ما عجز عنه البشر فعله الذكاء الاصطناعي.. العثور على قبر أفلاطون تفاصيل ثامن أيام محاكمة ترامب حول أموال الصمت أوكرانيا تعلن إسقاط 21 صاروخاً روسياً وموسكو تؤكد تدمير 68 مسيّرة في سماها قصف إسرائيلي ومقتل 8 وإصابة العشرات على مخيم النصيرات في غزة العلماء يستخدمون تقنية جديدة لرؤية الخلايا السرطانية من الداخل أميركا تعلن سحب قواتها العسكرية من ثاني دولة بعد النيجر واشتطن تكشف عن إصابة ناقلة نفط بريطانية بهجوم حوثي في البحر الأحمر الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري بالتعاون مع دولة العربية الكشف عن تفاصيل مشروع قطري جزائري جديد والأكبر في في العالم وبميزانية ضخمة
الخميس الماضي وأنا أستمع لوالد المختطف النمساوي دومينيك يتحدث عبر شريط فيديو يناشد الخاطفين، خجلت من انتمائي لبلد يشاركني فيه هؤلاء الذين تجردوا من أبسط سمات الآدمية، وهم يصمون آذانهم في مواجهة مناشدات والدي فيليب دومينيك، الذي فضل اليمن لدراسة اللغة العربية، ولم يأبه للتحذيرات واختار أن يذهب لموطن اللغة العربية الأقدم..
ليست مجرد حادثة اختطاف، هذه الرعونة البدائية، والكائنات المستذئبة، كائنات لا صلة لها بالبشر، وهمجية لم تعد قادرة على رؤية أي شيء سوى المال، وتكريس وجودها لابتزازه، ومثل هكذا كائنات تذوب الفواصل بينها وبين أي كائنات أخرى تمتهن العنف والجريمة، سواءً في إطار الإرهاب وثقافته، أو العصابات بأنواعها، لأنها تنطلق من ذروة الوحشية والإجرام: اختطاف البشر، وهم هنا ضيوف اليمن وزائروها، وتهديد حياتهم وترويع أسرهم ومحبيهم، واستخدامهم أدوات لابتزاز الأموال، واختصار أعمارهم المرهونة هنا بلحظة طيش، أو مزاج غاضب لكائن مهووس تغيب صورته وتحضر بندقيته المصوبة بعدوانية لا يمكن استيعابها إلى إنسان بريء لا تربطه به أي رابطة عدى الصدفة التي جمعته ذات نهار قائض مع كائنات متوحشة تتجول في شارع علي عبد المغني بقلب العاصمة صنعاء باحثة عن ضحية عابرة.
"أرجو أن تظهروا كرمكم وتعيدوه لنا " هكذا خاطب والد دومينيك الخاطفين، جملة مؤلمة كأنها وخز إبرة في ضمير كل يمني، يستمع إلى رجل مكلوم باختطاف ابنه وترويعه، وكأن والد دومينيك بهذه الجملة يضع كل حقه في استعادة ابنه وحق دومينيك في الحياة جانباً، ليترجى خاطفيه وكأن المساومة بحياة إنسان واختطافه وترويعه حق من حقوقهم، ويغدو فقط متمسكاً برجاء إنقاذ ابنه حتى بمناشدة يعتبر فيها الإفراج عن ابنه المختطف نوعاً من الكرم !!..
فعل شنيع مثل هذا يحتاج إلى مسيرات غاضبة، ورفض عام لترويع البشر واختطافهم.
هكذا جريمة تسيئ لليمنيين ينبري لها الأزهر ليناشد الخاطفين، بينما يلتزم علماء الدين الإسلامي في اليمن الصمت وكأن الأمر لا يعنيهم!!.
في بدايات الربيع العربي أعادت لنا سمعتنا تضحيات الشباب الثائر الذي عشق الحرية وضحى من اجلها، وتوارت صورة العربي الرائجة في الغرب كإرهابي يحتزم بالديناميت ومستعد للقتل العشوائي.
الآن يهدر هؤلاء الهوام البشري سمعتنا مرة أخرى، ويلطخون اسم اليمن واليمنيين في الوحل باختطاف دومينيك والإصرار على ترويعه وترويع أسرته وإذلالنا كيمنيين!!..
شيء واحد يمكن أن يعيد للخاطفين بعض آدميتهم، أن يستجيبوا لنداء أسرته المكلومة ويدعوا دومينيك يذهب في حال سبيله... فهلا تفعلون أيها الخاطفون، وتطلقوا دومينيك وتكسبوا العالم؟!.