سأنسحب ....
يحي الصباحي
يحي الصباحي
سأنسحب...

نعم سأنسحب...

فبلغوا عنّي الأنّام...

وليحتفي الأقزام...

ولتسمع النُجوم والكواكِب ...

وليسمع الأبرار والفُجَار...

ولتشهدِ الأشجارُ والأحجار والبحار...

بأنني سأنسحب...

فليُشعِلوا فرحتهم ولينصُبوا الخيام ...

وليرقُصوا سُكارى فوق موائِدِ الجِرذان...

فما أنا بِناقِدٍ ...

وكأَّنَّ شيئاً لم يَكُن...

فما الذي يعني لي... (زعطانُ أو فلتان )

بعد الذي رأيتهُ من غدرِ أهلِ الشان ...

وبعد ما لاقيته من سبِهم وشتمهم وقذفهم؛

لِمن يُريد عِزهم وسعادةَ الأوطانِ...

فما الذي يعنيني؟!!!

أو مثل ما قال المثل...

(الصمت من ذهب)

(حسب الذي أملى بِهِ مأمُوركم عالي الرُتب)؟!!!

ومن تكلم أو خطب...

يُريدُ قول الحقِ...

يُقالُ مَجنونٌ كذب...وعاهِرٌ ليسَ لهُ نسب...

معذرةً منكم يا من تعديتم هنا...

تقبلوا اعتذاري...

فصحوتي كانت هنا ليست سوى مِراءً وكذِب...

وسلموا الذي وعدتم مِن القُروشِ والذهب...

لأنني مُنذُ غداً...

أبيعكم ولائي ...

فتقاسموا المناصِب..

ومارسوا الإجرام...

في كل خاذلٍ ونائِم جبان... من شعبنا المِقدام...

فكلهم كانوا هُنا في شرعكم...يُدان أو يُدان...

هُم صَفَّقوا وزَمَّروا وتراقصوا في عيدكم...وبعد كُلِّ مذبَحةٍ...

فليحصِدوا مازرعوا...

وليجتنوا ثِمارهم من فُرقةِ الأوطان...

(مع احترامي للكرام)

(فوطنُ السلام لم يعدَم الأحرار)

*****
وها أنا أقولها ثانيَةً...

سأنسحب...

نعم أنا سأنسحب...

ليس لأنني وحيد...

أو هاربٌ من الوعيد...

أو أرعبتني فُوُّهَةُ البنادِق...

أو زلزلت فرائصي المكائِدُ الوضيعة...

سأنسحب لكن ...ورأسي منتصب...

سأنسحِب...

نعم أنا سأنسحب...

وليسمع الأقزام والقُطعانُ والغِلمان..

ولابسي ثوبَ الدجل... ورائدي فن الكذب والزورِ والبُهتان..

وليعلم المُرائي...

وليعلم المُحابي...

وليعلم المُرابي ...

وليعلم العُبَّادُ للأوثان والأصنام ...والمُسقتسمين بالأزلام...

وليعلم العميل المرتزق...

والعاذِلُ المُنَمِق للرذائل...

وكُلَّ شانٍ وجاسوس ودساسٍ ونخاسٍ ومارقٍ ...

قسماً بمن رفع السماء...

قسماً بمن شق القمر...

بأن كيدكُم لنا هنا حتماً بِكُم سيحترق...

ومكرُكُم لابد أن يعود فيكم ...سيلاً من المصائب..

وكيدكُم مُهاجرٍ إليكم؛

مثل بريقٍ لامِعٍ... يصعَقُ كُلّ خائِنٍ... وكل ذَئِب ماكرٍ...

وكُلَّ لائِمٍ لبِق...

ولتعلموا بأن جمعكم حتّى وإن طال الزمن...

يوماً بِكم سيفترق...

ولؤُمُكُم وزُوركُم سيندلق...

ورماحُكُم لن تنطلق...

وحينها ستنجلي الحقائق...

وسيعلم الناس هنا... وستُدرِكُ الأنام...

من كان فينا مُنصِفــاً...

ومن كان فينا فاسِق...

من كان يسعى للوِفاقِ...

ومن كان يخلقُ الشِقاق...

