جيش روسيا يواصل التقدم والزحف ورئيس أوكرانيا يعلن عن هجومًا أوسع نطاقًا احتدام الصراع الرئاسي بين ترامب وبايدن واتهامات بالخرف والمخدرات والقادم أعظم أول دولة عربية تعلن سداد جميع ديونها إلى صندوق النقد الدولي الطيران الإسرائيلي ينفذ عمليات اغتيال ثاني لقيادة كبيرة خلال 24 ساعة ومأرب- برس يرصد جانب منها مواصفات هاتف Galaxy M35 الجديد من سامسونغ دولة عربية تعلن سداد جميع ديونها إلى صندوق النقد الدولي موسم غير مسبوق.. رقم قياسي يدخل باير ليفركوزن تاريخ الدوري الألماني أول تعليق من البنك المركزي حول خروج مبالغ مالية عبر مطار عدن دون علم البنك بها الأرصاد يتوقع هطول أمطار رعدية في عدد من المحافظات خلال الـ 24 ساعة القادمة حماس تعلن استعادة قوتها في كل ميادين المواجهة بغزة - قيادي بارز في حماس يتحدث عن فرصة تاريخية للقضاء الكيان الصهيوني
يوم الإثنين قبل الفائت تملكتني مشاعرٌ من الجمر المتأجج ، وأنا أشاهد الغطرسة الصهيونية في أوج عنفوانها تقابلها ذلة عربية في أدنى منازلها ، ولم تكن تلك المشاعر مشاعرَ غضبٍ ضد الكيان الصهيوني لأن أنظمتنا أولى بغضبتنا عليها لأنها سبب ذلنا وهواننا على الناس ، ولم تكن تلك المشاعر مشاعر شفقة على أهل غزة أو المشاركين في أسطول الحرية فالأبطال أجدر بأن يشفقوا علينا ولا نشفق عليهم.. إنما هي مشاعر الخزي والعار والعجز والتقصير والقصور وانعدام النخوة والشرف والشهامة وقبل كل هذا وبعده خلل في العقيدة.. فما كان يمكن أن يحدث لغزة ما حدث لها ويحدث لو توفر القليل من ذلك.
تملكتني كل تلك المشاعر إلى درجة أنني لم أعد استوعب شيئاً مما أقرأه وأنا أشاهد الاستكبار الصهيوني يتمدد على حساب شرف أمتنا وعزتها ، فاعتذرت عن محاضراتي الجامعية ودروسي المسجدية ليوم الاثنين وصباح الثلاثاء.
ولكن سرعان ما تبدلت كل تلك المشاعر المتأججة إلى مشاعر يملؤها الأمل والعزة والشموخ وأنا أستمع إلى خطاب الفاتح المجدد "رجب طيب أردوغان" رئيس وزراء تركيا ، وحفيد الفاتح "محمد الفاتح" .. تمنيت لو كنت بجواره لأقوم فأقبّله على رأسه – وهو يستحق أكثر من ذلك – لأنه أخذ بزمام المبادرة دون حكامنا ، وتصدى للأفعى دون أقزامنا ، الذين اختصرت رجولتهم في ذكوريتهم ، واختزل شرفهم في مواضع العفة من نسائهم .
كنت أتمنى لو أن الله أعطاني سعة في المال أن أنحت كلمات خطابه على قالب من الذهب الخالص ليكون وثيقة تأريخية تتوارثها الأجيال إلى أن تقوم الساعة عنوانها "من هنا مرَّ أردوغان كما مر من قبله صلاح الدين" ، ولكن يكفيه أن الله تعالى قد سجلها له في سجل الحسنات فذلك هو الفوز الكبير .
قد يقول البعض : تتحدث وكأن أردوغان قد حرر الأقصى ورفع الحصار عن غزة واستأصل الكيان الغاصب، وتناسيت أن حكومته تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع الكيان الصهيوني !!
ولهؤلاء وأمثالهم من المثبطين أقول : نعم ؛ رجب طيب أردوغان رئيس للوزراء، و عبد الله غول رئيس للجمهورية، وحزبهما (العدالة والتنمية) هو الحزب الحاكم، ولكنهم لا يحكمون تركيا تماماً ، ولا يمسكون بزمام الأمور كلها كما هو شأن حكامنا ، فهناك المؤسسة العسكرية القوية المستقلة المتربصة والتي تملك علاقات مع المؤسسة العسكرية الصهيونية، أقل ما يقال عنها أنها جيدة... وهناك العلمانيون والمعارضون والجاهلون ...الخ، أضف إلى ذلك أن تركيا كانت وما تزال حليف الولايات المتحدة القوي في المنطقة وعضو في حلف الناتو.. لذلك عندما يتكلم أردوغان أو غيره فإنه يختار كلامه وخطواته بدقة.. وعلينا نحن أن نكون منصفين وفي نفس الوقت واقعيين في توقعاتنا منهم.
فليس من الواقعية أو الإنصاف أن نتوقع من أردوغان أن يعلن الحرب على الكيان الصهيوني ، كما ليس من الإنصاف أيضاً أن نعتبره تخاذل كما غيره من أشباه الرجال في بعض الدول العربية.
وهاكم بعض ما جاء في خطابه أمام البرلمان التركي :
- في الخطاب ، لم يكن كلام أردوغان دبلوماسياً بل كان (بكل المقاييس) قوياً حاد النبرة مهاجماً وعالي السقف .
- وصف الحكومة والقيادة "الإسرائيلية" بالقرصنة والسرقة والكذب واحتراف القتل والدناءة (واطيين !) وإرهاب الدولة ، بل قال أكثر من ذلك ، قال : حتى القراصنة واللصوص لهم بعض الحدود والمعايير والأخلاق.
- قال : كما أن صداقة تركيا كسب، فإن عداوتها أمر وخيم.
-وقال : قالوا لنا سنحضر لكم مواطنيكم ، فقلنا لهم: "نحن نملك الإرادة والقوة الكافية لإحضارهم، سنحضرهم نحن" ! .
-وقال: "أعيد مرة أخرى، وأضع خطاً تحت كلامي، لو كل الدنيا غضت البصر وأدارت الظهر للفلسطينيين، فنحن لن نفعل وسنبقى إلى جانبهم وخلفهم" !! .
أقول باختصار.. أردوغان سحب البساط من تحت أقدام زعماء الأنظمة العربية المتواطئة مع العدو .. فمرحى له خليفةً للمسلمين .