آخر الاخبار

مطار إسطنبول يحقق انجازا دوليا جديدا ويتصدر قائمة مطارات أوروبا عاجل : الإمارات تحذر من منخفض جوي ..  وعاصفة شديدة خلال الايام القادمة مصر تكشف عن خسائر مالية مهولة لإيرادات أهم مضيق بالعالم بسبب توترات البحر الأحمر اجتماع عربي إسلامي بالرياض يطالب بعقوبات فاعلة على إسرائيل ووقف تصدير السلاح إليها الشيخ  محمد بن راشد يعلن بناء أكبر مطار في العالم بكلفة 35 مليار دولار العليمي: ''ندعم جهود اطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن لكن الوصول حاليا الى سلام صعب'' جريمة ''بئر الماء'' في مقبنة تعز وأسماء الفتيات الضحايا.. بيان حقوقي يطالب بردع الحوثيين والتعامل معهم بحزم هيئة كبار العلماء السعودية تنبه إلى ''حالة لا يجوز فيها الحج بل ويأثم فاعله''! أمطار غزيزة في الأثناء مصحوبة بعواصف.. بدء تأثيرات الحالة المدارية التي تضرب محافظات شرق اليمن رغم التطورات في البحر الأحمر.. واردات الوقود والغذاء الواصلة الى ميناء الحديدة الخاضع للحوثيين ترتفع بنحو 30%

مجلسك باقي يا عيدروس .!.
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 6 سنوات و 11 شهراً و 6 أيام
الإثنين 22 مايو 2017 02:28 م

ـ لاتخاذ قرار مصيري يتعلق ( بانتماء وحياة ) , تقوم القيادات والحكومات المنضبطة المسئولة , في جو من العلنية والنزاهة والحرية , بإجراء دراسات واستبيانات واستفتاءات لفترة كافية . فيأتي القرار النهائي واقعيا ومعبرا عن روح الشورى وحرية الرأي , وملزما للجميع بالعمل بموجبه .

وأما عندنا فيكفي تغيير مسئول وتجمع بضعة ألاف ليتم في لحظة إصدار قرار مصيري يتعلق بحياة أمة وتركيبة وطن , دون حاجة لدراسات واستفتاءات , وخطط وآليات . هكذا نحن في الجنوب عند كل منعطف . فبعد الاستقلال كان يكفي قراءة مجلدات رأس المال ل( كارل ماركس ) كي تقرر ( الشلة ) شكل الاقتصاد السياسي من خلال قوانين الجدل ( الدياليكتيك ) دون تدرج تطبيقي وجدول زمني , ودون دراسة لأثار ذلك على الوطن وبنيته وخيراته , وعلى المواطن وحياته ومعيشته , فكانت النتيجة دمار وطن عامر وخراب اقتصاد زاهر . وتبع ذلك إزهاق أرواح نقية , ونفي أسر كاملة , وفرار ألاف من أبناء الوطن . وطوال الحكم الاشتراكي كانت تكفي جلسة محددة , كي يتقرر من يبقى ومن يتم الإطاحة به . ومن المهازل أن انفتاحا طفيفا مس حياة المواطنين عبر ساحة الشهداء بمحافظة أبين , تعرفوا من خلاله على بعض الكماليات والمنتجات الرأسمالية , وأن وجود مسبحٍ وصحن هوائي في بيت المحافظ ( محمد علي أحمد ) , كان أحد أعذار مجزرة 86 , تلك المواجهة التي قصمت ظهر الجنوب تماما . وهي فترة لم يعشها ويعيها أكثر المطبلين للعشوائية والحماسة القاتلة اليوم .
وفي الذهاب نحو الوحدة كان يكفي أن يحرك البيض خصلات شعره الناعمة بيده الطرية , ليقرر قرارا مصيريا دون وضع الدراسات والبنود والضمانات , التي تساعد على السير بخطوات واثقة سليمة لحل الخلاف وصون الحقوق . كما شهدت تلك الفترة انضمام كوادر اشتراكية , وشخصيات جنوبية للمؤتمر الشعبي العام , وكثير منهم شارك في حرب 94 ترسيخا للوحدة , وفي كل انتخابات يخرج ملايين من الجنوب لتأييد ( علي صالح ) ضد أي خيار وطني حتى ولو كان جنوبيا . وبعد أن أصابتهم التخمة من مائدة المؤتمر الشمالي , وبدأت حنفية الموارد تنقط قطرات طفيفة بعد سيلها الغامر , هنا تذكر البعض الجنوب , فمنهم من عاد طامعا , وكثير منهم تمت إعادته عمدا , ومنهم مخلصا وطنيا . ولكنهم اليوم متفقون على تحميل ( الإصلاح ) وحده ! تبعات خيارهم , وحماقة قرارهم , وسوء إدارتهم .
وهاهم اليوم بنفس النمط والرؤية , ودون مراجعة ولا عبرة , يقررون ـ وحدهم ـ تكوين مجلسٍ انتقالي جنوبي , ويفوضون من يختار عن الأغلبية مصيرهم , وطريقة إدارتهم , وشكل وطنهم , وذلك لن يتحقق لهم إلا بنفس وسائل سلفهم في سبعينيات القرن الماضي . وما يؤكد هذا ! أن التوجه الاشتراكي ومن وراءه روسيا , هي من كانت تقرر كل شي في الجنوب , وقد عُرِفت بمحاربة الدين حينها . واليوم يقف وراء هذا التوجه من قد عرف الجميع شدة حربها لكل فكر إسلامي حركي , يسعى للحكم بالشريعة شمولا وكمالا . إن ما يحدث اليوم إنما هو تحقيق مصالح , وتصفية حسابات , وتنفيذ أجندات . وما الجنوب فيها إلا حصان طروادة , وما الشعب إلا مسمار جحا .