من كان يُرسِل النسائِم...

ومن كان يُضرِمُ الحرائِق...

من كان فينا مُؤمِـنا...

ومن كان ذالك المنافق...

مَن كان صاحب المبادئ ...

ومن كان ذيلَ سارق...

وستعلم الدنيا...

وستُدركُ الأوطان...

من كان هــَـدَّام القِيَّم...

من كان سفاح الذِمم...

من جَرَّعَ الشعب الألم...

من حارب الأوطان...بالفقر والجهالة...!!!

من سلموا الرِقَاب ...للواشيِ الكذاب ...بتُهمةِ الإرهاب!!!

من شتتوا الأوطان بالدعواتِ الطائِفية!!!

من باعنا للغرب من دونما أسباب!!!

من سببوا الترحيل للكادِح المسكين بحُجةِ الكفالةِ!!!

من قذفوا بِالمغترب لدُوَّلٍ حُثـالةٍ؟!!!

من شاركوا المستثمرين بدون رأس مال...

مُقابِلَ (الحِمايةِ ...والغَشَ بالجمارك)...

ومن عاد منهم مُمتلئٌ؛

ويبتغي العيش الرغيد وهو جوارَ أهلِهِ...

يُريد أن يُساهم في نهضَةِ الأوطان...

باعوه بِالمزاد ...واستعبدوا عِيالهُ...

********

ياسادتي: تفكروا وراجِعوا الحِساب...

من سرقوا زاد الجياع؟!!!

من يتموا الأطفال وخربوا المساجِد في منطِقةِ أرحب؟!!!

من رمَّلوا النِساء ؟!!!

من شوهوا الأعـــراض لكُلِّ من يَقولُ (لاااااااااااااا)؟!!!

من سلبوا الأرواحَ؟!!!

من جَرَّحوا الشباب ...في الثورة المُباركة؟!!!

من سرقوا الأراضي ...في كُلِّ أرضٍ سامِقة؟!!!

من ملئوا المقابربالأشلاء والرُفاتِ؟!!!

من حطموا معاول الأخيار لو فكروا التفكير؛ أن يردِموا الجهالة ؟!!!

مَن صدروا العَمالةَ واستلموا المُقابِلَ عُمُولةُ العمالة!!!

من نهبوا نِفط الوطن!!!

من قايضوا بِالغاز بِوثائِقِ السفالةِ!!!

نحن دفعنا غُرمنا!!!

وهُم تبوئوا ظِلالهُ!!!

منذُ عرفنا النفط في أوطاننا زادت معاييرالبطالة!!!

حتى عَمالةُ المصافي تُرهِقهم مئُونَةُ الإعالة!!!

ياسادتي: تفكروا واعتبروا...

من أودعوا الأموال في أوروبا والدولِ السباقة؟!!!

من غسلوا الأموال في الخليجِ أو فيلادلفيا؟!!!

من قدموا استقالةً كاذِبَةً .... بدافِع التضليلِ والخِداعِ!!!

من خربوا الأبراج؟!!!

في نِهم أو صِرواح؟!!!

من كان خلف أيدي الجهلِ والضلالة؟!!!

من زرعوا الفُراق !!!

من باعنا للجار؟!!!

من سلموا جيزان؟!!!

من سلموا نجران؟!!!

من سلموا عسير..بأبخسِ الأثمان؟!!!

وأخذوا أموالها للدولِ المُصنِعةَ؟!!!

من صنعوا المُؤامَرة؟!!!

من قتلوا الشهيد ؟!!!

مَن أزهقوا روح العديدِ من أبطالنا الشُجعان؟!!!

من نحروا رئِيسنا الذي تطورت في عهدِهِ الأوطان؟!!!

(قائدنا الحمدي)...

ياسادتي: تفكروا واعتبروا...

مَن قتلوا الأشراف في بلادنا... هم خائني الأوطان...

هُم قاتلي الأحلام...

لأنهم لم يقتلوهُ وحدهُ... بل قتلوا ِبقتلهِ مسيرة الأوطانِ...

ياسادتي: تفكروا واعتبروا...

من ماطلونا بالخِداعِ والخُطبِ الرنانة؟!!!

