تهامة.. الوجع المضاعف
عارف الدوش
عارف الدوش

  تهامه الأرض والبحر الأكثر عطاء إنها سلة الغذاء المتنوعة لليمن حبوباُ وقمحاً وفاكهة وسمكاً طرياً  لكنها الأكثر فقراً ونهباً واضطهاداً وعبودية وجهلاً وحرماناً وتهميشاً حال مدنها وقراها يدمي القلوب ويبكي العيون عانت الويلات سرقت ونهبت خيراتها منذ ما اصطلح على تسميته بالفتح لمناطق الغرب والوسط والجنوب بعد رحيل الأتراك وبدء حكم أل حميد الدين ولا يمكن إن يطلع قارئ أو باحث على التاريخ السياسي اليمني إلا ويقرأ جهاد ونضال الزرانيق ضد الضيم والقهر والإخضاع فقد كانوا أبطالاً صناديد وقصص قهرهم استخدمت فيها أبشع صنوف القهر والذل حتى مات زعمائهم في السجن في صنعاء وحجة.

اسطر قليلة للتذكير فقط فتهامة تاريخ طويل من القهر والنهب والاضطهاد شارك فيه قلة من أبنائها تهامة الشيوخ ومن ارتبطوا بالحكام منذ بداية القرن العشرين الماضي حتى اليوم مثلهم مثل غيرهم في المدن اليمنية الأخرى تعز وإب كدسوا الفتات الذي كان يشتريهم به الحكام واستخدموا لقهر أبناء جلدتهم لكن الأمر في تهامه أكثر بؤساً وأكثر قهراً وأكثر وأكثر وأكثر أنه الوجع المضاعف.

 للموت في اليمن أسباب كثيرة وفي تهامة يضاف القهر والجهل والأمية وطبيعة الناس وتكوينهم فالتهاميون مسالمون طيبون هم من فيهم رسول الله "ص" أرق قلوباً وألين أفئدة فأستغل الغلاظ الجلاف حكام اليمن وعسكرها ومتنفذيها منذ بداية القرن العشرين الماضي حتى اليوم طيبة أهل تهامة ورقة قلوبهم فنهبوهم وقتلوهم وأخضعوهم بالقوة تارة وبالحيلة تارة أخرى ولكن بمشاركة ورضا شيوخهم وكبارهم الذين كانوا ولا زالوا يقنعون بالقليل أو بالفتات فهم من يتحملون الوزر الأكبر.فتهامة وتعز وإب وأنضمت إليها المحافظات الجنوبية كلها تقهر بأبنائها لكن ذلك يبدو أكثر وضوحاً في تهامة وتعز.

 من منا لا يعرف إن أهل تهامة يشترون احتياجاتهم الضرورية لليوم الواحد ولا أبالغ إن قلت للوجبة الواحدة ففي تهامة يتم شراء الزيت والرز والسكر والحليب بالملعقة والدقيق والقمح بالكيلو ونصف الكيلو من منا لم يشاهد الفقر الشديد والمرض المنتشر والمدن المهملة والقرى البائسة كل من يزور الحديدة والمدن والقرى التهامية يعود ليتحدث عن الفقر والظلم والعبودية والاضطهاد يقصص لأصحابه وأهله ومعاريفه ما راءه وشاهده بقلب موجوع وصدر ضيق. 

هناك إجماع بأن تهامة ظلمت كثيراً وأهلها همشوا كثيراً وثرواتها في البر والبحر نهبت من الحكام والمرتبطين بهم وهؤلاء الناهبون من خارج تهامة ومن بعض أهلها فقد حان الوقت لإنصاف تهامة بالإهتمام بها فلديها ثروات في البر والبحر حرام إن تنهب وأهلها يقهرون ويهمشون ويجوعون وتفتك بهم الأمراض و يقتلون بعنجهية ودم بارد قصص كثيرة تروى اضطهاد رجال الدولة عسكريون ومدنيون لأهل تهامة وأسواقها ومدنها وهذا ليس تحريضا ضد أحد لكنها إشارة بسيطة والقصص مبكية تدمي القلوب.

بعد أن تنفس التهاميون عبير الربيع العربي واخذوا يطالبون برفع الضيم والقهر والظلم نقرأ ونسمع اليوم من يفلسف الأمور ويحملها أكثر مما تحتمل فهناك من يقول رجال النظام السابق وراء الحراك التهامي وهناك من يستبدلهم بالحوثيين وغدا سيقال عملاء للخارج وكل ذلك هروباً من مسئولية ظلم ونهب تهامة وقهر أهلها

وأخيراً: للأمانة والتاريخ والإنصاف تهامة أكثر محافظة منهوبة وأهلها مهمشون وكان يفترض أن تكون أول المحافظات والمناطق المنتفضة لقد حان وقت رفع الكروت الحمراء ضد أصحاب الكروش والنهابة للأراضي والمنتجعات والسواحل فالنهب في تهامة فضيع وبعض النهابة يمتلكون ما يعادل دولة البحرين وأكثر.


في الأربعاء 10 إبريل-نيسان 2013 06:50:37 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=19930