجمع اليمني للإصلاح باعتباره شخصية تلتقي عندها كل الأطراف خاصةً اللقاء المشترك الذي يحظى حميد بتقدير كبير في صفوف أبناء اللقاء المشترك الذين يعولون عليه في الكثير من المواقف ويؤيدونه في كثير من الرؤى والأفكار.

علاقة الإصلاح ستسوء بكل تأكيد مع السلطة وسيفقد الإصلاح مزيداً من تنازلات السلطة تجاهه لكنه لن يضطر للمواجهة معها، لأنه يدرك خطورة المرحلة ويدرك تماماً ماذا يعني فقدانه للشيخ عبدالله الأحمر؟ .

اعلم تماماً أنني لن استطيع أن أوفي الشيخ الأحمر حقه ولكنها عبارة عن خواطر في وفاته اسأل الله أن تكون خالصةً لوجهه الكريم وألا يكون فيها لأحد نصيب غير الله .

رحم الله فقيد الوطن والأمة والهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون .

Ms730@hotmail.com


في السبت 29 ديسمبر-كانون الأول 2007 12:33:28 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=3048