عن البناء والنماء والمجدِ والحضارة؟!!!

من سخروا من شعبِهِم؟!!!

واختلقوا كذبتهم عن كهرباءٍ بالنووي؟!!!

وشعبنا المسكين قد صدقَ الخِطاب ...

لكنهُ لما رئا فِعاله إستغرب المقالة...

ياسادتي: تفكروا واعتبروا...وراجعوا الحِساب ...

من نحروا الأحرار في جمعةِ الكرامة؟!!!

من مزقوا الأشلاء في ساحةِ السبعين أو في رُبا تِهامة؟!!!

أو حضوموتَ أو ذمار أو إب أو أبيّن؟!!!

من جرعونا الخِزي والبؤس والندامة؟!!!

من ليس في دِمائِهم شيئٌ من الشهامةِ؟!!!

مَن أصَّلوا الشحاته؟!!!

من سرقوا زادَ الجياع؟!!!

من ربُّوا القُطعان ليسرقوا المتاع حتى على دورِ العِبادة؟!!!

من نشروا اللصوص... وحاصدي النُفوس... في موطِنِ السعادة؟!!!

ياسادتي: تفكروا واعتبروا وراجعوا الحساب...


*********


يا سادتي سأنسحب...

نعم أنا سأنسحب...

لكن أقُولُها لكم...

اليوم مُنتصرٌ أنا في قِمةِ الأمجاد...

رغم انسحابي المنتظر ...

معذِرةً... معذِرةً ...

حتّى معى انسحابي ...تأكدوا بأنني أنا الذي سيكسبُ الرِهانَ...

*****

يا حاكمي البلاد في أرذلِ العهود...

ما زالتِ الأيادي تعيثُ حتى الآن...

حتّى وقد سقطتم...

حتى وقد نهبتم من كل ما اشتهيتم...

لم ترتضوا لشعبنا أن يُهجُرَ الأحزان...

تلك الأيادي الآثمة...

لن تتركَ الأوطان إلا كما الخرائِب...

كأنَّها كانت لهم... جائت بها أبقارُهُم...

فتقاسموا مربطها للأهل والجيران...

يا أيها الناس اسمعوا وبلغوا وترقبوا الوفاء بالقسم...

قسماً بمن رفع السماء...

قسماً بمن شق القمر...

بأن كيدهُم سيحترق...

وحينها سيدركون .... معنى كلامي هاهُنا ...

وليسمع الجميع وعدي هُنا...

أعدكم يا سادتي...

بأن قلبي لن يرق...

و سأعطي كُلَّ فرد فيهِم ...

في كاسِهِ مايستحق...

وأذيقَ كُلَّ مارِقٍ من حُرقَةِ المحَارق...

وأُجَرعُ المُفرقين من لوعة المُفارق...

فالله مازال معي ..وثقتي بخالقي كثقةٍ عمياء من عاشقٍ لعاشق...

رغماً على أنف المريض...

رغماً على أنف الحقير...

رغماً على أنف المُنافِق...

وكُلُّ أصحابِ النُفوذ والأنفُسِ الوضيعة...

من في رِقابِهم جريرة التربيةِ الدنيئة...

********
نعم أنا سأنسحب...

نعم سأنسحب...

لكنني رغم انسحابي هاهنا...

أعلنها لكم بأنني أنا رغماً على أُنوفكم من يكسب الرهان...

رُغْمَاً على أنف اللئام والكاذبِ النَمَّام ...

نعم أنا سأنسحب...

نعم سأنسحب...

لكنَّ رأسيَّ في السماء...

وقدمي قائِمةٌ وقاعِدة؛ فوق رؤوس الشِرذمات الحاقِدة...

لكنني هنا أعِدُ والحرُ دوماً صادق...

بأنني لن اتمادى...

سوفُ أوزِعُ الأحزان..

بالكيل والميزان...

مثل الذي سُقيتُ منهم...

مثل الذي أسقيه...

سوف أوزِعُ الأحزان...

بالعدلِ والإنصاف...

وقيل في معنى الأثر...

مثل الذي تَدينُ... ياصاحبي تُدان...

في الجمعة 29 مارس - آذار 2013 04:41:42 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=19751