أطعمة تؤدي إلى شيخوخة الجسم واجهات تشغيل وميزات أمان جديدة تظهر في حقيقة رحيل جيرو عن ميلان الحكومة تكشف لـ مجلس الأمن الدولي أسباب الإخفاق في حل الأزمة اليمنية أردوغان يكشف عدد أعضاء حماس الذين يتلقون العلاج في تركيا أخيراً قبائل طوق صنعاء تصحو من سباتها.. تطورات مزعجة للمليشيات أبو عبيدة يصدر بياناً غير سار للكيان الصهيوني غروندبرغ يتحدث عن خريطة طريق أممية مدعومة عربياً وسعودياً للحل في اليمن لجنة خبراء موالية للحوثيين وإيران تكشف السر الخفي وراء الصمود الفولاذي لمحافظة مأرب ونجاحها في سحق كل محاولات إيران ومليشياتها في المنطقة إذا نظرنا إليه لدقائق يقتل خلال يومين.. تعرف على أخطر جسم بالعالم
حملت سره وعرفته دون سواها، لذا نالت منه ما لم ينله غيرها من نظيراتها شمالاً، ومارس بحقها وحق سكانها عشاق الثقافة والمدنية الحالمون بوطن يعترف بمواطنتهم ويمنحهم حقوقهم كبشر، مختلف صنوف القهر والإذلال، وعمل بكل ما أوتي من قوة على امتهان كرامة أبناءها، وطمس هويتها الثقافية، ومحاربة عشقها للمدنية.
نظر إليهم كـ"براغلة" يستحقون العيش في آخر سلم المواطنة، ولمدينتهم الحافظة لتاريخه كجغرافيا منبوذة، تزعج ذاكرته، متسببة في صداع دائم يسيطر على رأسه المزدحم بكل ما هو خبيث وحاقد.
لكي يخفي ما تحمله نفسه الموبوءة جلب من أبناءها من استطاع أن يروضهم ليزينوا دواوينه، جاعلاً منهم أبواق دعاية لتبرير سياساته تجاه أهلهم ومحافظتهم، فكانوا كبراميل فارغة أحدثت ضجيجاً طوال فترة حكمه ومازالت أسهمهم مرتفعة في ميدان النفاق وتبرير القتل، يصموا آذان الموتى والأحياء على حد سواء، وتحتفظ الذاكرة الجمعية بأسماء كـ"سلطان البركاني وعبده الجندي ومحمد القباطي وحمود الصوفي ومن على شاكلتهم".
من أراد أن يصعد لشجرة ذاكرة هذه المدينة متنقلاً بين أغصانها سيعود محملاً بأحداث كثيرة ينوء على حملها، حدثت بفعل صالح في إطار سياسته الانتقامية لهذه المدينة لمجرد أنها تحمل سره، منها أحداث منطقة الحجرية وعبد الله عبد العالم، قتل مشائخها، قتل الناصرين ودفنهم أحياء، محاربة مناطق شرعب، مؤتمر تعز الجماهيري 92 وما حل بابناءها بعده، ما تعرضوا له عقب حرب صيف94 وغيرها من الأحداث.
ورغم ما تعرضت له ومن بين ركام الأحداث امتلكت قدرة على لملمة أشلاءها، ومداواة جراحاتها، معتمدة على ذاتها لتنسج المستقبل في صورة شابات وشباب تسلحوا بالعلم والمعرفة، مؤمنين بيومً آت يعترف بأسلحتهم تلك في مواجهة أسلحة تقليدية لا تجيد سوى القتل، على عكس أسلحتهم التي تصنع الحياة.
اليوم تواجه تعز آخر فصول رواية" انتقام صالح" حيث تقوم قواته بممارسة لعبة القتل والقمع بحق المحتشدين سلمياً في ساحة التغيير بصورة شبه يومية وبدم أكثر برودة، لكنها –أي تعز- تواجه الفصل الأخير بقوة لم تعهدها من قبل، وبإيمان منقطع النظير بحتمية الحرية.
تعز في معتركها الأخير نست عطشها جراء الجفاف الذي أصاب حوضها المائي في عهد صالح الذي أحال شوارعها لبرك من الدماء، وصارت أكثر تعطشاً للخلاص، واشد تطلعاً لأفق الحرية، وأكثر عزماً للدولة المدنية.
يتراءى أمامي صالح وهو يغادر قصره مذعوراً يلعن "تعز" لأنها أسقطت عرشه ودون غيرها تعرف سره، وتتراءى أمامي تعز ترقص طرباً، مرتديه ثوب الفرح الذي سرقه صالح منها عند قدومه إليها.
باختصار هي تعز.. تعشق الحياة.. وتحمل المدنية وسط أحشائها.. وترنو للمستقبل بحلم الحياة.