البيض هو من يجب ان يعتذر
عبدالغني المجيدي
عبدالغني المجيدي

  في بداية مقالي وحتى لا اتهم أني شمالي متعصب ضد الجنوب أحب ان أوضح ان أغلب أصدقائي وإخواني ومن أحتك بهم هم رجال من الجنوب وهم أنبل من عرفت كما أني متزوج جنوبيه وأخوال أولادي من الجنوب

فأتمنى على من يقرأ مقالي ان يقرأه بتجرد كما كتبته وما كتبت هذه السطور إلا براءة لذمتي امام الله فقد نشأ جيل خلال ال22 عاما التي مضت ليس لديه العلم او الوعي والإدراك بما حدث من بداية الوحده وما مرت به من منعطفات تاريخيه فيحاول البعض تشويه الحقائق وخلط الأمور عليهم ويصور أن الجنوب كان برخاء وأمن وأمان حتى جاء المحتل الشمالي فحرمهم ذلك النعيم ونهب ثروتهم واحتل أرضهم !!

وفي هذا تجني على التاريخ والحقيقة لقد توحد اليمن شمالا وجنوبا تحقيقا لأهداف ثورتي سبتمبر واكتوبر وتحقيقا لحلم من صنعوا تلكم الثورات في الشمال والجنوب بل إن ثورة الشمال ما قامت إلا بمساندة إخواننا في الجنوب وما كانت ثورة الجنوب لتنجح لولا وقوف الشمال معها وما الشهيد ((عبود)) وهو مهيوب على غالب الشرعبي المشهور في الجنوب إلا شرعبي من تعز اعتلى ناقلة جند بريطانيه ليفجرها ويحدث اصابات كبيرة بين قتيل وجريح الأمر الذي اثار جنون البريطانيين من هذه العمليه فخلد اسمه في الجنوب وسميت معسكرات بإسمه إلا مثالا للحمة الشعب اليمني الواحد الذي يسند بعضه بعضها شمالا وجنوبا في وقت ألشده لأن المصير مشترك وإلا فغيره كثر

عند تحقيق الوحده كان هناك توازن في ميزان القوى ألسياسيه منع على صالح من بسط سيطرته او نفوذه على الجنوب كما انه منع الحزب الإشتراكي من بسط هيمنته الشموليه على الشمال و برز تيار سياسي ثالث هو التجمع اليمني للإصلاح ومثل عامل توازن بينهما

كما ان الحزب الإشتراكي بهيكله الدولة والجيش التي كان يمتلكها جعل على عبد الله صالح لا يمثل الرعب على الجنوبيين

وحتى عام 1994 والجنوب حكر على الحزب الإشتراكي وباسط نفوذه عليه ولم يكن قد دخل مسئول واحد فاسد من الشمال له ولم يكن قد حدث أي نهب للثروة أو الأرضي

وبعد خروج النفط والغاز في حضرموت قام على سالم البيض بأبشع جريمه ارتكبها في حق الشعب اليمني والحزب الإشتراكي والجنوب والأحزاب السياسية

فقد صور له طمعه في النفط والغاز والحفاظ على مصالح بعض قيادات الحزب الإشتراكي وليس جميعهم وبنظرة عنصريه مقيتة انه قادر على فرض مخطط يهدف إلى تمزيق اليمن وإعادة الإنفصال بدعم قوى دوليه كبرى وتمويل دول إقليميه كانت ترى في الوحدة خطرا عليها إلا أنها اليوم اعادت النظر في سياستها وعلمت ان وحده اليمن تمثل استقرارا لليمنيين الأمر الذي ينعكس إيجابا على استقرارها وأمنها القومي

وكان مبلغ مليارين وتسعمائة مليون دولار هو الثمن المقدم لهذه الخطوة الرعناء التي قام بها البيض والتي دفع شعب اليمن عموما ثم الحزب الإشتراكي ثانيا ثم الجنوب على وجه الخصوص ثالثا ثمنها الباهض

من هنا فحرب صيف عام 1994 لم يكن حرب اعتدى فيها الشمال على الجنوب كما يحلوا للبعض ان يصورها , إنما كانت حرب خطط وتأمر فيها البيض على الوحدة وكلنا نعلم كم كان النظام في الشمال متخوف من هذه الحرب وكم قدم من تنازلات للبيض وشروطه التعجيزيه

كما نعلم ان المرحوم الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر حين وقع على وثيقة العهد والإتفاق في الأردن وبناء على رغبه من على سالم البيض بأن يكون التوقيع ليس في اليمن وقعها وكتب شرطا فيها وهو (( على ان يعود على سالم البيض إلى صنعاء )) لأنه يرحمه الله كان على علم ان الرجل مهما قدمت له من تنازلات فإنه ماض في مخطط الإنفصال لأنه قد قبض الثمن وما عليه إلا ان ينفذ

