بحاح نائباً والدور المأمول
بقلم/ هادي أحمد هيج
نشر منذ: 8 سنوات و 11 شهراً و 14 يوماً
الإثنين 13 إبريل-نيسان 2015 01:37 م

انتظر اليمنيون هذا القرار كثيرا، وكلما صدر قرار يتوقعون ان يكون الاخر لنائب رئيس، حرصاً منهم على استمرار الشرعية وحفاظاً على حياة الرئيس ، كلما كثرت محاولات التخلص منه سواءاً بالاغتيال أو القصف الجوي او البحري او التسميم ، وفي تلك الفترة كان الناس أيديهم على قلوبهم بأن أي اختفاء للشرعية - ممثلةً في عبدربه - عودتها الى يد الحوثي ، وهذا جعل الحوثيين يستميتون في الوصول اليه بأي صورة وبأي ثمن ، فلما نجى بخروجه إلى القمة العربية صبوا جام غضبهم على عدن الحبيبة التي نعشقها أكثر من عشقنا لأهلنا ، وياليت وكلمت ياليت ما تخرب عدن.

أن نختلف قضية مقبولة، أن يعتقلوا الإصلاحيين أمر هين قد نتجاوز عنه ، يعتدوا بالإقتحام على مقرات الإصلاح ربما نقول عادي ، يعبثون بالدور والمؤسسات بالتفجير والتدمير لا مشكله، لكن من غير المعقول والمقبول اهدم بيتك وأن اقصف حارتك وحيك وأزيد على ذلك غصبا عنك تقبلني أحكمك!!

قد يبتلع أن تحكمني بدون قبول مني بالغصب لكن تعلن أني ارحب بك فهذا فوق الطاقة والوسع ، وهذا ماهو سائر الآن ، ونسوا أو غير عالمين أن صلاتك لاترفع من فوق رأسك:

(اذا أمّيْتَ مصلين وهم لك كارهون)

فكيف يفسرون مايقومون به؟!

عموما نعود إلى موضوعنا، أن يأتي التعيين متاخرا خَيْرٌ من أن لا يأتي ، وكم أسعدني هذا القرار لا حبا في الشخص بقدر ماهو رغبة في ملئ الموقع وإن كنت من المعجبين به وبمواقفه وتصرفاته ، وهو شخصية معروفه منذ ان كان وزيرًا للنفط ثم رئيسًا للحكومة،

وهو الآن على المحك فكل فترته الماضية لن يقيم من خلالها في المستقبل سواءاً أحسن فيها او قصر ، فالمرحلة الراهنة لها مابعدها فإن قام بها خير قيام خاصة وهو نائبًا للدولة ورئيسًا للحكومة ، والفترة استثنائية تحتاج منه أن يكون استثنائياً ، وينفض عنه غبار التعامل في فترته السابقة ويتمثل بقول الشاعر:

اذا قيل هل من فتى خلت

انني عنيت فلم اجبن ولم أتردد

وعيون اليمنيين تنظر إليك وقلوبهم معلقة بك فأنت الملاذ بعد الله لإخراج اليمن مما هو فيه إلى بر الأمان ، وهذه مهمة - ليست بالسهلة - تريد جهود مضنية، وعمل متواصل، ورؤية صائبة، وحكمة نادرة، وعزم قوي، وحزم لا يراعى فيه احد غير مصلحة هذه الأمة، وإخراج البلاد من لجج الأحداث والأمواج التي تتقاذفه ، وستجد جميع الشعب يدعون لك بالسداد والتوفيق.

فإذا نجحت وهذا اعتقادنا فيك وأملنا في الله ان يعينك ، فستخلد وتكتب بحروف من نور في سجلات التاريخ ، اللهم أعنه ووفقه وسدد على طريق الخير خطاه، آمين.

ولاشك ان اليمنيين يؤملون عليك كثيراً سنشارك ببعض مانراه ضرورة في نظرنا وادعوا كل من له رأي ان يشارك به لعله يفيد في هذه المرحلة والمثل يقول:

(يوجد في النهر مالا يوجد في البحر)

فلربما مشاركتك يبارك الله فيها فتدل على رؤية صائبة:

١- ان تخرج إلى اليمن وتدير الوضع من الداخل وتلملم هذه الجهود المبعثرة وتحدد الوجهة لكل فئة حتى يشعر الناس أن لهم قيادة يلجئون إليها ويأخذون تعليماتهم منها ، فليس مقبولاً أن تدار اليمن من الخارج، ويكون البلد بدون قائد يشجعم ويسددهم ويواسيهم ، أما غير ذلك فسيبقى الناس:

"غنم بدون راعي"

وما يراه الحاضر لا يراه الغائب والفترة الماضية لا شك أنك ترى كل يتحرك لوحده فلم تحقق هذه الجهود ثمرة ترجى ، وأجزم لو أن هناك قياده في الداخل تدير الوضع لكان حال اليمن آخر، وإنما نقول قدر الله وما شاء فعل ولعل في ذلك خير لا نعلمه ، فأعيدوا الأمور الى نصابها.

٢- اجعل لك منطقة آمنة تعود إليها، وتستدعي كل من يستطيع الوصول إليك من الوزراء، ومارس مهامك كمسؤول تنفيذي تتواصل مع الداخل والخارج ، فسيتشجع بك الداخل ، ويتقوى بشرعيتك الخارج ، وستكون محط أنظار الجميع ، واستعن بالله ثم بكل من تراه سيعينك من الشخصيات الوطنية والاجتماعية، وامض إلى الرأي السديد الصائب وستسدد باْذن الله.

٣- ان يكون نصب عينك الحالة الإنسانية ، فالوضع التمويني قريب من النفاذ ، والحالة المالية لكثير من الناس صعبه، وبوجودك ستكون لك - بكل تأكيد - لمسات طيبة ونظرات حانيه باْذن الله.

اللهم ابرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر

(( وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ))