آخر الاخبار

الأرصاد يتوقع هطول أمطار رعدية في عدد من المحافظات خلال الـ 24 ساعة القادمة حماس تعلن استعادة قوتها في كل ميادين المواجهة بغزة - قيادي بارز في حماس يتحدث عن فرصة تاريخية للقضاء الكيان الصهيوني كتائب القسام تبث مشاهد لاستهداف طائرة أباتشي.. وأبو عبيدة يوجه رسالة سخرية لـ نتنياهو إسرائيل تنتقم من علماء واكاديميي غزة .. الجيش الإسرائيلي يقتل أكثر من 100 عالم وأكاديمي القيادة المركزية الأمريكية تصدر بياناً بشأن حادثة استهداف سفينة النفط غربي الحديدة صاروخ يستهدف ناقلة نفط غربي الحديدة المليشيات تجدد تصعيدها العسكري صوب مأرب القوات الخاصة التابعة للشرعية تشارك في فعاليات تمرين الأسد المتأهب بالمملكة الأردنية بحضور دولي من بريطانيا وتركيا وعدة دول أخرى...إستكمال التحضيرات بمأرب لانطلاق المؤتمر الطبي الأول بجامعة إقليم سبأ نقابة الصحفيين تستنكر التحريض ضد مؤسسة الشموع وصحيفة أخبار اليوم وتدعو السلطة الشرعية بمأرب الى التدخل لإيقاف تلك الممارسات

هدم جدار الحرية
بقلم/ د. محمد حسين النظاري
نشر منذ: 11 سنة و 4 أشهر و 19 يوماً
الخميس 27 ديسمبر-كانون الأول 2012 04:28 م

للصحافة دور تنويري وتثقيفي وتوعوي للعديد من القضايا، خاصة تلك التي تلامس هموم الناس، وتسهم في حل مشاكلهم، والأكيد أن ذلك الدور الجليل ينبغي ألا يكون قائماً على التعدي على حريات وخصوصيات الآخرين، حتى وان كانوا مسئولين في الحكومة او المؤسسات الخاصة.

ما دفعني للتطرق لهذا الموضوع، هو ما قام به احد الزملاء في إحدى الصحف بنشر أرقام الهواتف المحمولة والثابتة لأبرز مسؤولي الدولة والحكومة وقيادات في السلطة المحلية بالمحافظات ورؤساء الأحزاب وبعض الدبلوماسيين، إضافة إلى فاكس رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، وكذلك هواتف دبلوماسيين أجانب، وذلك في سلسلة من مقالاته التي أصبحت حديث الناس في المقايل والأزقة.

الأمر هو الأول من نوعه على المستوى اليمني، وإن كان صاحب المقال قد تقمص دور الصحافي المثير للجدل \"جوليان أسانج\" صاحب موقع ويكيليكس، لكنه بدلاً من أن يفضح الفساد أينما وجد في هذه المؤسسة أو تلك، ذهب لإفشاء أرقام هواتف شخصية، لأفرادٍ اليوم هم في الوظيفة العامة وغداً سيغادرونها، لكن بالتأكيد أن مطاردة المتصلين بهم لن تتركهم لحالهم.

وان جاء النشر على صيغة التعريف بالوصول إلى أولئك المسئولين، إلا انه قُصد من خلاله التضييق على حرياتهم الشخصية، فالهاتف هو ملك شخصي للفرد، ولا دخل للمؤسسة او الوزارة التي يقودها به، فالأرقام الثابتة الخاصة بتلك المرافق وفكساتها، هي التي تهم المواطن الذي يحتاج لإيصال شكواه لمقر العمل، لا ان تكون أرقام الشخصية مستباحة .

لا اعتقد ان فيما قام به –الزميل الناشر لتلك الأرقام- أي فائدة، فالمسئول ليس عاجزاً عن تغيير رقمه متى ما رأى أنه أصبح مستهدفاً من متصلين يشبعونه سباً وشتماً، وهو لا يعرفهم، وقد يؤذونه بالاتصال به في أوقات متأخرة من الليل او حتى تجيب عائلته على الرقم المتصل.. إن تلك الأرقام أصبحت متداولة، ليس فقط عبر تلك الصحيفة، او المواقع الإليكترونية، بل أصبحت سلعة لدى الباعة المتجولين، حتى وصل سعر نسخة التصوير ب100 ريال.

هل الحرية أن اُفشي رقماً أعطانيه يوماً أحد المسئولين لأي دافع كان؟ فإذا ما اختلفت معه، جعلت رقمه سلعة تباع وتشترى في الأسواق.. أعتقد أن ذلك لا يتفق مع عادات اليمنيين، التي تجعل كل واحد منا يستأذن صاحب الرقم قبل أن يعطيه للآخرين، فما بالنا ونحن نتعدى على حقوق الآخرين في أن ينعموا باستعمال هواتفهم دون أي مضايقات.

اعرف ان المسئول ليس شخصية عادية، بحكم المسئولية التي تولاها، واقدر حرص الجميع توصيل شكاويهم إليه، ولكن ذلك لا يتم إلا عبر القنوات التي يحددها المسئول نفسه من خلال تحديد أرقام مكتبه والفاكس أو الإيميل الذي يجب عليه ان يتقلى تلك الشكاوي عليه، أما ان نسلك طرقاً ليست صحيحة، لإيصال رسالة لكل الناس مفادها: هذا رقم المسئول الفلاني، اشغلوه، جننوه، لا تجعلوه يرتاح أو يستقر بين اهله وذويه.

إذا كان الإنسان العادي يحب أن يحتفظ برقمه ولا يعرفه إلا الخاصة به، خوفاً من الإزعاج والمضايقات، فما بالنا بأصحاب تلك الأرقام، وان كان الكاتب قد عنون مقاله الذي احتوى تلك الأرقام ب: هدم الجدار، فإننا نقول له فعلاً صدقت فقد هدمت جدار الحرية والخصوصية، لقد هدمت جدار الثقة والأمانة التي ائتمنك عليها أصحاب تلك الأرقام.

أنا لا أدافع عن أصحاب الأرقام بمسمياتهم الشخصية، ولكني أدافع عن حريتي وحريتهم وحريتكم، في أن يكون لنا حيز من الخصوصيات، لا يتطفل عليها أناس لا نعرفهم، ما ان نرد عليهم حتى يباغتوننا بكيل من الألفاظ التي تجعلك تلعن من أعطاه الرقم.

الحرية الصحافية لا تجيز لنا بأي حال من الأحوال التعدي على حريات الآخرين، فما لا أحبه لنفسي ينبغي ألا ارتضيه لغيري، مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: \" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه.. أما إذا أقرينا بهذا السلوك، ولم نعترض عليه، فغداً ستنشر الأرقام المنزلية والعائلية للمسئولين وللعامة، في تخطٍ معيب لعاداتنا وأعرافنا وتقاليدنا.

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
محمد مصطفى العمراني
لماذا لا ينتقد تيار التنوير جرائم الصهاينة والأنظمة القمعية ؟
محمد مصطفى العمراني
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
مجدي محروس
إستثمارات الحوثي في مآسي غزة
مجدي محروس
كتابات
جلال غانمفِرزة.....!
جلال غانم
مشاهدة المزيد