 وكان تخوف الشمال من إشعال الحرب ينبع من قوة الدعم الخارجي الدولي والإقليمي الذي كان يتلقاه البيض سياسيا وماديا

ولكن بحمد الله تعالى هب أبناء اليمن الغيارى لحماية وحدتهم وفي مقدتهم أبناء الجنوب وهم من اسقطوا رهان الإنفصال صيف عام 1994 وفي المقدمه أبناء شبوة وأبين الذين قاتلوا جنبا إلى جنب مع إخوانهم من قوات الشمال

كما ان الجيش الجنوبي وهو الجيش الحر المقاتل الصنديد وكان يمتلك من التحصينات والعتاد العسكري والخبرة القتاليه ما يمكنه من الصمود سنين إلا انه كان غير مقتنع بالقتال تحت راية تمزيق اليمن والإنفصال فكان ينسحب ويسلم المواقع

هذه الجريمة البشعة التي قام بها البيض والتي لا أجد وصفا لها غير انها خيانه عظمى في حق اليمن وفي حق الحزب الإشتراكي الوحدوي النهج والتفكير وفي حق أبناء الجنوب فهي مكنت على عبد الله صالح وفي نشوة النصر من حل ما يزيد عن 60 الف جنوبي من الجيش ،وهي من جعلت على عبد الله صالح يفكك الحزب الإشتراكي ويصادر مقراته و ممتلكاته بعد ان فر أغلب قياداته للخارج وهنا انتهت لعبة التوزانات السياسيه القائمه واصبح على صالح وحزب المؤتمر هو المسيطر الأكبر على المشهد السياسي في اليمن وبدأ بإقصاء شركائه السياسيين من الإصلاح كما اقصى قبلهم الناصريين !

كما ان هذه الخيانه هي من جعلت على صالح يقوم بتعيين أسوأ من معه ليديروا الجنوب وينهبوا خيراته كما نهبوا من قبل مأرب والحديدة والضرائب والجمارك ،ولولا المغامرة الحمقاء التي قام بها البيض ما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم من نكبات .

أفلا يجب ان يعتذر على سالم البيض على كل هذه الجرائم ؟

يعتذر للشعب اليمني شمالا وجنوبا على الخسائر البشرية التي ذهبت ضحية مخططه الإجرامي الإنفصالي ؟

 يعتذر للحزب الإشتراكي الذي تسبب في مصارده قوته العسكريه ومصادرة مقراته وممتلكاته يعتذر للأحزاب السياسيه التي بسببه همشت وتم إقصائها .

ويعتذر للجنوبيين فهو من تسبب بجعل على صالح وزمرته الفاسدة ينهبوا الجنوب ويعتبرونها غنيمه حرب لهم على سالم البيض الذي بسببه انتكس الجميع في هذه المصيبة الكبرى

ولأن الرجل لا يحسن مراجعة نفسه وقراءة أخطائه هاهو اليوم يبحث عن ممول أخر يدفع له ثمنا للدماء اليمنيه التي يخطط لسفكها كما سفك من قبل دم ما يزيد عن 17 الف يمني من الشمال والجنوب في مخطط انفصالي أخر !

وأخيرا أعتب على بعض إخواني في الجنوب الذين ينجرون ورا مخطط الإنفصالي الذي يبحث عن مصالحه الشخصية والتي في سبيلها ولا ضير لديه ان يقدم في كل شبر في الجنوب شهيد بينما هو ينعم بمئات الملايين الدولارات التي يدير من خلالها شركات وفنادق هو وأولاده .

 وأقول لهم ما موقفكم لو ان مجموعات متطرفة عنصريه في الشمال مرت على كل محلات الجنوبيين في صنعاء وتعز والحديده وطلبت منهم إخلاء محلاتهم خلال يومين وإلا سيكون مصيرهم القتل كما يحدث في حضرموت وعدن ولحج ؟!!

وهل من المرؤة والرجولة والدين ان يتم تفتيش الناس حسب بطاقاتهم الشخصية ومن كان شماليا يضرب حتى يموت او يشرف على الموت ؟!

وهل من النضال والرجولة ان نطلق النار على من قام بمسيرة القدر من تعز ليعتذر لكم ويعمق روح الأخوة والمحبة بيننا وبينكم ؟!

نحن شعب واحد ونسب واحد ودين واحد والعصر عصر التكتلات الإقتصاديه فلم تصدقوا هذا الدعي الذي كان يتباكى عام 1993 على من يأكلوا من القمامة ولديه اموال تكفي ان تغنيهم غير انه سخرها لقتلهم ثم حولها إلى شركات له ولأبنائه !

لاتستجيبوا لدعاة الفرقة والتمزقكي نتحول إلى كنتونات صغيره تداس بالأقدام وتتمسح بأذيالها طالبة القرب والطاعة لدى الآخرين ولا نلين لإخواننا 

a_alghani11@hotmail.com


في الجمعة 25 مايو 2012 06:41:20 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=15728