الدّم واحد...
محمد عبدالله الحريبي
محمد عبدالله الحريبي

في رثاء الشهيدة هالة شعيشع و رفيقاتها في المنصورة في جمهورية مصر العربية

سقط القناع و صمتكِ أصوات

من توقظين جميعهم أمواتُ

الـمجرمون الـسافكون دماءنا

و الـقائلون وجوههم عوراتُ

الأدعياء السـارقون نضــالنا

و الثائرون و جمعهم أشتـــات

هــم مـيـتون و مـوتـنا بـجنانا

لـيت الأشـاوس كلهم هالاتُ

مات الجميع و لا سواك مخلد

و سيسقط الطغيان منك رفاتُ

الـدّم واحـد ســالــت الـعـبـراتُ

و الــديــن واحـد هــاكـمُ الأيـــات

الـهـمُّ واحــد يـا شقيقي و الـمنى

و لَـمصُرُ فـي قـلبي هـي الـنبضات

أبـنـاؤهـا أهــلـي جـمـيعا أخـوتـي

و لـجـرحـهم مـــن مـهـجـتي أنّــات

حــاورتـهـم و الله أبــغـي صـلـحـهم

مــا ضـرنـي مــن غـاضـبٍ إسـكات

شــلّـت يــدٌ يــاربّ خـانـت اخـوتـي

فـي غــيــر حـــقٍ نـابـهـا أبــيـاتُ

مــا قـلـت إلا مــا أحــسّ و مـا أرى

مـا استأنست صدق الرؤى عُصباتُ

كـــلٌّ يـخـالـف مــن ســواه تـعـصبا

طـال الـــخــلاف وأيــنــعـت زلاّت

يــا غـاضـبين بـحـجرها لــم تـعـقلوا

فــي شــق أمــي هــذه الـطـعنات

الـنـيـل يــرجـف مـــن دعــاة تـحـررٍ

و بـمـثلهم قــد ضــاع أمــس فـرات

الــمـنـقـذون و فــعـلـهـم أغــراقـنـا

و الـحـاكـمون و شـأنـهـم خـطـبـاتُ

قــتـل الـربـيع الـنـفط فــي أوطـانـنا

خــنـقـت زهـــور الــمـرج مـلـيـاراتُ

يــا سـاحـة الـتـحرير حـين ( يـنايرٍ )

كـــم بـالـخـوالف أخـفـقـت ثــواراتُ

كـفوا الـخلاف فـطالما ديـس الـثرى

بــبــيــادق تــلــهــوا بـــهــم دولات

مـــاذا أقـــول و مـصـر هــذا حـالـها

مــاتــت بــكــفّ حـمـاتـهـا الــرّبــات

دعني سأغلق طرف حلمي محبطا

حـــتــى تــعــود لإخـوة هــمّــات


في الثلاثاء 23 يوليو-تموز 2013 05:29:26 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=21444