وداعاً للسلاح..
د.مروان الغفوري
د.مروان الغفوري

التحصينات تنهار بسرعة ، الجيش يخرج إلى الحياد، القوات اﻷمنية تعاد صياغتها لتقوم بدورها الجوهري :

حماية الجميع من الجميع.

أحلم برؤية لوحة عظيمة على جبل نقم تنير صنعاء لمائة عام :

وداعاً للسﻼح .

ساعات مثيرة في تاريخ اليمن تنتقل فيها الدولة من الطور الجنيني إلى الميﻼد، إلى طفولتها..

في هذا الفارق تعبر البطوﻻت والفكاهات، الخيبات والعبقريات عن نفسها ..

ترى الصيادي وتوكل كرمان تستمع للبركاني وعمر عبد العزيز تقرأ لحسن الشاطر وحبيب سروري مع بروز الدولة يمكن تذكر آدم سميث بطريقة ما :

العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة .

بقي جهاز العدالة حتى هذه اللحظة في الﻼمفكر فيه.

صنعاء اﻵن تعج بالصحف، حوالي عشر صحف يومية. شيئاً فشيئاً يلجأ الناس في صنعاء إلى

المزيد من الورق والقليل من السﻼح.

ثمة فرصة لميﻼد كبير.

الطريقة التي أعيدت بها صياغة مؤسستي الجيش والبوليس ليست فقط حديثة. هي متفوقة، بمعنى حداثي،عربياً ..

هذه اللحظات المليئة بالشجن واﻵمال تعج أيضاً بمستويات عالية من التعكير، من التشويش ..

لكن ما هو أساسي وجوهري، بصرف النظر عن منسوب الفوضى الذي يزيد أو يقل، أننا منذ 11 فبراير 2011 نعبر إلى أرض جديدة .

معنا تعبر البلدة الطيبة، على شفتيها أغنية لفيروز :

عم فتش أنا على حب جديد

والناس عيونا عليي

بتطل بيوقع مني الكاس

وحدي اللي بشوفك من هالناس

من بين الكل بتسرقني

و بتلج الماضي بتحرقني .

وداعاً للسﻼح،

وداعاً ل " تلج الماضي .."

ملحوظة :

في رأسي مئات الأسماء

أفكر برسالة جماعية أوجهها لهم :

نحن ـ العاطفيين البسطاء، الذين نحفظ الكتب وﻻ نفهمها، الطوبويين اﻷغبياء الذين تحدثوا عن عالم جديد ﻻ يفهمونه، مثيري الشفقة المأجورين، الذين رددوا كالببغاوات إرادات أناس آخرين، الحفاة الطيبين، الذين أهانوا فكرة الحرية ومعنى الثورة، المندفعين السطحيين، الذين لم يلتفتوا للرؤية الخارقة ﻷولئك الكتاب المهمين العليمين، نحن الذين تحدثنا عن الخبز الحافي ولم نكترث

لعدد المدافع في صنعاء وللحظة ما تحولنا إلى أشرار مخلصين مزقنا تاريخ طيبتنا ووداعتنا في الخيام هتفنا للمحاربين في أرحب وللشعراء في تعز وأطلقنا الرصاص أيضاً . نعم، على طريقة ثوار فرنسا

أطلقنا الرصاص

عندما كان ﻻ بد أن نطلق الرصاص .

اختلفنا مع أمل دنقل، دمرنا نبوءته .

قال لنا :

الودعاء الطيبون هم الذين يرثون اﻷرض في نهاية المدى ﻷنهم ﻻ يشنقون .

لم نكن ودعاء طيبين . وهانحن نرث اﻷرض في

نهاية المدى .


في الأربعاء 17 إبريل-نيسان 2013 07:36:07 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=20037